سيتم قريبا بولاية مستغانم إنشاء مدرسة لتكوين الباحثين الهواة في علم الآثار والحفريات حسبما أعلن عنه امس رئيس جمعية النادي الفكري المستغانمي صاحبة المبادرة. وقال نور الدين ولد الباي خلال زيارة ميدانية للحفرية المنظمة بموقع ما قبل التاريخ «واد الرايح» (بلدية سيدي علي)، أن «منطقة مستغانم غنية بالمواقع الأثرية للتعمير البشري والصناعات الحجرية القديمة التي لا يمكن لأي معهد متخصص في الآثار أن يغطيها بالبحث والدراسة والحفريات المنتظمة». وأضاف أن «جمعية النادي الفكري المستغانمي تفكر في إقامة آلية أو طريقة جديدة لمساعدة علماء الآثار ومراكز البحث من خلال تكوين هواة في علم الآثار والحفريات». من جهته، أوضح مسؤول الحفرية بموقع «واد الرايح» الدكتور عبد القادر دراجي من جامعة الجزائر، أن «الحفرية بهذا الموقع الأشولي منتظمة منذ سنوات وتشمل هذه المرة القطاع الأول والثالث مما مكن من اكتشاف بعض الأدوات الحجرية على غرار الفؤوس وذوات الوجهين التي تعود إلى الفترة الأشولية القديمة والحديثة (ما بين 800 ألف ومليون سنة)». وقال دراجي أن «موقع ما قبل التاريخ بواد الرايح هو أقدم موقع موجود على الساحل الجزائري وثاني موقع من ناحية الأهمية بالغرب الجزائري بعد موقع تيغنيف (ولاية معسكر) الذي اكتشفت به بقايا عظمية بشرية وحيوانية». ويحتوي هذا الموقع، حسب نفس المتحدث، على طبقات أرضية هامة سمكها يصل إلى ثمانية أمتار وبها عدة مستويات أثرية يمكن أن تقدم للباحثين صورة لتطور الوجه الثقافي الأشولي في المنطقة واتساعه في أماكن أخرى (تيغنيف) وصناعة الأدوات وتصرف الإنسان مع المادة الأولية (الصناعة والاستخدامات). وبخصوص إمكانية العثور على بقايا عظمية بشرية أو حيوانية بهذا الموقع، ذكر دراجي أن «هذا ضئيل أو مستحيل نظرا للتدخلات الكيمياوية التي عرفها الموقع بوجود الحديد وأكسيد وهيدروأكسيد الحديد والمنغنيز التي تؤثر على المادة العضوية وخاصة بعد جفاف المجرى المائي». وتم خلال هذه الزيارة الميدانية التي نظمتها جمعية النادي الفكري المستغانمي بالتعاون مع جمعية أصدقاء الصحة النفسية للبحث والتكوين، التعريف بهذا الموقع الأثري وتقريب علم الآثار والحفريات من التلاميذ الذين سمحت لهم هذه المبادرة بمعاينة ما تلقوه من دروس حول هذا الموضوع خصوصا في الطورين المتوسط والثانوي.