عاشت مختلف ولايات الوطن ليلة بيضاء احتفالا بتتويج المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم بالتاج القاري الثاني الذي دخل خزينة «الخضر» في تاريخ مشاركات «الأفناك» في نهائيات كأس أمم إفريقيا، حيث ومباشرة بعد إطلاق الحكم الكاميروني «نيانت أليوم» الصافرة النهائية للمباراة، تدفق عدد كبير من المواطنين للشوارع من مختلف الأعمار والشرائح مهللين بإنجاز رفقاء النجم «رياض محرز» الذي انتظره الشعب الجزائري طيلة 29 عاما. صنع الشعب الجزائري صورا أكثر من رائعة في شوارع العاصمة الجزائر على غرار مختلف المدن الجزائرية بعد تتويج الخضر بكأس أمم إفريقيا، حيث وبعد 5 دقائق من انتهاء اللقاء أصبحت حركة المرور شبه مشلولة في مختلف الشوارع الرئيسية نظرا للعدد الهائل من السيارات والشاحنات التي كانت متوجهة إلى قلب العاصمة، وهو ما جعل الملايين من الجزائريين يحتفلون بإنجاز رفقاء الدبابة «عدلان قديورة» مشيا على الأقدام أو في أماكنهم، وما الشوارع تمتليء بتلك السرعة خروج أعداد هائلة من المواطنين المتواجدين في مختلف ملاعب كرة القدم ومن مختلف الساحات العمومية، على غرار العاصمة التي عرفت عرض اللقاء في شاشات عملاقة بكل من ملاعب 5 جويلية الأولمبي وملعب 20 أوت بالعناصر وواقنوني بالإضافة إلى الساحات الكبرى، ما جعل الشوارع تعج بالأنصار. وعرفت احتفالات الجزائريين بانتصار الخضر أجواء رائعة ومميزة، حيث كانت الراية الوطنية حاضرة بقوة بعدما رفع أشبال «بلماضي» العلم الوطني عاليا في سماء أم الدنيا، واكتست الشوارع حلت بيضاء وخضراء، حيث أن الغالبية اقتنوا قميص المنتخب الوطني ومنهم من أخرج القمصان القديمة لرفقاء زياني، كما أن كل الأدوات كانت مباحة من أجل صنع الأفراح والفرجة على غرار مختلف الأدوات الموسيقية والكرات الهوائية والرايات الصغيرة.
الشباب يحول الشوارع إلى محلات مفتوحة على الهواء الطلق استغل بعض الشباب تتويج المنتخب الوطني الجزائري بكأس أمم إفريقيا من أجل بيع الأقراص المضغوطة للأغاني التي تمجد المنتخب الوطني وكم هي كثيرة، حيث أن عددا كبيرا من الفنانين الجزائريين خصص أغنية لرفقاء المتألق «يوسف بلايلي» لتحفيزهم، وكانت الفرصة ايضا للباعة المتنقلين من أجل استغلال الفرصة وبيع مختلف الأقمصة والرايات الوطنية بمختلف أحجامها.
3 آلاف شاشة عملاقة عبر التراب الوطني كشفت مصادر «الشعب» أن 3 آلاف شاشة عملاقة خصصت لمشاهدة مباراة النهائي التاريخي في كرة القدم الجزائرية الذي جمع بين الخضر وأسود التيرنغا، حيث قام متعامل الهاتف التاريخي «موبيليس» بوضع شاشات عملاقة في كل ملاعب الجمهورية على غرار 5 جويلية الأولمبي ومصطفى تشاكر بالبليدة و08 ماي 1945 بسطيف وزبانة بوهران و19 ماي بعنابة و20 أوت ببشار، وذلك للسماح لكل العائلات والشباب من متابعة اللقاء بملعب لصنع أجواء رائعة ومميزة مثل تلك التي صنعها جمهور الملعب الاولمبي في نصف النهائي ضد المنتخب النيجيري حين تداول كبرى المواقع والتلفزيونات العالمية الصور المميزة التي صنعها الجمهور العاصمي بالملعب التحفة، في حين ان باقي الشاشات تم تنصيبها من قبل السلطات المحلية لكل ولايات الوطن.
لاعبو المنتخب الوطني و»بلماضي» يطالبون بضرورة التعقل وجه لاعبو المنتخب الوطني والمسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للخضر «جمال بلماضي» رسالة قوية عن طريق فيديو مصور، يطالبون فيه الشعب الجزائري والشباب خاصة بالتعقل في السياقة داخل وخارج الوطن حتى لا تتحول الأفراح إلى أحزان، كما عرج الناخب الوطني للتكلم عن الحادثة الأليمة التي وقعت في ولاية جيجل خلال الندوة الصحفية التي سبقت المواجهة، طالب فيها الجميع بالتعقل حتى لا تفسد أفراح الجزائريين التي انتظروها مطولا، وأكد على ضرورة الاقتداء بما صنعه الجزائريون في الحراك الشعبي لتسويق صورة رائعة عن الجزائريين عبر أرجاء العالم.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي يطالبون بالحذر بعد الحادث الأليم الذي أودى بحياة 5 شباب من ولاية جيجل عقب نهاية مباراة نصف نهائي كأس أمم إفريقيا 2019 بتأهل الخضر إلى النهائي على حساب المنتخب النيجيري، قام رواد مواقع التواصل الاجتماعي بإقامة حملة تحسيسية مطالبين فيها الجمهور الجزائري بضرورة الحذر عند الاحتفال بفوز الخضر بالتاج القاري، وقاموا بحملة تحت عنوان احتفل مشيا على الاقدام وترك السيارات والدراجات النارية في المنازل لتفادي وقوع حوادث تفسد عرس الجزائر الذي عاد به الأبطال من أرض الفراعنة.
حملة تحسيسة من قبل الأمن الوطني وأئمة المساجد بعثت مديرية الأمن الوطني برسالة قصيرة عبر الهواتف النقالة للمتعاملين الثلاث، مطالبة الجميع بتوخي الحذر عند الاحتفال، وكتبت بالحرف الواحد، «فخورون بمنتخبنا، نناصره بدون حوادث»، هذا وخصص أئمة المساجد خطبة الجمعة للحديث عن المنتخب الوطني وضرورة الاحتفال بهدوء لعدم تحويل الأفراح إلى مأسات مثلما حدث في الدور الماضي بجليل وهو الأمر الذي جعل كل الشعب الجزائري يتألم ويتحسر لرحيل شباب في عمر الزهور، حيث حث رجال الدين كل الشباب على التعقل كون كل شرائح المجتمع ستكون بالشوارع على غرار الأطفال والنساء والمسنين فرحا بما صنعه الخضر الذين رفعوا الراية الوطنية عاليا. جزائريون من مختلف المدن حاضرون في العاصمة طيلة يوم الجمعة لاحظنا تواجد سيارات وحافلات نقل المسافرين تقل أعدادا كبيرة من الأنصار متوجهين نحو أماكن نقل المباريات على الشاشات العملاقة، ودفعنا الفضول إلى الاقتراب منهم للاستفسار، حيث أكدوا لنا بأنهم جاؤوا للعاصمة حتى يحتفلوا بتتويج الخضر ولقضاء الليلة بالعاصمة لانتظار عودة ابطال الجزائر إلى أرض الوطن من أجل مشاهدتهم عن قرب وشكرهم على التضحيات التي قاموا بها من أجل إسعاد شعب بأكمله.