احتضنت قاعة المحاضرات لجريدة «الشعب»، ندوة تاريخية ظهيرة أمس الأول الخميس، بمناسبة ذكرى استرجاع السيادة الوطنية على الإذاعة والتلفزيون الجزائري غداة الاستقلال. وتميز اللقاء الذي بادرت به أمانة ولاية الجزائر لاتحاد النساء الجزائريات بمشاركة شخصيات بارزة عايشت الحدث وساهمت فيه أبرزهم السيد عبد القادر نور الذي كان حينذاك مديرا للقناة الأولى وشكيري عبد العزيز الجزائري الذي كان له شرف إنزال العلم الفرنسي يوم 28 أكتوبر 1962 إلى جانب الباحث المتخصص في قضايا العلوم السياسية والإعلام الأستاذ احمد عظيمي.بعد أن افتتحت الأمينة العامة لاتحاد النساء نورية حفصي الندوة شرح الإعلامي نور عبد القادر خلفيات اتخاذ قرار إنزال علم فرنسا بعد أن مرت أكثر من ثلاثة أشهر من إعلان استقلال البلاد فبادرت نخبة من الإعلاميين من بينهم لغواطي عبد الرحمان ومدني حواس والمتحدث إلى جانب عيسى مسعودي صاحب الصوت الثائر بالبحث عن أفضل موقف فتقرر الفعل التاريخي الذي أنجزه شكيري متجاوزا حالة الخوف من رد فعل جنود الإدارة الاستعمارية وقال كنت راغبا في انجاز القرار بإنزال العلم الفرنسي والاستشهاد لإتمام بناء الحلقة القوية للاستقلال. وقدم عبد القادر نور وهو وجه إعلامي بارز متقاعد حاليا للحضور لمحة مستفيضة عن العملية بخلفياتها وتنظيمها مؤكدا بالقول لم نهضم استمرار بقاء رموز الاستعمار الذين كانوا يراهنون على تحكمهم التقني والفني ويدعون أن رحيلهم سيؤدي إلى توقف البث الإذاعي والتلفزي وهو التحدي الذي رفعناه وعملنا بكل إخلاص وتفان لإطلاق صوت الجزائر الثائر الذي زلزل مضاجع دولة الاحتلال طيلة سنوات الثورة بحنجرة عيسى مسعودي وحنكة تقنيي وفنيي قطاع الاتصال للثورة. وأكد أن إنزال العلم الفرنسي في ذلك اليوم كان عاملا نفسيا بالدرجة الأولى إذ ساهم بكثير في إحداث القطيعة مع الماضي الاستعماري وتنقية الفضاء والأثير الوطني منه وبالفعل سارعت فلول الأقدام السوداء للمغادرة إذ تأكدوا أن الأرض التي لطالما استنزفوها عادت لأبنائها وأضاف نور بلسان الإعلامي الجزائري الحامل لهموم وتحديات المرحلة قائلا: لم نكن مدججين بالإمكانيات المادية ولكن كانت لدينا إرادة قوية للتحدي يصعب وصفها وأحيانا لا يمكن تصديقها اليوم فقد كانت نتاج العزيمة والإيثار عن النفس وتجسيدا لإرادة أولئك الذين سقطوا على درب تحرير البلاد وتخليص العباد من قبضة استعمارية بشعة طالت طويلا واتت على الأخضر واليابس ليعود الفضاء الوطني الإذاعي والتلفزي للمجموعة الوطنية مثمنا ما قام به ذلك الجيل الذهبي المسلح بإرادة لا تقهر. ومن جهته توقف الأستاذ احمد عظيمي بقوة عند تلك الملحمة داعيا إلى الاستفادة من التجربة والتعاطي اليوم مع التكنولوجيات الإعلامية الجديدة بنفس عزيمة ذلك الجيل مشخصا الوضع «بأننا نستهلك اليوم إنتاج الغير ولا بد من دخول مرحلة صناعة الإعلام بكل أنواعه» وأكد بلسان المتخصص أن الأوان حان ليلعب القطاع السمعي البصري دوره كاملا في هذا الظرف من خلال السهر على مواكبة التطور الرقمي ذلك أن النهوض بالسمعي البصري يرتكز على عناصر التحكم في المعارف وتحيين المعلومات على اعتبار أن تقدم البلاد يكون بتقدم الإعلام مثمنا حجم الخبرات الموجودة. سعيد بن عياد