تعرف أسواق الماشية قبل أيام قليلة من عيد الاضحي ارتفاعا كبيرا في الأسعار تراوحت ما بين 35 و55 ألف دج، فالكل أجمع خلال جولة استطلاعية ل «الشعب»، أنها تعرف منحى تصاعديا كل سنة ولا سبيل لوقفها إلا باللجوء إلى اعتماد قوانين صارمة لتنظيم هذه الأسواق التي باتت تشهد فوضى كبيرة. لا حديث للمواطنين اليوم سوى عن الغلاء الفاحش لأسعار الأغنام الذي أسر المواطنين ودفعهم للتفكير وإعادة التفكير في الشراء من عدمه، مما ترك الانطباع أن العديد منهم سيستغنون عن أداء شعيرة عظيمة من شعائر ديننا الحنيف، حيث تبقى حلقات كثيرة تتسب في زيادة الأسعار، أهمها انعدام قوانين أو نظام يحكم مثل هذه الأسواق. فكانت الردود متباينة البعض تحدث عن جشع التجار وظهور بعض الطفيليين أو مت أسموهم بالتجار الموسميين، وآخرون أكدوا أن عدم وجود ضوابط قانونية تحد من الالتهاب زاد من تفاقم الوضع فالكل يبحث عن الربح والفائدة متناسين المواطن البسيط وتحديد المسؤوليات يبقى مؤجلا إلى حين؟. «الشعب» قامت بجولة إلى بعض أسواق المواشي غرب العاصمة لتتعرف على الأسعار ورصد حركة البيع والشراء قبل 3 أيام فقط من عيد الأضحى، لتقف على صورة لطالما تكررت مع هذه المناسبة، الغلاء الفاحش والاستياء الواسع من قبل المواطنين، فالكل أجمع على أن أسعار الأضحية في ارتفاع مستمر سنويا ما يتطلب اعتماد قوانين صارمة لتنظيم هذه الأسواق التي تشهد فوضى كبيرة. وقد عرفت أسعار أضحية العيد ارتفاعا مذهلا في مختلف الأسواق ونقاط البيع التي انتشرت بصفة واسعة قبل حلول عيد الاضحى، وقد تراوح سعر الأضحية بين 35 و50 ألف دينار ليتجاوز ارتفاعها هذه السنة كل التوقعات رغم كل الإجراءات التي اتخذتها الدولة وعلى رأسها مسح ديون الفلاحين، والموسم الفلاحي الذي كان ناجحا خاصة بعد دعم الحكومة لمادة الشعير من طرف الديوان الوطني للحبوب بالإضافة إلى تساقط الأمطار وتوفير الظروف الملائمة لتربية الماشية. وأكد لنا أحد الموالين في هذا السياق، أن سبب الارتفاع يعود إلى غلاء أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية، في حين أفاد آخرون بأن ارتفاع الأسعار ليس بأيديهم فهم يشترون هذه المواشي من المربين بأسعار مرتفعة ويتم إبقاؤها لمدة طويلة في الإسطبلات مما يضطرهم إلى دفع كلفة باهظة. وأوعز آخرون السبب إلى العراقيل والصعوبات التي تحول دون تطور الإنتاج والرفع من مردوديته أهمها تكلفة أعلاف الدواجن وندرتها والتي قفز سعرها حسبهم من 25 ألف إلى 35 دينار للقنطار هذه الأيام، فضلا عن تكاليف النقل وغيرها من الحجج التي باتت مألوفة كل سنة، ما جعل العديد من المواطنين خاصة أصحاب الدخل الضعيف يؤجلون عملية الشراء إلى غاية اليوم الأخير لعل الأسعار تنخفض وتصبح في متناولهم. وفي محاولة رصدنا لبعض أراء المواطنين حول مدى استعدادهم لشراء الأضحية بالأسعار المعروضة حاليا، أكدوا لنا انه رغم كل هذه العوامل وارتفاع الأسعار فلا سبيل للمواطنين إلى للشراء والاستسلام لرغبات الباعة، فليس أمامهم الخيار إلا الدفع أو الحرمان من أداء شعيرة عظيمة من شعائر ديننا الحنيف أو الحرمان من أدائها وحرمان عائلته من هذه المناسبة وطقوسها الدينية التي لا تتكرر إلا مرة واحدة في السنة. وعن اختياراتهم في الاقتناء بين الكباش والخرفان والنعاج قالوا أنهم لا يحبون النعاج غير أنهم يضطرون إلى اقتنائها بسبب ثمنها المنخفض مقارنة بالكباش حيث لا يتجاوز سعرها في اغلب الأحيان ثلثي سعر الخروف حيث تتراوح أسعارها ما بين 20 ألف و25 ألف دينار جزائري.