بعد أن بقي المشروع منذ أكثر من حقبتين من الزمن يراوح مكانه، سيعرض مخطط ترميم القصبة على الحكومة قريبا للدراسة والمصادقة حسب ما أعلنت عنه أول أمس وزيرة الثقافة خليدة تومي. هذا المشروع الذي بقي يراوح مكانه بالرغم من أن القصبة تم تصنيفها كمعلم تاريخي عالمي، وهي الشاهدة على الحضارات التي مرت بها الجزائر منذ عهد العثمانيين الذين بنوها كلها تقريبا ما عدا بعض المساكن في الجهة السفلى التي تعود إلى الفترة الاستعمارية، والحافظة للذاكرة الجماعية حيث سقط فيها العديد من الشهداء إبان حرب التحرير، وبالرغم من كل الأزمنة التي مرت بها إلا أنها بقيت صامدة. ما تبقي من هذا الحي العتيق الذي فقد عدة معالم تاريخية جراء التماطلات التي عرفها تجسيد المشروع المتعلق بإعادة الاعتبار لها كمعلم تاريخي ممتد في الزمان والمكان حيث خصصت الدولة 25 ملون دج للدراسة، و900 مليون دج لأشغال الترميم المستعجلة، مع العلم أن المدينة العريقة تتربع على 100 هكتار وتأوي حاليا أكثر من 50 ألف نسمة في منازل تحتاج كلها إلى إعادة ترميم. أهم مشكل واجه تنفيذ عملية ترميم القصبة حسب المسؤولين عن العملية هو إعادة الإسكان من خلال ترحيل قاطنيها، عملية شرعت السلطات العمومية في تطبيقها تدريجيا منذ الثمانينات، وهي الحجة التي تقدم في كل مرة يأتي الحديث عن إعادة الاعتبار لهذا المعلم التاريخي، غير أن المدينة العاصمية ليس فيها مساكن فقط بل بها معالم كدار السلطان، دار عزيزة وقصر خداوج بالقصبة السفلى.. وحسب تصريح سابق للمدير العام للديوان الوطني لاستغلال الأملاك الثقافية والمحمية عبد الوهاب زكاغ، فان 140 مالكا للسكنات تعرضت منازلهم للإتلاف قد تقدموا إلى الديوان لعرض مساكنهم للبيع للدولة أو المطالبة بإعانة مالية لإعادة ترميمها، ومنهم من طالب صراحة بإعادة الإسكان، مؤكدا ان الدولة بإمكانها تقديم مساعدة مالية للمالكين بنسبة تصل إلى 80 بالمائة لترميم سكناتهم. وفي انتظار صدور المرسوم التنفيذي المتعلق بعملية الترميم ما تزال عدة مساكن من الحي العتيق مهددة بالانهيار من حين لآخر، بعد أن تشققت وتصدعت جدرانها وتآكلت بفعل العوامل الطبيعية وتلك التي ساهم فيها الإنسان، واذكر في هذا الصدد بتصريح احد المختصين في التراث الثقافي »الشعب« بان إدخال الماء إلى المساكن ويتحدث عن الدور التي بناها العثمانيون كان خطأ كبيرا وتسبب في التعجيل بانهيار هذه المنازل تعد ارثا تاريخيا هاما، بالإضافة إلى الترميم العشوائي لأصحابها باستعمال الاسمنت وهو مادة ثقيلة في بناء استعمل فيه الرمل والتراب. وللتذكير فقد صادقت ولاية الجزائر في افريل الفارط على المخطط الدائم لحماية القصبة الذي أعده الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية في الجزائر.