الشاعر يوسف شقرة رئيس إتحاد الكتاب الجزائريين يكشف للموعد الأدبي سنعقد المؤتمر التاسع العادي للاتحاد في جويلية المقبل بالعاصمة الوضعية المتأزمة التي عاشها اتحاد الكتاب الجزائريين منذ استقالة رئيسه عز الدين ميهوبي في 2006 والمعارك القضائية التي طالت وأسفرت أخيرا عن تزكية الشاعر يوسف شقرة خليفة للكاتب عبد العزيز غرمول الرئيس السابق للاتحاد شغلت الاوساط الثقافية لمدة طويلة وحعلتهم في حالة تهيب وتشكك من احتمال هبوب عاصفة قد تنسف خيمة الاتحاد ، الذي لم يعرف لحد الساعة رغم استتباب وضعه كيف يتحد ويوحد شتات المثقفين ولمعرفة ان كانت ازمة هذه الهيئة قد انتهت تماما وماعاد هناك تخوف من وقوع أية انتكاسة جديدة وهل هو بشكله ووضعه الحالي مؤهل للدخول في مرحلة جديدة تتيح له القيام بالدور الذي وجد من أجله. استضاف الموعد الادبي رئيسه يوسف شقرة ليعرف منه الاجابات عن التساؤلات المذكورة .. أنت تعيش الآن كشاعر، تعيش بين الحلم من جهة، وبين مسؤولية معقدة إضطلعت بها كرئيس إتحاد الكتاب الجزائريين، وهي هيئة عرفت تصدعات كثيرة وعميقة، كيف لكم التوفيق بين هذا وذاك؟ الشاعر بالنسبة لي هو ذلك المتغلب على المسير والإداري دائما من جانب الحضور، وأعتقد أن الروح الشعرية سهلت لي الكثير من المعضلات، وتوسطت لي عند أصدقائي الكتاب، علما وأنني مارست عمل الإدارة طويلا قبل رئاستي للاتحاد على مستوى مديرية التربية بعنابة أو كرئيس لفرع إتحاد الكتاب بها، ومن ثمة فلا إشكال عندي بين هذا وذاك ، لكن الإشكال الوحيد هو عندما أسمع عن كاتب يعاني هنا أو هناك، وأنا لا أملك حينها حلا، وهذا بالنظر إلى إنعدام إمكانات للاتحاد، وأتفاءل خيرا بوجود الحلول مستقبلا لإن الوزارة الوصية متفهمة. وعدت عند تسلمك مهامك في الاتحاد بأن تعيد هذه المؤسسة إلى الواجهة ، وأن تدافع عن حقوق الكاتب ، فما هي الخطوات التي اتخذتموها إلى حد الآن؟ وما هي رهاناتكم حتى يسترجع الاتحاد مكانته؟. - صحيح ومؤكد أنني وعدت بإعادة الاتحاد إلى مكانه الطبيعي المشرق والأخذ بيد الكتاب المهيكلين فيه، وأعتقد أنني وفيت بالكثير، ومازال ينتظرنا الأكثر، فعلى المستوى العربي أعدنا لاتحاد الكتاب الجزائريين مكانته المحترمة في إتحاد الأدباء والكتاب العرب، بعد رفع التجميد عنه، ولم نكتف بذلك، بل أخذنا في دورة المكتب الدائم بتونس منصب الامين المساعد المكلف بالنشاط الثقافي على المستوى العربي، وصار إتحاد الكتاب الجزائريين اليوم يحظى بالاحترام، ويؤخذ برأيه عند الاختلاف ، أما على المستوى الداخلي فقد أعدنا ربط العلاقات مع الادارات والوزارات، وصار لنا حضور متميز، ثم بعد ذلك أعدنا ترتيب البيت بهيكلة الفروع وبعث أنشطة هادفة تحرك في العمق، ولها استمرارية نفسها، وبالتالي فقد علمنا مع الامانة الوطنية والمجلس الوطني، وبالتشاور مع أطراف كثيرة على العمل في عدة إتجاهات، وأعتقد أنها بدأت تأتي أكلها، وهو ما يؤهلنا اليوم للذهاب إلى المؤتمر التاسع العادي لاتحاد الكتاب، والذي قررت بشأنه الأمانة والمجلس أن يعقد في الأيام القادمة ، وقد حدد تاريخ ومكان إجراء ذلك، إذ سيعقد في غضون شهر جويلية المقبل بالجزائر العاصمة. ثمة من يتساءل لماذا نجح الجيل الماضي من الكتاب الكبار في أن يكونوا نواة صلبة، ويلتفون حول الاتحاد رغم اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم، في حين لم يستطع الجيل الحالي من الكتاب لم الشمل والالتفاف حول هذا الاتحاد رغم تزايد أعداد الكتاب والمبدعين؟ من المسؤول في رأيكم عن التتفريط في هذه الامانة الثقافية التراثية، وإلى متى يظل هذا التشرذم والخراب يسكن بيت الكتاب والمثقفين؟ في الحقيقة أنني لا أشاطركم الرأي في ذلك لأن مشاركة الجزائر ضمن نشاطات إتحاد الأدباء والكتاب العرب مكثفة ومتميزة، حيث أننا شاركنا مع وفود، وأرسلنا أخرى لتمثيلنا وقد لفتت الانتباه سواء بقراءتها الابداعية والتفكير المنبثقة عن هيئات الاتحاد ، كما أن أعداد مجلات الكاتب العربي التي يصدرها إتحاد الأدباء والكتاب العرب لا تخلو من مساهمات أعضاءنا بجدارة واستحقاق، وإنما يكمن بالنسبة لنجاح الجيل السابق في الالتفاف واللحمة فهو نابع من صدقهم في الكتابة لأنهم أدركوا أن الكتابة محبة وإخلاص وتبجيل وكسر للغرور، وبالتالي كان عملهم مبنيا على الاحترام المتبادل وإن إختلفوا في الأفكار والتوجهات، بينما اليوم وللأسف ثمة من الانانية الطاغية، وحب الزعامة والتنكر لكل من سبق ، وكل هذا خلق شيئا من الحدة في الطباع مع فقدان أسلوب الحوار الذي يخدم المصلحة العامة للاتحاد والكاتب معا، لكن هذا لا يعني أننا إفتقدنا بذرة الخير والعطاء، والحمد لله فاليوم قد عاد للاتحاد من يؤمنون بمكانته وقيمته ودوره من الكتاب الحقيقيين المنتشرين في الجزائر العميقة، والذين جدوا واجتهدوا في فروعهم الولائية، ولم يتسلقوا أو يقدفوا هكذا تلقائيا في قيادة الاتحاد دون عناء. الخلل ربما عندنا في الإعلام على إختلافه، وقد يعود ذلك إلى إنشغالنا بالعمل على محاور شتى لإخراج الاتحاد مما كان فيه من عزلة، وأيضا لعدم نشر بعض المنابر الإعلامية لنشاطاتنا ومتابعتها، إلا في المدة الاخيرة، حيث لاحظنا بعض الاهتمام والتفهم، ونتمنى أن تتوطد هذه العلاقات إلى شراكة ثقافية دائمة.