ما تزال طرقنا تعاني من مشكل تسرب المياه، بسبب اهتراء البالوعات أو التقاعس في صيانتها من طرف المؤسسات المعنية بهذا الجانب ومن جهة أخرى إهمال المواطن ورميه النفايات في كل مكان بطريقة عشوائية أو أيضا الشركات التي تترك ردومها بعد الأشغال. مما يؤدي الى انسداد البالوعات وبالتالي لا تستطيع امتصاص مياه الأمطار التي تتهاطل في فصل الشتاء. وفي هذا الصدد، فقد تقربنا من منتخبي بعض البلديات لمعرفة مدى تكفل مصالحهم بهذا الجانب عبر صيانة البالوعات لتفادي امتلاء الطرقات والشوارع بالمياه التي تغرقها كلما حل فصل الشتاء ومع تساقط الأمطار، مما يعيق حركة السير. وفي هذه المسألة، اعتبر نائب رئيس بلدية باش جراح معيفي عبد السلام هذا المشكل عادي وموسمي ويدخل ضمن التسيير العادي لعمليتي النظافة والتطهير التي تشرف عليها المديرية الولائية للأشغال العمومية، قائلا : “إنه لا ينبغي تضخيم المسألة بحكم أن هناك مشاكل أكبر وتتطلب التسوية.” وأوضح في هذا الإطار، أن موضوع البالوعات يتكرر سنويا نتيجة اللامبالاة وعدم التنسيق بين مؤسسات المياه، والكهرباء التي تقوم بعملية الحفر التي تكون في غالب الأحيان ليست جيدة، مما يؤدي الى ترك الأتربة التي تدخل الى البالوعات وتشكل انسدادا داخلها يمنع تسرب المياه. ومن جهة أخرى، أضاف معيفي عبد السلام، فإن المسؤولية تقع أيضا على عاتق المواطنين الذين لا يتمتعون بالحس المدني والحضاري فيما يتعلق بالنظافة، عبر رميهم النفايات في كل مكان وعلى أرصفة الطرقات، حيث أن هذه القاذورات هي المسبب الكبير لفساد البالوعات. مؤكدا في حديث ل “الشعب” ان مصالح البلدية تقوم بمحاربة هذه الظاهرة عبر تنظيف الطرقات وصيانة البالوعات التي انسدت. وأشار في هذا السياق دائما، نائب رئيس بلدية باش جراح الى وجود نقاط سوداء على مستوى البلدية، ضف الى ذلك التهيئة الذي لا يأخذ عند إنجازها بعين الاعتبار تهيئة الطريق بطريقة تسمح بصرف مياه الأمطار الغزيرة. قائلا: “إنه من المفروض ترك مخارج لتسرب الماء كاحتياط، لأن البالوعات لوحدها لا تكفي للقيام بعملية امتصاص الماء”. وجدد المنتخب المحلي لبلدية باش جراح تأكيده، على ان موضوع البالوعات لا يشكل خطرا على السكان كون مشاكله مؤقتة، بقدر ما ان المعضلة العويصة تكمن في الأودية وعلى رأسها وادي أوشايح الذي يتدفق من أعالي العاصمة مرورا بعدة بلديات، وحسب محدثنا، فإن تنظيفه ليس بالأمر الهين ولهذا فإن متابعته تتم من طرف مصالح الولاية. موضحا أن مشكل الوادي الذي يتكرر سنويا والناس تتضرر منه هو البنايات المشيدة على ضفافه مما يصعب عملية التطهير نظرا لوجود هؤلاء السكان. كما ان عملية رفع الردوم تتطلب آلات كبيرة والتي لا يمكنها الدخول الى المكان. ويرى معيفي عبد السلام، ان الحل يجب ان يكون جذريا وهو القيام بعملية كبرى لإعادة تهيئة وادي أوشايح الذي أودى بحياة عدد من الاشخاص مع وضع برنامج خاص لترحيل بعض السكان الساكنين على مقربة من الوادي. مشيرا الى أن ولاية الجزائر قد كلفت إحدى المؤسسات للمباشرة في عملية تطهير الوادي.