يقف الكلب في مكان بعيد عن الأغنام ،يشعر الراعي بالاستغراب من تصرف الكلب فالكلب حيوان ذكي يحس بالمخاطر... يقترب الراعي الشاب من كلبه ،يصاب بالذهول والخوف حيث أنه رأى فتاة شابة في غاية الجمال ممددة على الأرض.. أمسك بعصاه ،وبدأ يضرب بعصاه بخفة على جسد الفتاة الجميلة لكي يوقظها لأنه توقع أنها نائمة.. أستمر لعدة دقائق يضرب الفتاة الجميلة بخفة على جسدها بعصاه ولكن من دون أية استجابة.. جلس المسكين على الأرض حيث أدرك أنه وقع في مصيبة لن يخرج منها بسهولة، مد يده ووضعها بالقرب من أنف الفتاة فعلم بأنها تتنفس أي أنها ما زالت على قيد الحياة. بدأت الأسئلة بطرح نفسها الواحدة تلوالأخرى في رأس الراعي المسكين ،لماذا هذه الفتاة هنا ،من قام بإيذائها ،ماذا أفعل أنا الآن..؟؟ تتشتت أفكار الراعي المسكين ،وقاربت الشمس على المغيب ،يحمل الراعي الفتاة ويضعها على حماره ،يذهب ويترك أغنامه في مكان أمين مع كلبه . يحمل الفتاة على كتفه ويقرر أن يذهب للمركز الصحي المتواجد في قريته . ينزل الفتاة من على كتفه ،ويجمع عددا من الحطب ويشعل النار ويصرخ بأعلى صوته : - النجدة النجدة أنقذوني . يسمع حارس المركز الصحي الصوت ،ويرى النار المشتعلة فيراه الراعي من بعيد ويختبئ في مكان بعيد بحيث يرى الفتاة . وصل حارس المركز الصحي، ورأى النار مشتعلة والفتاة مرمية على الأرض فحملها على الفور، وأدخلها إلى المركز. فرح الراعي للغاية فلقد انزاح جبل كان ملقى عليه من دون أن يتعرض لأذى وبهذا أنقذ الفتاة المسكينة . مر يومان وأراد الراعي أن يعرف ما الذي حدث للفتاة ..؟؟ قرر أن يذهب للمركز الصحي ،ويدعي أنه يزور قريبه . دخل الراعي المركز الصحي فلم يجد الفتاة وشعر بالحزن الشديد . خرج من المركز الصحي وهومصاب بخيبة أمل فوجد الفتاة بالقرب من الباب وهي تبتسم له ..! شعر الراعي بالتوتر رغم فرحته برؤيتها فلم يرد أن يظهر أي شعور خوفا من أن يتعرض لأي أذى . تستمر الفتاة الجميلة بابتسامتها : - أعرف أنك من أنقذتني فلقد تعرضت للسرقة وضربني اللصوص على رأسي وأغمي علي وحينما رميت جسدي على الأرض وأشعلت النار بالحطب فتحت عيناي للحظات قليلة ورأيتك وحفظت وجهك فشكرا لك فلقد أنقذتني. تسلل الفرح أخيرا على قلب الراعي وابتسم ابتسامة عريضة رسمت على وجهه المتعب والمنهك : - الحمد الله أنك لم تصابي بأي سوء فلقد وضعني القدر لكي أكون سببا في إنقاذك.