يفصلنا ابتداء من اليوم 7 أيام عن انقضاء المهلة المحددة لسحب الاستمارات وإيداع ملفات الترشح، ولم يودع بعد أي راغب في الترشح ملفه، سواء عن الأحزاب أو الأحرار، ما يؤشر على صعوبة عملية جمع التوقيعات؛ أمر لم يخفه المعنيون بالأمر، لتنتقل العملية الانتخابية إلى محطة جديدة ممثلة في غربلة الملفات والطعون. لن يكون اجتياز عتبة التوقيعات المقدرة ب 50 ألفا سهلا على الراغبين في الترشح والبالغ عددهم إلى حد الآن 145، ولعلها من أكبر العراقيل التي واجهتهم، لاسيما بعد اشتراط الحضور الشخصي الذي لا يكون متاحا في كل الحالات، ولعل ما يؤكد هذا الطرح إضافة إلى اعتراف المعنيين، التأخر في إيداع الملفات رغم تبقي أسبوع واحد من التوقيعات. وقد لا يكون الأمر بنفس الصعوبة بالنسبة للأحزاب المهيكلة في الميدان، على غرار حزب اتحاد البناء الذي رشح رئيسه عبد القادر بن قرينة، وحزب طلائع الحريات الذي رشح رئيسه أيضا رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، ويضاف إليهما رئيس حزب المستقبل في جمع التوقيعات عبد العزيز بلعيد، التي ووفق ما يتم تداوله قد كسبت الرهان، بتوفيرها أحد أصعب الشروط، ما يعزز حظوظها في افتكاك صفة المرشح بطريقة رسمية، وتأشيرة خوض سباق الرئاسيات. إلا أن الأمر سيكون مختلفا بالتأكيد بالنسبة لبقية الراغبين في الترشح، لأن الحصول على التوقيعات أمر صعب للغاية، مع إمكانية حدوث مفاجأة في قائمة المشاركين في الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 ديسمبر المقبل، التي سيتم الإعلان عنها قبل المنتصف الأول من شهر نوفمبر الداخل، بعد استكمال دراسة الملفات من قبل السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات ودراسة الطعون في حال إيداعها والحصول على موافقة المجلس الدستوري. لكن السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، ترى بأنها محطة جد هامة على الرغم من صعوبتها، إذ أنها واستنادا إلى توضيحات المكلف بالإعلام على مستواها علي ذراع، فإنها تكتسي طابعي التجنيد والتحسيس بأهمية الاستحقاقات، على اعتبار أنها ستفرز رئيسا للجمهورية، الذي يكرس الإصلاحات والتطلعات المعبر عنها من قبل الشعب الجزائري.