وسائط التواصل الاجتماعي فتحت المجال لنشر المعلومات المغلوطة لماذا يكون وقع المعلومة المغلوطة أقوى على العقول والنفوس؟ و لماذا هي سهلة الانتشار والتوسع؟ أسئلة أجابنا عنه بالتحليل أحمد قوراية دكتور في علم النفس في تصريح ل «الشعب»، مبرزا خطورتها على استقرار المجتمع وكيان الأمة. فضل قوراية في الأول تقديم شرح للمعلومة المغلوطة، و هي التي من السهل أن تتوغل في نفسية الإنسان ويتبناها رغم أنه ليس متأكدا من صحتها وذلك راجع إلى المقولة أن «كل ممنوع مرغوب»، بمعنى أنه من الناحية النفسية والتحليلية هناك تشويق نفسي لاستعمال معلومات خاطئة التي تخلق بعض الراحة النفسية لدى الإنسان، وأيضا يرغب هذا الأخير في كونه محدود الثقافة. قال الخبير النفساني، إن المعلومة الخاطئة تنتشر بسرعة فائقة وتتوسع بشكل كبير، وفي تحليله للمسألة، ذكر المتحدث أن العديد من الأشخاص مصابون بمرض نفسي يسمى»تبعية بدون عقل وبدون فهم»، وهذا موجود في مجتمعنا بشكل واقعي. تأخذ المعلومة الخاطئة - حسب قوراية - منحى خطيرا عندما يتعلق الأمر بالجانب الإعلامي، و هنا أوضح المتحدث قائلا إننا» أصبحنا نعيش إعلاما استهلاكيا للإثارة فقط، ولجلب المال والشهرة الآنية، وخرجنا من إعلام الرسالة في توعية الناس وتزويدهم بمعلومات صحيحة التي تؤثر في الفرد وتغير من سلوكه ثم تؤثر في المجتمع وتغير من سلوكياته السلبية إلى سلوكيات إيجابية» . ويرى المتحدث، أن الإعلام هو المنطق القوي الذي يمكن أن يكون ويقوم بما يقوم به الناس من عمل المدرسة لفئة معينة ، ومن المفروض أن يكون مدرسة جماعية تعمل على ترويض العقول بالمعارف والمعلومات الصحيحة في تعليم وتربية وتوجيه الرأي العام، وحجة قوراية كنفساني في ذلك، أن كل شرائح المجتمع تقرأ الجرائد وتتابع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وكذا وسائط التواصل الاجتماعي وكيف تتأثر من تلك المعلومة. صناعة المعلومات الخاطئة تتم في أكبر المخابر العالمية
وما يحدث حاليا في زمن الحراك - يضيف- أن معلومة الفايسبوك التي تكون مغلوطة في غالب الأحيان، تنتشر وتدخل عقول المترددين على الفضاء الأزرق، لأنها عفوية، ولأنها تصل في وقتها إلى عدد كبير من الأشخاص. وقد أرجع الدكتور قوراية ذلك إلى سببين، الأول كون أن كل الجزائريين يعتبرون أن ما يكتب أو ينشر في جرائد أو يبث في قنوات تلفزيونية هو منتوج إعلامي موجه، أما السبب الثاني في اعتقاد المتحدث أن الفايسبوك أكثر اتساعا وانتشارا فهو في متناول الجميع في كل لحظة وحين. والأخطر الذي أبرزه المتحدث هو أن صناعة المعلومات الخاطئة تولد من أكبر خبراء نفسانيين التابعين للمخابرات العالمية، والتي تنتج بعد دراسات نفسية، مشيرا إلى أن المعلومات المغلوطة المصنوعة من مخابر الصهاينة هي المعلومات الخطيرة التي تنتج من دراسات نفسية معمقة ودراسات اجتماعية التي تعمل على هدم أنظمة البلدان وتشريد شعوبها . وتنطلق هذه الدراسات من معلومات نفسية نتيجة دراسات نفسية للشعوب الذين يريدون أن تنكسر وتسلب خيراتها، وهي تستهدف كسر قامات الدول، وهذا ما حدث في ليبيا والعراق.