برناوي: فريق جبهة التحرير كان سفير القضية الوطنية بالملاعب كشف وزير المجاهدين الطيب زيتوني، أن الإحتفالات المخلدة للذكرى 65 لثورة نوفمبر المجيدة إتخذت هذه السنة شعار «الإخلاص للوطن والوفاء للشهداء»، لخلق استمرارية بين جيل الأمس واليوم وتجديد العهد مع أمانة الشهداء، مبرزا الدور الدبلوماسي لكرة القدم في التعريف بالقضية الجزائرية، داعيا لمواصلة توثيق تاريخ فريق جبهة التحرير الوطني ونقله للأجيال. قال زيتوني لدى إشرافه، أمس الأول، على افتتاح أشغال الندوة التاريخية بالمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 بالأبيار بعنوان»فريق جبهة التحرير الوطني.. سفير القضية الوطنية وتشريف الألوان»، أنه من بين المجالات التي أسست لها العبقرية الفذة لقيادة الثورة إبان الإحتلال الفرنسي هي الرياضة الجزائرية لبلوغ الهدف المنشود ألا وهو إسترجاع السيادة الوطنية، مبرزا دور كرة القدم كسفيرة للجزائر في تبليغ رسالتها وإسماع صوتها في المحافل الدولية عبر فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم. وأضاف وزير المجاهدين أن هؤلاء الرياضيين إستبدلوا شهرة الملاعب بالتضحية من أجل الوطن، مطالبا بمواكبة المجهودات المبذولة لمواصلة توثيق وكتابة تاريخ فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم والحفاظ عليه ونقله للأجيال، وحسبه فإن ذلك لا يتاتى إلا بإنجاز دراسات وأبحاث رصينة قصد تدعيم أسس المدرسة الجزائرية لكتابة التاريخ في كافة الميادين وتعزيز مقومات هويتنا الوطنية. من جهته، أشاد وزير الشباب والرياضة رؤوف برناوي، بالدور البطولي لأعضاء فريق جبهة التحرير الوطني الذين سارعوا لتلبية نداء الوطن، تاركين ورائهم كل الإغراءات المادية بالأندية الأوروبية التي كانوا يلعبون فيها، فكانوا بحق سفراء الجزائر بالملاعب التي كانت منابر سياسية للقضية الوطنية، معطيا مثالا بالمنتخب الوطني اليوم الذي صنع فرحة الجزائريين بتتويجه بكأس إفريقيا، قائلا إن الحكمة تكمن في إستمرارية جيل اليوم بجيل الأمس. وقال البروفيسور الأحمر قادة من جامعة سيدي بلعباس وعضو المنتدى العلمي الوطني، في مداخلة له بعنوان:» دور فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم في الدعاية للقضية الجزائرية»، إن الدراسات والبحوث التاريخية ركزت فقط على الجانب العسكري والإعلامي والدعائي لثورة أول نوفمبر 1954، وأغفلت الحديث عن تجربة إنشاء أول فريق لجيش التحرير الوطني سنة 1957 الذي تزامن مع انعقاد البطولة العربية في لبنان وتم اختيار بعض اللاعبين في البطولة التونسية. مشيرا إلى أنه شكل النواة الأولى لنشأة فريق جبهة التحرير الوطني في ربيع 1958. في هذا السياق أكد البروفسور قادة أن هذا الفريق هو فكرة جزائرية محضة أسندت المهمة فيها للمدرب محمد بومزراق حفيد بومزراق شقيق المقراني، الذي كلف بإجراء إتصالات مع نخبة اللاعبين معظمهم كانوا يلعبون في أندية أوروبية عريقة، متخلين عن الإغراءات المالية الضخمة، بحيث كانوا يدفعون 15 بالمائة من رواتبهم كإشتراكات للثورة، وحسب الأستاذ الجامعي فإن فهم الحادثة التاريخية يستوجب فهم الظروف التي مرت بها. وتجدر الإشارة أنه تم عرض شريط وثائقي من إعداد المركز بعنوان «ملحمة الأبطال»، وتقديم شهادات حية من طرف معوش محمد وأحمد زوبا عضوا فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم، واللذين حظيا بالتكريم من طرف وزيري المجاهدين والشباب والرياضة رفقة زوبا عبد الحميد، كروم عبد الكريم، عمارة سعيد، سوكان محمد، إبرير عبد الرحمان، ومخلوفي رشيد.