يعتبر العداء المغربي السابق سعيد عويطة من بين النجوم التي تألقت بشكل كبير في ألعاب القوى العالمية ، و خاصة اختصاص ال1500 م اين فاز باللقب العالمي .. و هذا قبل ظهور العداء الجزائري نور الدين مرسلي الذي نافسه على التاج العلمي اين كان الحوار ساخنا في كل مرة .. آخرها أثناء مونديال طوكيو حين كان مرسلي في أوج عطائه. والسعيد عويطة الذي انتقل حاليا الى العمل الإعلامي كمحلل تقني بفضل التجربة التي يتمتع بها والمعرفة الجيدة لرياضته المفضلة العاب القوى .. التقينا به في المركز الصحفي لاسباير و كانت لنا دردشة قصيرة معه حول المنافسة و أشياء أخرى .. شبان لهم موهبة كبيرة .. لكن؟ وفي السؤال المتعلق بمستوى مسابقة العاب القوى للدورة العربية بالدوحة ، أشار سعيد عويطة قائلا : المستوى متوسط و هذا بالنظر لمشاركة العديد من العدائين في بداية مشوارهم و الذين ينافسون بحق العدائين ذوي الخبرة المعتبرة ، و ذلك لكونهم موهوبين بالرغم من أن الألقاب عادت في اغلب الأحيان لذوي الخبرة .. و من جهة أخرى لم يعبر عويطة عن تفاؤله بشكل حازم، و أما كاختصاصي في الميدان عندما سألناه عن مستقبل هؤلاء العدائين الشباب ، فرد : كل شيء ممكن في ما يخص هذا الموضوع ، و هذا متعلق بالكيفية التي سيتم بها التكفل بهذه المواهب الشابة ، فان وفرت لها الإمكانيات و المسار الرياضي السليم ستكون بدون شك جواهر في المستقبل ، خاصة في بلدان المغرب العربي ، كالجزائر و المغرب المعروفة بتقاليدها الكبيرة في إنتاج النجوم في اختصاصات معينة من المسافات النصف طويلة. و قلنا لعويطة هل بإمكاننا إنتاج أبطال آخرين ، قال عويطة : أنا واثق من أن الجزائر ستعود الى الواجهة فيما يخص ألعاب القوى العالمية ، لأنها تتوفر على الإمكانيات اللازمة لذلك من خبرة و موارد مادية و بشرية و تنظيم في المجال الرياضي للمستوى العالي .. ففي الماضي كانت السباقة في تنظيم جد متطور كنا مبهورين بالنتائج التي اتى بها ذلك التنظيم الجيد.. فبدون شك سنرى بعد سنوات أسماء لخليفة مرسلي و بوالمرقة.. بالرغم من انني تساءلت عن التراجع في سباقات هذه الدورة بالنسبة للعدائين الجزائريين وكانت المناسبة مواتية للحديث مع عويطة حول التنافس الذي كان بينه و بين العداء نور الدين مرسلي، و قال : لا بد من القول أن التنافس لم يكن لسنوات طويلة لسبب منطقي، و هو أن مرسلي ظهر بقوته و موهبته عندما كنت انا في نهاية مشواري .. ففي الوقت الذي بدأ التألق و سنه ال 21 عاما كنت أنا في ال 33 .. فلم استطيع مسايرة الريتم الذي فرضه ، خاصة في اولمبياد طوكيو الذي أحسست عندما انطلق مرسلي في الدورة الأخيرة لسباق ال1500 م أحسست بحرارة و ثقل في رجلي و لم يكن بإمكاني مسايرة الأمور .. و هذا هو منطق الرياضة لان مدتها محددة في الزمن مع مرور الوقت الجسم لا يساير المستوى العالي .. و قد حصل نفس الشيء لمرسلي عندما ظهر القروج و مرسلي تقدم في السن ، أين أصبحت الألقاب للقروج. و تأسف عويطة في نهاية حديثنا معه لعدم وجود في الوقت الحالي عداء أو عدائين وصلوا العالمية بعد ذهاب الرياضيين المعروفين في الاختصاص المميز للمغرب العربي، و لو انه يبقي أبواب الأمل مفتوحة لرؤية نجم آخر قد يظهر لاحقا.