لم يحسم حزب جبهة القوى الاشتراكية «الأفافاس» في المشاركة في التشريعيات القادمة من عدمها، وسيتم اتخاذ القرار المتعلق بهذه الاستحقاقات خلال ندوة نقاش مفتوح ستنظم نهاية جانفي 2012، لبحث هذه المسألة للوصول إلى الانسجام في الرأي والاقتراحات للخروج بموقف موحد. أكد علي عسكري الأمين الوطني الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية «الأفافاس» في حصة «أكثر من مجهر» للقناة الإذاعية الأولى على عدم الفصل في مسألة المشاركة في الانتخابات القادمة التشريعية أو المحلية، بالرغم من أنها هامة جدا، لأنها تأتي في سياق جهوي ودولي متميز له تداعيات لن تكون الجزائر في منأى عنها. وأبرز في هذا السياق أن هذه الانتخابات ستكون حاسمة بالنسبة للسنوات القادمة، وهذا ما يتطلب حسبه «فتح نقاش حر وصريح بإشراك جميع الجزائريين لإحداث التغيير الهادئ بأفكار واقتراحات جزائرية بعيدا عن الاملاءات الخارجية». ورفض في سياق آخر استدعاء ملاحظين دوليين لمراقبة الانتخابات المقبلة، مطالبا في ذات الوقت بضرورة تقديم ضمانات لنزاهة الاستحقاقات، مجددا دعوته في هذا الصدد إلى تشكيل مجلس تأسيسي، يجمع كل الأطياف السياسية لتحقيق «مرحلة انتقالية على أسس الديمقراطية والحريات». وفي معرض إجابته عن سؤال حول إمكانية صعود التيار الإسلامي في الجزائر خلال التشريعيات المقبلة، أعلن عسكري «لسنا متخوفين من الإسلاميين»، مؤكدا في ذات الوقت انه «ضد الدولة الأصولية» لكنه «ضد الدولة البوليسية» . وقد أكد علي عسكري الذي عينه زعيم الحزب مكان كريم طابو، أن المستجدات والرهانات المقبلة تستدعي رص الصفوف وتوحيدها حسب توجيهات حسين آيت أحمد والتي تسعى القيادة الجديدة إلى تجسيدها، كما شدد على ضرورة الشروع في العمل من أجل تجسيد الاتفاقية الوطنية حول الانتخابات. وفيما يتعلق بالاصطلاحات السياسية حيث رفض الحزب المشاركة في جلسات التشاور الخاصة بها، جدد الأمين الأول «للأفافاس» موقفه من هذه الإصلاحات التي «لا تتماشى وتوجهات الحزب» كما يرى أنها «لم تقدم البديل»، منتقدا القوانين التي تم المصادقة عليها من قبل المجلس الشعبي الوطني، واعتبر أنها أهملت الجوهر ولم تهتم سوى بالهوامش، وبالتالي فهي لا تستجيب إلى تطلعات الجزائريين على حد تعبيره، وذكر في هذا الصدد بأن حزبه قد قدم إلى رئيس الجمهورية سنة 2001 لائحة من الاقتراحات كبديل سياسي للخروج من الأزمة. وفي سياق آخر، انتقد المسيرات التي كان تدعو إليها بعض الأطراف منها حزب «الآرسيدي» تزامنا وانطلاق الثورات العربية، حيث قال «لم نؤمن بهذه المسيرات لذلك لم نشارك فيها، لأننا نريد المشاركة في إحداث التغيير الهادئ، الذي يضمن استمرار الأمن في البلاد، وليس استغلال الفرص، المتمثلة في هذا الظرف الصعب» المفتوح على جميع الاحتمالات.