سجلت الجزائر إصابة 360 ألف شخص بالتهاب الكبد الفيروسي من صنف »س«، في حين بلغت نسبة المصابين بالنوع »ب « 2.15 بالمائة، ما يستدعي إنشاء مراكز كثيرة للتكفل بالمرضى حسب ما أفاد به الأخصائي في أمراض الكبد بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا. وأكد الأخصائي في أمراض الكبد نبيل دبزي في ندوة نقاش نظمت أمس بمركز الصحافة »المجاهد« أن الدواء وحده لا يكفي لعلاج مرضى الالتهاب الكلوي الذين يعيشون معاناة كبيرة في ظل نقص التكفل بهم لعدم توفر أخصائيين في الاختبارات البيولوجية الجزئية. وعن سبب عدم توفر أخصائيين في الاختبارات البيولوجية الجزئية قال ذات الأخصائي أنه راجع إلى النقص الفادح في حجم المخابر التطبيقية المتوفرة بالجزائر باستثناء مخبر باستور والقطار والمخبر المتواجد بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا على الرغم من الإمكانات الضخمة التي تتوفر عليها البلاد والتي حسبه إذا ما تم استغلالها ستسمح بعلاج جميع المصابين المتواجدين عبر القطر الوطني. وشدد دبزي على ضرورة الوقاية والتشخيص المبكر باعتبارهما الحل الأمثل لتفادي الإصابة بهذا الفيروس وكذا تطوره إلى مرحلة متأخرة من المرض فيصبح الوفاة محتما، موضحا بأن الدواء وحده لا يكفي للعلاج. ولم ينف توفر الأدوية الخاصة بعلاج هذا النوع من الداء، مضيفا أن العائق الكبير الذي يبقى يهدد العلاج الكامل للمصابين يكمن في عدم وجود مراكز مختصة في التكفل العلاجي بهذه الفئة، وأن المرضى يعاملون بشكل سيئ ويتجرعون مرارة الألم في ظل هذا النقص الفادح لمراكز العلاج. من جهته حذر البروفيسور سعدي بركان مختص في الكبد المعدي خلال تنشيطه ندوة صحفية بمنتدى »المجاهد« من انتشار مرض التهاب الكبد الفيروسي بنوعيه »ب« و»ج« خاصة أنه يعتبر مرضا صامتا، الأمر الذي يؤهله لأن يصبح مزمنا في حال عدم التكفل بالمصاب. وأشار إلى أن قرابة 95 بالمئة من المصابين بالتهاب الكبد بأنواعه الثلاث (أ ، ب ، ج) لا تظهر عليهم أعراض الإصابة، كما نوه ذات المتحدث بخطورة المرض إذ أن الأرقام تشير إلى أن 80 بالمئة من المصابين بالتهاب الكبد من نوع »ج« يتطور لديهم المرض ويتحول إلى مزمن، مضيفا أن تطور المرض يكون سريعا لدى الطفل الرضيع إذ يقدر بنسبة 85 بالمئة، بينما تطور المرض لدى البالغ يقدر ب 5 بالمئة. وطالب ذات البروفيسور بضرورة إنشاء مراكز عبر مختلف ولايات الوطن، لأن المراكز التي تعالج أمراض الكبد تتمركز في منطقة ما دون غيرها، الأمر الذي يحرم عديد المصابين من فرصة العلاج بالمناطق الداخلية والجنوبية. واغتنم المختصان الفرصة لدعوة وزارة الصحة بأخذ مطلب اللجنة الوطنية بإنشاء 20 مركزا علاجيا للسماح بتقييم وضعية مرضى الالتهاب الكبد الفيروسي وكذا ضمان التكفل بهم بطريقة جيدة، مشيرين إلى المراكز التي تحصيها الجزائر منها أربعة بالعاصمة ومركزين بوهران ومركزا بمدينة قسنطينة وآخر بعنابة والأخير بولاية سيدي بلعباس، وهو الأمر الذي اعتبراه بغير الكاف خاصة أن الداء يصنف في خانة الأمراض والأوبئة المعدية. وعن الميزانية التي تصرفها الدولة في العلاج قال الدكتور سعدي بركان أن الجزائر تخصص سنويا 3 مليار دينار لمعالجة التهاب الكبد، مضيفا أنه خلال سنة 2011 تم علاج 1200 حالة التهاب الكبد الفيروسي من نوع »ج« و300 حالة التهاب من نوع »ب«. وشدد ذات المتحدث على ضرورة الاعتناء بالأطفال الرضع لأن علاجهم من المرض ممكن والوقاية منه كذلك فيكفي الرضيع تلقيحه ثلاث مرات ضد المرض، المرة الأولى عند الولادة، التلقيح الثاني عند بلوغه الشهر الأول، وآخر عملية تلقيح يخضع لها تكون في شهره الخامس، وبذلك يكون الطفل محميا من الوباء ومحصنا ضده. وعن أصل المرض قال البروفيسور المحاضر أنه غير معروف لغاية اليوم، وهو أحد الأمراض المعدية التي تسببها الفيروسات وتسبب الضرر لخلايا الكبد، قد يكون الضرر الناتج مؤقتا وقد يكون دائما. يتميز التهاب الكبد الفيروسي بوجود خلايا الالتهاب داخل أنسجة الكبد، كما أن هناك خمسة أنواع من الالتهاب الكبدي هي (أ، ب، ج، د، ه).