اكتسحت الجزائر جوائز الكاف لسنة 2019 في الحفل الضخم الذي أقيم سهرة الثلاثاء بمدينة الغردقة المصرية، بعدما نالت 4 جوائز كاملة لأفضل منتخب في القارة السمراء، وأفضل لاعب ينشط داخل القارة يتعلق الأمر بالجناح الأيمن «يوسف بلايلي»، بالإضافة إلى جائزة أفضل مدرب التي كانت من نصيب «جمال بلماضي»، وكذا لقب هدف السنة الذي وقّعه «رياض محرز» في مرمى نيجيريا، بالمقابل ظلمت الكاف «محرز» الذي أنهى سباق أفضل لاعب إفريقي في المركز الثالث، كما أنّ التشكيلة المثالية الإفريقية لسنة 2019 أسالت الكثير من الحبر بتواجد لاعب واحد. تربّع الخضر على لقب كأس أمم إفريقيا في جويلية المنصرم، وإنهاؤه لسنة 2019 دون تذوّق طعم الهزيمة، نصب رفقاء حامي عرين المنتخب «رايس الوهاب مبولحي» كأفضل منتخب للسنة المنصرمة، تتويج يؤكّد أنّ المنتخب الجزائري الهش كانت تنقصه لمسة خبير في التدريب يبني صفه لإعادته إلى أمجاده السابقة، وهو ما تفنن في القيام به «جمال بلماضي» الذي نال لقب أفضل مدرب في إفريقيا بفارق واسع على منافسيه. اختير المايسترو «يوسف بلايلي» أفضل لاعب ناشط في القارة السمراء بعدما نال أغلى لقبين في إفريقيا في سنة 2019، حين ساهم بشكل فعال في تتويج الخضر بالتاج القاري الثاني الذي انتظره الشعب الجزائري طيلة 29 سنة، وكان عنصرا أكثر من مهم في تشكيلة المدرب «معين الشعباني» التي نالت لقب رابطة الأبطال الإفريقية لكرة القدم الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم اختارت أيضا هدف النجم «رياض محرز» ضد نيجيريا في نصف نهائي أمم إفريقيا أفضل هدف لسنة 2019. ألقاب «محرز» الخمسة لم تشفع له لنيل لقب الأفضل قاريّا هذا وأكّدت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم مرة أخرى أنّها لا تعترف بالمنطق أبدا في قراراتها، ولا في الجوائز التحفيزية التي تمنحها للأفضل، بعدما أنهى «رياض محرز» مسابقة أفضل لاعب إفريقي لسنة 2019 في المركز الثالث خلف ثنائي نادي ليفربول السنغالي «ساديو ماني» المتوّج باللقب لأول مرة والمصري «محمد صلاح» الذي نال المركز الثاني رغم أنه قضى موسما للنسيان، قرار يؤكد أن الكاف لا تسوق لبطولاتها وتختار البطولات الأوروبية والعالمية كمعيار لانتقاء الأفضل، خصوصا أنّ «ماني» توّج بلقب أفضل لاعب إفريقي في سنة كأس أمم إفريقيا، التي توّجت بها الجزائر على حساب بلده، وهي البطولة التي كان لمحرز دور كبير في عودة الخضر بها لأرض الوطن، كما أن الجزائري توّج بكل البطولات التي نافس فيها إلا رابطة الأبطال الأوروبية التي بلغ فيها النهائي وأرقامه في ذات المنافسة نصبته الأفضل في النهاية، وهو الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات. الكاف تظلم دوليينا في التّشكيلة المثالية كما أسالت التشكيلة المثالية للاعبين الأفارقة لسنة 2019 الكثير من الحبر بتواجد لاعب واحد في قائمة 11 لاعبا، يتعلق الأمر بنجم السيتي «رياض محرز»، فيما طرح غياب دوليينا أكثر من تساؤل بالنظر إلى تألق العديد منهم طيلة سنة 2019 مع أنديتهم والمنتخب، في مقدمتهم أفضل لاعب في بطولة أمم إفريقيا «إسماعيل بن ناصر» الذي أبهر كل عشّاق السّاحرة المستديرة، وأقنع مسؤولي الميلان بمستواه الكبير وجعله ينتدبه مباشرة بعد المباراة النهائية والذي استبدل بمتوسط ميدان السنغال «نغانا قاي»، كما أنّ عدم تواجد «رامي بن سبعيني» كأفضل ظهير أيسر إفريقي لسنة 2019 أمر محير هو الآخر، بالنظر إلى أن اللاعب أدى موسما كبيرا مع فريقه السابق رين الفرنسي، ونال معه لقب فرنسا ضد العملاق الفرنسي باريس سان جيرمان، ولعب 6 مباريات في أمم إفريقيا وساهم في تتويج الخضر بذات الأذنين، وهو ما قاده لناديه الجديد مونشنغلادباخ الألماني الذي تألّق معه بتسجيل عدة أهداف أبرزها الثنائية ضد النادي البافاري بايرن ميونخ، واختير مكانه الظهير الأيمن لنادي توتنهام «سيرج أورييه» الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام، دون نسيان تألق ثنائي محور الدفاع (ماندي وبلعمري) والظهير الأيمن «عطال»، الذي كان بإمكان «الكان» اختيار أحدهما نظرا لقوة الخضر التي تلقى دفاعها هدفان خلال منافسة كأس الأمم الإفريقية. رغم تشاؤم الكثيرين من حفل الكاف «أواردز» التي لم تنصف عددا من لاعبي المنتخب الوطني، إلا أن نصيب الجزائر من التتويجات كان وافرا بخطف أربع جوائز كاملة، لكن كما يقول المثل: «الوصول للقمّة أمر سهل، لكن البقاء فيها صعب»، وبالتالي على محاربي الصحراء مواصلة العمل والبقاء في نفس ديناميكية النتائج الإيجابية للإرغام الجميع بضرورة الانحناء أمام الخضر ولاعبيها اعترافا بأدائها وجيلها الذهبي الذي يجب أن يواصل التّربّع على العرش القاري لسنين طويلة.