شكلت نصرة النبي عليه الصلاة و السلام موضوع ملتقى دولي افتتح اليوم الخميس بسكيكدة. و يحضر هذا الملتقى الديني دكاترة من عديد دول العالم العربي و الغربي و آخرين من الجزائر إلى جانب السلطات المحلية و ممثل عن وزير الشؤون الدينية والأوقاف و كذا رئيس حركة مجتمع السلم السيد أبو جرة سلطاني. و يهدف الملتقى الذي نظمه الجامع الكبير "سيدي علي أديب" بسكيكدة بالتنسيق مع المكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين إلى التعريف بفضائل النبي عليه الصلاة و السلام و إبطال التهم المنسوبة إليه و إبراز الصور الحقيقية لسماحة الإسلام و تفعيل دور المسجد و توحيد الصف و تكثيف الجهود داخل الأمة المسلمة حسب ما علم من المنظمين. كما يرمي هذا اللقاء الذي سيجري على مدار ثلاثة أيام إلى إظهار "الدور الريادي للجزائر في نصرة القضايا العادلة و التعريف بالانتماء الجزائري الأصيل على امتداد التاريخ و كذا التذكير بالمواقف الشامخة و الخالدة للجزائر عبر الزمان و المكان و كذا إبراز العلاقة بين التاريخ الإسلامي و الوطني". و طالب في هذا السياق الدكتور محمد جابر يماني من المملكة العربية السعودية في كلمته الافتتاحية بضرورة نصرة النبي علية الصلاة و السلام مؤكدا أن العرب والمسلمين لا بد لهم أن يفتخروا بأنهم من أمة محمد. و أشار المتحدث إلى أن "نصرة الرسول الكريم لا يجب أن تكون خطبا رنانة و أناشيد و كلمات لأنها تكون أقل أثرا مما ينبغي بل على المسلم أن يقتدي بصفات النبي و سلوكه وأن يسير على دربه و يتبع تعاليمه حتى يتسن للغرب أن يستمعوا لنا". و من جهته اعتبر الشيخ محمد أبران مكركب ممثل علماء الجزائر و المكلف بالدعوة و الإرشاد بالمكتب الوطني للعلماء المسلمين الجزائريين أن نصرة النبي عليه الصلاة و السلام عليها أن تكون بالأفعال لا بالأقوال مشيرا إلى أن عظمة اختيار ذكرى إحياء اليوم الوطني للشهيد جاء من عظمة الرسول و أمته و رسالته. و بدوره تطرق الدكتور مروان شعبان من الشارقة (الإمارات العربية المتحدة) لموضوع الإعجاز في أحاديث الرسول معتبرا أن "نصرتنا للرسول في مجالات متعددة أخلاقية و فكرية تكون من خلال الإعجاز في السنة النبوية" ليضيف أن "هناك الكثير من الأحاديث التي تحدث عنها الرسول الكريم هي عبارة عن ظواهر كونية و علمية و طبية متعددة و كشف العلم الحديث عنها و عن أسرارها". و أشار نفس المحاضر إلى أن ما تحدث عنه الرسول يمثل حقائق علمية منذ أكثر من 14 قرنا و أن ذلك يدل على أن ما نطق به محمد عليه الصلاة و السلام هو وحي معرجا في هذا السياق على عديد الأحاديث النبوية التي تسير بعض الظواهر الجغرافية. و أعطى الدكتور شعبان مثالا كقوله صلى الله عليه وسلم "ما من عام بأقل مطرا من عام و إنما الله يسوقه" و تبين لدى علماء المناخ -حسبه- أن كمية الأمطار المتساقطة سنويا ثابتة و تقدر ب380 ألف متر مكعب و هي نفس الكمية التي تتبخر وإنما الرياح التي يسوقها الله هي التي تحدد مكان سقوطها. للاشارة فأن باقي المحاضرات المبرمجة بالمناسبة ستلقى بكل من المركز الثقافي "عيسات إيدير" و المسجد الكبير ستتناول مواضيع أخرى حول الرسول "صلى الله عليه وسلم" في الشعر الأوروبي و الرسول في الدراسات الإستشرافية و ملامح نبوية في تربية الأبناء وكذا من روائع ما قيل في مدح النبي عليه الصلاة و السلام بالإضافة إلى موضوع الإساءة التي تعرض لها شخص النبي محمد.