احتفل الأطفال المقيمون بدار الطفولة المسعفة بالأبيار بالجزائر العاصمة بذكرى مولد المصطفى »محمد صلى الله عليه وسلم« أول أمس في ظروف غير معتادة بالنسبة لهم، حيث ذاقوا ولو الشيء القليل من دفء العائلة و حنانها اللذان حرموا منهما، وسط أجواء مليئة بالبهجة والسرور دامت سويعات معدودة لكن تأثيرها سيبقى ايجابيا في ذاكرتهم إلى حين. لم تمنع الظروف المناخية الصعبة للغاية و الثلوج التي تهاطلت على العاصمة في الأيام الأخيرة والتي تسببت في صعوبة بالغة في التنقل بعد أن تم غلق الكثير من الطرق الرئيسية و الثانوية على حد سواء أعضاء مجموعة »أوكسي جون الجزائر« من المضي قدما في تنفيذ البرنامج الذي تم وضعه لفائدة الأطفال المسعفين المقيمين بدار الطفولة الأبيار بمناسبة المولد النبوي الشريف ، حيث آثر الشباب المنخرطون فيها و عائلات بعضهم ، المتعودون منهم على المشاركة و التنظيم وحتى الجدد ، التنقل إلى المكان المحدد في التوقيت المتفق عليه ، على البقاء في منازلهم للحظي بالدفء بالنظر للانخفاض المحسوس لدرجات الحرارة خاصة و أن الثلوج غطت كل شوارع العاصمة. وتمثلت المبادرة الخيرية في تنظيم حفل متنوع استمتع الأطفال خلاله بعروض ترفيهية مختلفة، كانت أولاها عرضا للألعاب و الخدع السحرية في غاية الروعة قدمه »عمي إبراهيم«، احد أقدم وأفضل المتخصصين في هذا المجال ، نال إعجاب كل من البراعم ، المربين و الإداريين الحاضرين داخل القاعة التي وضعتها إدارة دار الطفولة تحت تصرف المنظمين من اجل السير الحسن للمبادرة ، تلاه تنشيط ترفيهي ممتع تكفل بتقديمه الفكاهي المعروف »حسان الفهامة«، حيث استمتع الأطفال بترديد الأناشيد و الأغاني و كذا الرقص على أنغامها إلى جانب بعض أعضاء المجموعة ، في وقت تكفل البعض الأخر منهم بتقديم أشهى الحلويات والمأكولات التقليدية التي تم إحضارها خصيصا لهذه المناسبة ، خاصة ما يعرف بطبق »الطّمينة« ، دون إغفال التقاليد و العادات التي توارثتها العائلات الجزائرية منذ أمد بعيد ، كإشعال الشموع و الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم جماعيا وكذا تزيين أيادي الأطفال بالحناء. كما شهد الحفل توزيع العديد من الهدايا على الأطفال من ملابس ، لعب و حتى كراريس التلوين المرفقة بالأقلام الملونة والأقراص المضغوطة التي حوت رسوم متحركة و أناشيد دينية و أيضا الأغاني الخاصة بالأطفال ، بغية استعمالها لأطول فترة ممكنة و ليس أثناء المبادرة فقط ، في انتظار أن تنظم مبادرات أخرى مماثلة في المناسبات القادمة ، سواء من طرف ذات المجموعة أو غيرها من الجمعيات و المنظمات التي تعنى بكل الفئات المحتاجة والمحرومة في سبيل إرساء تقاليد حضارية من شأنها التأسيس لمجتمع جزائري أكثر تكافلا اجتماعيا وإنسانيا. وبدا جليا على محيى الأبرياء المحرومين من عطف الوالدين وحنان العائلة ، فرحتهم الكبيرة بما عاشوه أثناء الحفل ، حيث لم يتوقفوا عن اللعب والمرح حتى ملأت قهقهاتهم وضحكاتهم سماء القاعة ، ما زاد المبادرة الخيرية رونقا وجمالا ، لأن الهدف الأسمى من وراء كل هذا كان رسم البسمة على وجوههم ومقاسمتهم أجواء الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.