خرجت مجموعات من المواطنين في مسيرات شعبية للجمعة ال54 على التوالي بالجزائر العاصمة وبعض مدن الوطن, مجددين مطالبهم المألوفة بتكريس الديمقراطية و بناء دولة مؤسسات ترتكز على العدالة والقانون. وقد جاءت هذه المسيرات في أعقاب إحياء الحراك السلمي لذكراه الأولى, يوم السبت الماضي 22 فيفري, متزامنة مع ترسيم هذا التاريخ من طرف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون, "يوما وطنيا للأخوة والتلاحم بين الشعب وجيشه من أجل الديمقراطية". ومثلما جرت العادة رفع المتظاهرون الذين تجمعوا على مستوى الفضاءات المحاذية لساحة البريد المركزي وساحة موريس أودان و مدخل شارع العقيد عميروش, لافتات وشعارات معتادة وأخرى تعكس تفاعلهم مع مستجدات الساحة الوطنية خلال الاسبوع الجاري. ومن بين الشعارات التي تم ترديدها خلال هذه المسيرات --التي كان الحضور بها أقل مقارنة بالجمعة المنصرمة--"مواصلة محاربة الفساد" , "استمرار الحراك بسلمية", " الشعب حامي البلاد مما يحاك ضده خارجيا ", "عدالة مستقلة", "حوار حول مشاكل البلاد ومستقبلها", الدعوة الى "المحافظة على وحدة الوطن وسيادته إلى جانب " إطلاق سراح الأشخاص الذين تم توقيفهم في المسيرات". وفي سياق متصل حافظت المسيرات -- التي جرت وسط تعزيزات أمنية, تفاديا لأي انزلاق-- على تقليدها الذي دأبت عليه من خلال رفع صور صانعي ثورة أول نوفمبر المجيدة من شهداء ومجاهدين, علاوة على الحضور اللافت للراية الوطنية. كما خرجت مجموعات من المواطنين ببعض مدن البلاد في مسيرات سلمية مماثلة, للمطالبة بتعزيز دولة القانون ومواصلة محاربة الفساد. فبشرق البلاد, جدد متظاهرون بقسنطينة, باتنة و عنابة مطالبهم بتعزيز الديمقراطية, استقلالية العدالة وحرية الصحافة, في حين أكد المسيرات بقالمة, أم البواقي , خنشلة وسطيف على ضرورة "حماية الوحدة الوطنية" و"مواصلة الحراك". من جهتهم جدد متظاهرون بكل من ميلة و سكيكدة دعوتهم الى "مواصلة محاربة الفساد" و"الحفاظ على الوحدة الوطنية" و"إطلاق سراح المتظاهرين الذين تم توقيفهم خلال المسيرات السابقة". أما بولايات الوسط فقد خرج العشرات من المتظاهرين بالبليدة, الشلف, الجلفة وعين الدفلى والمدية وسط "تراجع كبير في عددهم مقارنة مع الأشهر الماضية", في مسيرات سلمية, مرددين شعارات تدعو إلى احترام الإرادة الشعبية و مواصلة حملة مكافحة الفساد و محاسبة المتورطين فيه و استرجاع أموال الشعب المنهوبة, في حين رفع المشاركون في المسيرات بتيزي وزو, البويرة, بومرداس وبجاية لافتات تدعو إلى تعزيز الديمقراطية و استقلالية القضاء . وبولايات الجنوب خرج مواطنون بالوادي في مسيرة دعوا من خلالها الى التغيير وتشييد دولة القانون, كما خرجت "مجموعات صغيرة" من المواطنين بورقلة, تقرت, غرداية و الاغواط في مسيرات جددت مطالبها ب"تغيير سياسي عميق". بدورهم شهدت بعض ولايات غرب البلاد مسيرات سلمية ردد المشاركون فيها جملة من الشعارات على غرار تلك التي تؤكد على ضمان استقلالية العدالة وحرية الصحافة ومواصلة مكافحة الفساد. فبوهران انتظمت مسيرة سلمية عرفت "تراجعا ملحوظا" في عدد المشاركين مقارنة بالأسابيع الماضية, رددوا خلالها شعارات تنادي ب"جزائر جديدة " و"جزائر حرة , ديمقراطية واجتماعية", مع التأكيد على ضمان الحريات واستقلالية العدالة وحرية الصحافة ومواصلة مكافحة الفساد. أما بمستغانم فقد أكد المتظاهرون على السيادة الشعبية والوحدة الوطنية ونبذ كل أشكال التفرقة وخطاب الكراهية والتمييز على أساس جهوي أو ثقافي وبالمقابل "لم يتم تسجيل أية مسيرة" بولايات تيسمسيلت ,غليزان ,معسكر والنعامة.