أضحت الأحزاب السياسية مثل هلال شهر رمضان الكريم، تظهر في المناسبات فقط خاصة في المواعيد الانتخابية وبكلامهم المنمق وخطابهم الجاف يحاولون استمالة المواطن للتصويت على برنامجهم الحزبي سيما فئة الشباب باعتبار الجزائر بلد فتي. وما يلاحظ أن هذه الظاهرة ألفها الشعب الجزائري وهذا ما افقده الثقة في الأحزاب السياسية، وأصبح يعزف عن الانتخاب. وما لاحظناه هو أن المواطن سئم من وعود ممثلي الأحزاب السياسية التي لم تجسد على ارض الواقع، فبمجرد فوزهم في الاستحقاقات الانتخابية يقبعون في المكاتب ويتناسون أنهم انتخبوا من طرف المواطن البسيط، فلولاه لما نجحوا في الانتخابات، وبالتالي تبقى مشاكل المواطن عالقة وبدون تسوية نهائية، وهذا ما أدى الى الاحتجاجات التي في كثير من الأحيان تكون عنيفة كون المواطن سئم من الوعود وغضبه بلغ درجة لا يمكن التحكم فيها، كما انه فقد الثقة تجاه المنتخبين المحليين. وهذا ما تطرق له الأمين العام لحزب التجديد الجزائري كمال بن سالم لدى تنشيطه للندوة المنظمة بمركز ''الشعب'' للدراسات الاستيراتيجية حول ''دور الأحزاب في تحفيز المواطن على المشاركةڤ أن المواطن لا يعرف المجلس الشعبي الولائي وكيف يسير بسبب غياب الوعي وعدم تقرب ممثلي هذه الهيئة من المواطن البسيط، مشيرا الى ان الأسرة لها دور في تنشئة الفرد وغرس فيه الوعي بضرورة الانتخاب، وكذلك وسائل الإعلام وعلى رأسها الصحافة المكتوبة كونها الأكثر مقروئية في أوساط الشباب ويمكنها التأثير عليهم. وقد أعاب الأمين العام لحزب التجديد الجزائري على الطريقة غير المدروسة التي تم بها إعداد اللوحات الاشهارية، واصفا إياها بأنها تنفيرية أكثر منها تحفيزية. ودعا الى دراستها بطريقة تشجع وتحفز المواطن على الانتخاب. وحسب تحليل كمال بوسالم، فان المواطن البسيط لا يؤدي واجبه الانتخابي بسبب عدم تحقيق مطالبه الاجتماعية، في حين الاشخاص الأثرياء لا يشاركون في الانتخابات لانهم تحصلوا على كل مطالبهم والتصويت لا يعينهم أضاف المحاضر. وفي هذا الاطار، شدد المتحدث على أهمية مشاركة المواطن في الاستحقاقات الانتخابية لإحداث التغيير والقضاء على آفة الرشوة، المحسوبية والفساد، وعلى الأحزاب مسؤولية بث الوعي السياسي وإرجاع الثقة التي فقدها المواطن اتجاه هؤلاء. وما تجدر الإشارة إليه، هو أن هذه الأحزاب تجاهلت المواطن في الفترات العصيبة وخير دليل خلال موجة الثلوج والبرد القارس التي شهدتها مختلف ولايات الوطن والتي تضرر منها بكثرة أصحاب الأرياف الذين لم يجدوا قارورة الغاز للتدفئة أو تزويدهم بالمؤونة الغذائية، فقط قوات مساعدات الدولة عن طريق انتقال وحدات الجيش الوطني الى المناطق المنعزلة لفتح الطريق وتزويدهم بكل ما يحتاجونه.