شرح رئيس الجمهورية في خطابه من آرزيو الوضعية التي تعيشها الجزائر على وقع الاصلاحات السياسية، وماتبعها من اجراءات تشريعية وتنظيمية غايتها استكمال مسعى البناء الديمقراطي التعددي. وحرص الرئيس في مخاطبته للجزائريين مباشرة دون وساطة وإلتوائية التشديد على طمأنة الجميع بالمسعى الديمقراطي الذي رفع شعاره من زمان وقرر خوض تجربته بلا تردد معتمدا على خصوصية البلاد وقوتها الظاهرة والخفية دون وصفات خارجية وإملاءات. وكشف الرئيس في الوقوف عندما تحقق وما ينتظر ارادة سياسية في الذهاب الى الأبعد في المسار التعددي، اعتمادا على تكامل الأطراف والمصالح، بعيدا عن القاعدة السلبية ''تخطي راسي''، أو ''أنا الكل في الكل''. وعاد الى بداية التجربة التي خاضتها الجزائر بعسر، وكانت التعددية عندها نتاج ولادة قيصرية، لازالت تبعاتها نعيشها بمرارة، ولم تتحرر مها شخصيات وممثلو الطبقة السياسية. لم تكن التجربة سهلة على شعب قاس الأمرين، وعانى ويلات نضال طويل من أجل الحرية والسلم والاستقرار. لكنه إنتصر في آخر المطاف باعلاء صوته واسماع رسالته في التمسك بخيار الوئام والمصالحة دون السقوط مرة أخرى في حملات مناوئة، ظلت تردد على المسامع في وقت مضى، «من يقتل من» أيام العشرية الحمراء، وتعود لنفس الغوغائية هذه الأيام بمحاولة زج الجزائر في متاهات واضطرابات محيط الجوار حاملة تسميات ومصطلحات كاشفة عن تناقضات في الأهداف والغايات تعاكس في الكثير من الحالات مارفعته. هل هناك أخطر وأقوى من التناقض. في الاستنجاد بالخارج من أجل الترويج لمشاريع وأفكار مغلفة بالحرية؟ ومتى تدخل الخارج الذي كان على الدوام الى جانب انظمة دافع عنها لسنين وحقب، من أجل حماية اهداف «الحراك الشعبي» في أكثرمن دولة جوارية عربية. رئيس الجمهورية الذي ذكر بهذا الجانب، وحذر من ويلاته، وانعكاساته، عاد الى التجربة الجزائرية، وخصوصيتها، مجيبا على تساؤلات عالقة كيف حسمت البلاد، تناقضات المرحلة الانتقالية وعالجت اهتزازاتها الارتدادية، ولماذا انتهجت أسلوب الاستقلالية السياسية في ادارة حراكها بعد أكتوبر مباشرة وتسيير حقبة تلته، مشبعة بالعنف والتطرف. وهي حقبة اعطت القناعة الأكيدة بالتغيير، باعتماد بدائل أخرى، نسجت وكرست في الميدان، حتى جاءت الاصلاحات السياسية التي جعلت الطبقة السياسية شريكا كاملا فيها، وأدمجت الجمعيات والشخصيات وفتحت الباب لتشكيلات جديدة، تقسم بأنها لن تكون أرقاما اضافية في خارطة متغيرة، متشكلة، لكن هيئات تحمل برامج حبلى بالمشاريع تعول عليها في إنتزاع مواقع متقدمة في البرمان القادم المؤسس لمرحلة مصيرية لا يمكن أبدا الدخول اليها بأرجل عرجاء.