أثبت المنتخب الوطني لكرة القدم، أمس، ببانجول أنه دخل مرحلة جديدة مع قدوم المدرب هاليلوزيتش، عندما تمكن من فرض نفسه والفوز على نظيره الغامبي بنتيجة (2 / 1)، والتي خطى بفضلها خطوة عملاقة نحو تحقيق التأهل إلى الدور القادم من منافسات كأس افريقيا للأمم 2013. فالفوز المحقق له وزن بسيكولوجي كبير على التشكيلة الوطنية، التي تعود تدريجيا إلى المستوى الكبير الذي ألفناه في التصفيات المؤهلة لكأس افريقيا ومونديال 2010، وهذا بفضل العمل الكبير الذي يقوم به الطاقم الفني واللاعبون. والشيء الإيجابي الذي طبع سفرية غامبيا هو بدون شك العزيمة التي كانت تحيط بالمنتخب، عندما تحدث الجميع أن المهمة ستكون العودة بالفوز.. وهذا ما كان فعلا، والذي كبح الطموح الكبير لمنتخب غامبيا، الذي كان يتمنى الفوز على »الخضر« مرة أخرى. وبالرغم من هذه النتيجة الباهرة، إلا أن الأمور لم تكن سهلة بالنسبة لزملاء بوڤرة، الذين وجدوا صعوبات جمة، خاصة بالنسبة لأرضية الميدان التي كانت تصلح لكل شيء غير لكرة القدم..!! وسط الميدان.. الورقة الرابحة وكانت الأمور مضبوطة بالنسبة لهاليلوزيتش، الذي قام ببعض التغييرات مقارنة بما كان منتظر، عندما جدد الثقة في الحارس مبولحي، الذي قام بدور كبير في الحفاظ على النتيجة.. كما أن دخول كل من كادامورو وعودية كأساسيين، أعطى قوة »بدنية« أكثر للتشكيلة الوطنية.. لاسيما وأن مفتاح المباراة صنعه وسط الميدان، الذي تشكل من ڤديورة ولحسن وفغولي وقدير.. حيث كان لهذا الرباعي القدرة الأوفر في تحمل عبء المباراة، وإيجاد الحلول لبقية المجموعة. ونجحت الخطة بالفعل، عندما كان التوازن من جهة الفريق الجزائري، رغم صلابة دفاع الفريق الغامبي المدعم من طرف الآلاف من أنصاره.. وكانت أحسن محاولة من طرف الفريق الوطني الذي تمكن من توقيع هدف شرعي في الدقيقة (19) من طرف ڤديورة.. لكن الدهشة كانت كبيرة لدى لاعبينا عندما رأوا أن الهدف لم يحتسبه الحكم بحجة التسلل، التي لم يكن بتاتا عندما تابعنا اللقطة جيدا..!!؟ وكانت الضربة موجعة جدا، عندما تلقى زملاء عنتر يحي الهدف الأول في المباراة، عن طريق اللاعب الغامبي بامودو جاني (د26)، والذي أحدث طوارئ في دفاع »الخضر«، الذي لم يكن محكما في تدخلاته في تلك الفترة. لكن الشيء الجميل، رغم هذا الهدف، هو أن الفريق الوطني بقي يلعب بدون نرفزة وأبقى الكرة في الأرض وكان السبّاق في التنافس الثنائي، حتى أن بعض المحاولات كانت خطيرة. ومع انطلاق المرحلة الثانية، لمسنا تحركا أحسن من طرف عناصرنا، التي تمكنت من نقل الخطر باستمرار في منطقة المنافس.. وبفضل الضغط المركز تمكن الفريق الوطني من الحصول على ركنية التي نفذها قادير، وبعد خطأ من الحارس الغامبي تمكن عنتر يحي من توقيع هدف التعادل (د54)، أمام فرحة كبيرة للعناصر الوطنية التي كان لها الخزان المعنوي الكبير في العودة في النتيجة. فغولي.. حاسم في ظهوره الأول هذه النقطة التي مكنت »الخضر« من مواصلة الحملات، التي أثمرت بهدف ثان وقعه »القادم« الجديد للتشكيلة سفيان فغولي (د57) بقذفة محكمة أسكنها الشباك بذكاء كبير. وبالتالي، أعطى تقدما نوعيا »الخضر«، الذين تمكنوا من قلب الموازين بفضل الخطة التكتيكية والخبرة الكبيرة، التي سمحت لهم بتسيير بقية اللقاء بذكاء كبير، خاصة عودية الذي في أول ظهور رسمي له كأساسي أقلق الدفاع المنافس وفتح أروقة لزملائه... والشيء الذي لفت أنظار كل المتتبعين هو الروح الجماعية التي ظهرت جليا في المجهودات المبذولة من طرف اللاعبين، الذين يسيرون بخطى ثابتة نحو تحقيق إنجازات كبيرة في المستقبل القريب.. والفوز المحقق في مباراة أمس يعد انطلاقة فعلية لإنجازات كبيرة قادمة.