يستمر وباء كورونا الجديد، في الانتشار المتسارع، متخطيا، عتبة 700 ألف مصاب و30 ألف قتيل، في مختلف دول العالم، في وقت لازالت المختبرات الطبية تبحث عن لقاح أو علاج نهائي له، وإلى غاية ذلك يعتبر الحجر الصحي لملايين البشر الوسيلة الأنجع لحد الآن. تجاوزت حصيلة ضحايا المرض المصنف من قبل منظمة الصحة العالمية كجائحة، 30 ألف شخص حول العالم، بحسب أحدث إحصائية حتى يوم أمس الأحد. في حين بلغ عدد الإصابات 665,985 وبلغ عدد الحالات التي شفيت 142,479 في حين عدد الحالات النشطة يبلغ 492,571 من ضمنها 25,229 حالة حرجة. وتعيش أوروبا والولاياتالمتحدة أوقاتاً عصيبة في مواجهة جائحة كوفيد-19، بينما بدأت ووهان الصينية التي انتشر منها الوباء تخرج تدريجاً من العزل التام. وفي غياب لقاح أو علاج مثبت للمرض، فُرض على أكثر من ثلاثة ملايير شخص البقاء في منازلهم طوعاً أو قسراً. لكن عدد الإصابات المؤكدة رسمياً لا يعكس بالضرورة العدد الفعلي للإصابات، حيث إنّ عديد الدول لا تختبر إلا من تستدعي حالتهم النقل إلى المستشفى. أرقام متصاعدة في أميركا وفي الولاياتالمتحدة، أعلنت جامعة جونز هوبكنز الأميركية أن عدد الوفيات في عموم البلاد تجاوز الألفين، بينما ارتفع عدد الإصابات إلى نحو 124 ألف، إذ سجلت الولاياتالمتحدة خلال الساعات 24 الماضية أكثر من 19 ألف إصابة جديدة بالفيروس وأكثر من 400 وفاة. وبعدما أورد الرئيس الأميركي احتمال فرض حجر صحي على ولايتي نيويورك ونيوجيرسي، تخلى، مساء السبت، عن مثل هذا الإجراء، إذ أثار الموضوع حملة انتقادات في منطقة نيويورك. وقال ترامب إن فرض حجر صحي كامل على منطقة نيويورك إجراء غير ضروري. وأضاف أنه طلب من مسؤولي الصحة إصدار تحذير من السفر بدل ذلك، وأن الإجراء يفرض على سكان نيويورك ونيوجيرسي وكوناكتيكت. وفي وقت لاحق، حثت مراكز السيطرة والحد من الأوبئة سكان الولايات الثلاث على الامتناع عن السفر الداخلي غير الضروري لمدة 14 يوما. وقال جونوثان هوفمان مساعد وزير الدفاع الأميركي، إن الرئيس ترامب وقع مرسوما رئاسيا يوجه فيه وزير الدفاع مارك إسبر باستدعاء وحدات وجنود في الحرس الوطني والاحتياط، في إطار تعزيز القوات المكلفة بالتصدي لوباء كورونا. وذكر هوفمان في بيان، أن البنتاغون لم يحدد بعد الأفراد الذين سيستدعيهم للخدمة، مشيرا إلى أن نشر القوات سيجري بالتنسيق بين وزيري الدفاع والصحة والمسؤولين المحليين في الولايات. تحسن طفيف في إيطاليا بدأ الحجر المنزلي يعطي أولى نتائجه في إيطاليا، حيث يتواصل تباطؤ انتشار العدوى، بعد أن شهدت في الفترة الأخيرة تصاعدا مفزعا في أعداد الوفيات والإصابات. وقال مسؤول الصحة في لومبارديا وهي المنطقة الأكثر تضررا في شمال البلاد- جوليو غاييرا، «نسجل في جميع أقسام الطوارئ انخفاضا (في توافد المرضى)، وفي البعض منها يكون التوافد طفيفا، وفي أخرى أعلى بكثير». وتم نشر شرطيين أمام محلات تجارية كبيرة في صقلية لمنع حصول أعمال نهب، بعدما حاول بعض الزبائن الخروج من محل حاملين مواد غذائية لم يدفعوا ثمنها، موضحين أنه لم يعد لديهم نقود لشراء حاجياتهم.ومع تسجيلها 10023 وفاة، و889 وفاة خلال الساعات 24 الماضية، تعد إيطاليا البلد الأكثر تأثّرا بالوباء في العالم. وسجّلت بالمجموع 92 ألفاً و472 إصابة بينما واصلت حالات العدوى تباطؤها بمعدل +8,3 بالمائة الخميس و+7,4 بالمائة الجمعة و+6,9 بالمائة السبت إلى الأحد. فرنسا تستعد للأسوأ من جهتها، قدمت الحكومة الفرنسية طلبية للصين من أجل تزويدها بمليار قناع حماية، وتعتزم رفع عدد الأسرّة في أقسام الإنعاش بالمستشفيات من 5000 إلى 14 ألفا. ومن أجل ذلك تم وضع جسر جوي مكثف بين باريس وبكين. وقد حذر رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب من أن الأيام 15 الأولى من أفريل المقبل، ستكون أكثر صعوبة لبلاده من سابقتها في مكافحة فيروس كورونا. وأضاف في مؤتمر صحفي عقده، السبت، في باريس، أن فرنسا تواجه أزمة غير مسبوقة خلال القرن الأخير. ولفت فيليب إلى أن فيروس كورونا ينتشر بشكل سريع في فرنسا، مبينا أن عدد الإصابات في البلاد يتضاعف كل 3 أيام، وأن فرنسا تلحق بركب إيطاليا وإسبانيا في أعداد الوفيات والإصابات. وتواصلت في فرنسا، أمس، عمليات إجلاء المصابين بفيروس كورونا في قطارات وطائرات عسكرية من مناطق الشمال الأكثر تضررا بالفيروس، خصوصا في منطقة «إيل دو فرانس» و»الشرق الكبير» باتجاه المناطق الأقل تفشيا للوباء، في مسعى لتفادي استنفاد قدرات المستشفيات. ويقدر إجمالي الوفيات في فرنسا، بحسب آخر حصيلة، بحوالي 2400، فيما ناهز عدد الإصابات 38 ألف إصابة بالفيروس. وفي ليل السبت الأحد توفي الوزير الفرنسي السابق باتريك دوفيجان إثر إصابته بفيروس كورونا. أكثر من 4 آلاف إصابة في إفريقيا أعلن الاتحاد الإفريقي أن عدد الإصابات المؤكدة المسجلة بفيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» في القارة السمراء تجاوز الأربعة آلاف حالة. وأكد الاتحاد في تقرير يومي نشره على موقعه الإلكتروني، أن عدد الإصابات بكورونا في إفريقيا ارتفع إلى ما لا يقل عن 4282، وقد تعافى 302 من هؤلاء المرضى بالكامل، فيما بلغ عدد ضحايا الفيروس في القارة السمراء 134 وفاة على الأقل. وتتصدر منطقة شمال إفريقيا التي تضم الدول العربية مصر والجزائر وليبيا وموريتانيا والمغرب وتونس قائمة المناطق الإفريقية الأكثر تضررا بالوباء، وسجلت إجمالا 1716 إصابة و98 وفاة. تليها منطقة جنوب إفريقيا ب1230 إصابة مؤكدة ووفاتين، ثم غربها (798 إصابة و21 وفاة) وشرقها (324 إصابة وأربع وفيات) ووسطها (214 إصابة وتسع وفيات). ومن حيث عدد الإصابات، تعد جمهورية جنوب إفريقيا الدولة الوحيدة في القارة السمراء التي تجاوزت حصيلة حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس فيها 1000 حالة، وسجل هناك إجمالا 1170 إصابة.لكن من حيث عدد الوفيات تتخطى دول شمال إفريقيا العربية باقي بلدان القارة.