السيد بوغالي يتسلم التقرير النهائي لمقترحات مراجعة المشروعين التمهيديين لقانوني البلدية والولاية    سوناطراك: نحو ابرام اتفاقية مع الشركة السعودية مداد خلال السداسي الأول ل2025    رئيس الجمهورية يترأس اجتماعا لمجلس الوزراء    تطهير العقار الفلاحي: طي الملف قبل نهاية 2025    البليدة: تساقط أولى الثلوج على مرتفعات الأطلس البليدي    ادريس عطية: اعتماد مجلس الأمن لمبادئ الجزائر إطار مرجعي لمكافحة الإرهاب في العالم    سطيف..وفاة شخصين و إنقاذ 4 في حادثين متفرقين للتسمم بأوكسيد الكربون خلال 24 ساعة الأخيرة    بلمهدي يستقبل بجدة مسؤولين سعوديين مكلفين بتنظيم موسم الحج    بلمهدي يستقبل بجدة مسؤولين سعوديين مكلفين بتنظيم موسم الحج    كرة اليد/مونديال-2025: 32 منتخبا على خط الانطلاق لخلافة الدانمارك    تقلبات جوية:عدة طرق مقطوعة بسبب تراكم الثلوج    مسابقة التوظيف ب"سوناطراك": الإعلان الرسمي عن النتائج منتصف مارس القادم    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 46584 شهيدا و109731 جريحا    حركة "حماس" تدعو المؤسسات الحقوقية الدولية إلى الضغط في المحافل للإفراج عن الأسرى في سجون الاحتلال    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي في وفاة الصحفي بن شهرة حمزاوي    5 آلاف شهيد ومفقود و9500 مصاب في 100 يوم من العدوان الصهيوني المكثف على شمال قطاع غزة    يناير أيها الإله تجلى ..؟ !    إصدار طابع بريدي في إطار الاحتفال بالمناسبة    ما تفعله فرنسا حاليا يتعارض مع المبادئ الدبلوماسية    الحركة الطلابية في المغرب تعود بتمدد الاختراق الصهيوني للجامعة    فايد يترأس اجتماع محافظي الدول مجموعة البنك الإسلامي للتنمية    وزير الثقافة والفنون في زيارة عمل وتفقد إلى قصبة الجزائر    1 جويلية 2025 آخر اجل لتليسم وحدة دواء العين في مزعران    مازة: سعيد باللعب مع الجزائر وهدفنا التأهل إلى كأس العالم    نادي ليل يفكر في إعادة حاج موسى إلى فرنسا    ممتنون للرئيس تبون ونشيد بالتاريخ الثوري للجزائر    الحكومة ملتزمة بحماية الجزائريين بالخارج    لا تمويل أجنبي ولا نشاط ربحي للأحزاب    الجزائر بقيادة الرئيس تبون رسمت مسارا اقتصاديا جريئا    قفزة تنموية واعدة بقورصو خلال 2025    ارتفاع حصيلة ضحايا حرائق لوس أنجلوس إلى 16 قتيلا    الجزائر تعلب دورا هاما في نصرة القضية الفلسطينية بمجلس الأمن    قمّة موسّعة في الرياض لبحث دعم استقرار سوريا    نشاطات فنية وثقافية مكثفة بقسنطينة    تنديد طلابي بالاختراق الصهيوني للمنظومة الجامعية    ورقة طريق لتسويق منتجات "جيتكس" محليا وإفريقيا    "الفاف" تضبط خارطة الطريق وموعد الجمعية الانتخابية    للكتابة معنى لا يدركه سوى المتمرسين    إحياء رأس السنة الأمازيغية الجديدة: السيد بوغالي يثمن دور التنوع الثقافي في تعزيز الهوية الوطنية    حريق داخل منزل    استيراد ألف عجل للذبح في رمضان    أفكار داود وصنصال خطر على الجزائر    كرة القدم/كأس الكنفيدرالية الإفريقية/ المجموعة 3- الجولة 5 : اتحاد الجزائر يتأهل للربع النهائي بعد فوزه على أورابا البوتسواني (2-1)    رابطة أبطال إفريقيا: إقصاء شباب بلوزداد بعد انهزامه أمام أورلاندو بيراتس (1-2)    اختتام الطبعة الرابعة لصالون إبداعات الفتاة بالعاصمة    إحياء رأس السنة الأمازيغية الجديدة : أنشطة ثقافية وتراثية متنوعة بولايات جنوب الوطن    ثلوج وأمطار عبر عديد ولايات الوطن    افريقيا: تسجيل 14700 حالة إصابة مؤكدة بجدري القردة في عام 2024    بلمهدي في السعودية لحضور مؤتمر ومعرض الحج    ثلاث أسباب تكتب لك التوفيق والنجاح في عملك    "بريدي موب" يخضع لعملية تحسين الأداء    أطفال غزّة.. حصاد الموت    منصوري يُتوّج بالمرحلة الأولى    اختتام بطولة الشرطة للكرة الحديدية    وعي الشعب السوري قادر على حماية هويته الحضارية    الأوزاعي.. فقيه أهل الشام    نحو طبع كتاب الأربعين النووية بلغة البرايل    انطلاق قراءة كتاب صحيح البخاري وموطأ الإمام مالك عبر مساجد الوطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



5 جويلية 1962 أول مرة احتفل فيها الجزائريون في الشارع بكل حرية
نشر في الشعب يوم 04 - 07 - 2020

جزائر عادلة يجد فيها كل مواطن الحق في التعبير والعيش الكريم
مختلف الحكومات لم تعط الصحافة دورها في إعداد جزائر سيّدة
يدلي الصحفي المخضرم، شنوف دحمان، في هذا الحوار بمناسبة عيد الاستقلال بانطباعاته وقراءته للحدث البارز في الذاكرة الجزائرية، من الطفولة، وكيف عاش رفقة الأسرة، يوم 5 جويلية 1962، إلى الروابط بين الذاكرة والظرف الراهن في ضوء الحراك الشعبي السلمي، مرورا بالحرية في أسمى معانيها والدور الذي يقوم به المجتمع المدني من خلال المكانة التي يخصها به الدستور.
-«الشعب»: ما هي الذكريات التي تحتفظ بها عن يوم 5 جويلية 1962، كيف عشته، خاصة الطفولة تحت الاحتلال؟
دحمان شنوف: كان يوما حارا، أتذكر جيدا، أمسك بيد والدي، كنا في ساحة الشهداء، رفقة والدتي، أختي وأخي وسط رجال ونساء وأطفال يغنّون ويرقصون ويتبادلون القبلات. لم أكن اعرف جيدا معنى تلك الفرحة، ما عدا حالة الخوف الذي كنا نشعر به من الجنود الفرنسيين. والذي أصبح يمكنه التوجه إلى عمله دون خشية خطر رؤيته عائدا ووجهه ملطخ بالدماء كما حدث قبل سنة. كنا نحمل على رؤوسنا قبعات بألوان الجزائر ونحمل الراية الوطنية بقبضة قوية خشية أن تنتزعها منا الجماهير.
شعرنا بالعطش والجوع، لكن رفضنا مغادرة الاحتفال وكانت أول مرة نشاهد فيها عددا كبيرا من الجزائريين يحتفلون في الشارع بكل حرية. وأتذكر الكلاب التي تهددنا كل صباح لما نذهب إلى المدرسة، جنود الاحتلال يجوبون الأحياء بلا توقف مع صوت الرصاص الذي يطلقونه وصرخاتهم المرعبة تجعلني ارتعش مثل ورقة .. كان وضعا رهيبا.
- تصادف الذكرى 58 مع الحراك، هل هناك عناصر مشتركة؟
طبعا يوم 5 جويلية عيد الاستقلال ونتيجة كفاح لعشريات خاضها الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي الكولونيالي. الاضطهاد والمصادرة والتقتيل، السرقة والاغتصاب، الإبادة كانت أسلحة الاستعمار، وضد كل هذا خاض شعبنا الحرب.
واليوم الحراك تعبير عن مشاعر اللاعدل، يعبر عنها مواطنون ضحايا الظلم سياسيا واجتماعيا وتربويا وصحيا وجامعيا ورياضيا، كل جزائري خرج على طريقته لإظهار عدم الرضا ضد منتخبين، أحزاب سياسية بعيدة عن واقع المواطنين، حكام صمّ تجاه حقهم في السكن ومدرسة ناجعة وصحافة ديمقراطية وإعلام مفتوح للنقاش المتناقض.
خرج الجميع للتظاهر، نساء وأطفال ورجال، شيوخ، صحافيون، جامعيون، أطباء، فلاحون وعمال وموظفون. كان ذلك من أجل جزائر عادلة يجد فيها كل جزائري الحق في التعبير والعيش الكريم مع العلاج والتقاعد في كرامة والشعور بالانتماء إلى مجتمع بحاجة إليه.
- الهدف المركزي للاستقلال الحرية، خاصة التعبير، ما هي قراءتك لوسائل الإعلام اليوم، مقارنة ببيان أول نوفمبر؟
يجب التذكير بأن الصحفي محمد العيشاوي (1929-1959) من كتب بيان أول نوفمبر 1954 بإملاء من محمد بوضياف، ومراد ديدوش في محل للخياطة للمناضل في حزب «الشعب» عيسى كشيدة في القصبة السفلى.
الصحفي محمد العيشاوي تم توقيفه بمجرد عودته من منطقة القبائل، حيث تمت طباعة وثائق بيان أول نوفمبر، بمنزل عائلة زعموم. كان هدف البيان استقلال الجزائر، أولا من خلال إقامة دولة جزائرية سيّدة ديمقراطية واجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية، وثانيا احترام كل الحريات الأساسية بدون تمييز بالعرق أو الدين.
في هذا البند، جاء بوضوح أن هذه الملاحظة تعني الصحافة، لكن ألاحظ وجود محيط شاسع بين الحقيقة المتضمنة في بيان أول نوفمبر والصحافة، واليوم بصراحة، مختلف الحكومات لم تعط الصحافة دورها في إعداد جزائر سيّدة. وهناك عمل كبير ينتظر في 2020 من حيث المكانة التي يوليها لها الدستور، لننتظر ونرى.
- الثورة حملها الشعب، كيف يمكن جعل المجتمع المدني فاعلا انطلاقا من الدستور؟
لا تزال الممارسات الإدارية تعيق المواطنين الراغبين في إنشاء جمعياتهم، وموقف السلطة تجاه الجمعيات لا يزال بين اعتبارها أدوات أو الهيمنة أو التحرش بها. عدة جمعيات توجد تحت «رحمة» قرارات إدارية تعسفية. في حالة الطوارئ كل مظاهرة أو اجتماع عمومي ممنوع.
لا يجب أن نحلم، فالطبقة السياسة والمجتمع المدني على درجة من الضعف، كما يشرح ناصر جابي، أستاذ علم الاجتماع وعضو المنتدى المدني للتغيير. صحيح الحركة الجمعوية غير مرفوضة من الشارع مقارنة بالأحزاب، لكن الجميع ضعيف. والظرف الحالي يمكن أن يشكّل، بحسبه، فرصة للطرفين للانفتاح على المجتمع والأمل في تمثيله. «الاثنان لهما دورا في هذه الفترة من التحوّل لأنه يقع على عاتقهما حمل صوت حركة المواطن»، كما يؤكده. غير أنه بالنسبة للمختص في الاجتماع، الوقت للانسجام والتكامل، ويقول: «نحن في مرحلة حساسة ومن الضروري ترك الخلافات السياسية والإيديولوجية جانبا لمصلحة البلاد».
وإذا منح الدستور إطارا لبروز مجتمع مدني بقوة تمثيلية لكافة الجزائريين نبني جزائر كبيرة، لأنه لا نثق في أحزاب سياسية تستعمل أوراقنا الانتخابية لمصلحتها، فالعالم المعاصر، يبنى، على ومع، المجتمع المدني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.