في ساعة الحسم وتمايز الصفوف، ساعة الاختيار الفاصل بين جزائر الشعب وثورة التحرير وجزائر "الكولون" والاستعمار، في هذه الساعة غداة فاتح نوفمبر 1954، اختار الدكتور بيار شولي - المستوطن أبا عن جد - الطبيب الإنساني الانحياز إلى صف الشعب والثورة، صف الحق والقضية العادلة، متبنيا بيان فاتح نوفمبر، لأنه كان منصفا جدا لأقلية المستوطنين الأوروبيين.. حسب قوله. هذا الانحياز إلى الحق والقضية، تبنته زوجته كلودين ڤيو القادمة من فرنسا، ابنة عقيد في الدرك الفرنسي يعمل بالجزائر، بعد أن عمل سنوات في تونس. عقد بيار زواجه من كلودين في 12 سبتمبر 1955، وفي21 من نفس الشهر مثل الزوجان أمام رمضان عبان في شقته بالعمارة الكبيرة المجاورة لملعب 20 أوت بوادي كنيس (رويسو)، ليقولا له باختصار "نحن جزائريون، ملتزمون - مثلكم - ببيان فاتح نوفمبر 1954. كيف حدث هذا التحول في موقف الدكتور شولي؟ وكيف اختار في النهاية جحيم الجزائر الثائرة على جنة قومه المستوطنين؟ هذا ما نحاول الإجابة عنه في هذه العجالة، اعتمادا على مذكرات آل شولي التي صدرت أخيرا عن دار البرزخ للنشر (بالفرنسية) بعنوان: "اختيار الجزائر.. صوتان.. ذاكرة واحدة".
البؤس العميق.. هذا الوجه الآخر للاستعمار.. ولد الدكتور بيار شولي بالعاصمة في 27 مارس 1930 من عائلة كاثوليكية مناضلة، تنتمي إلى الطبقة المتوسطة من مجتمع المستوطنين الأوروبيين. فوالده ألكسندر كان من مؤسسي الحركة النقابية المسيحية في الجزائر وشمال إفريقيا، ليصبح لاحقا عضوا قياديا في "الكونفدرالية الفرنسية للعمال المسيحيين" بباريس (*)، ويعني باسمها في المجلس الاقتصادي والاجتماعي. هذه المكانة الاجتماعية للأسرة، فتحت أمام الصبي بيار أبواب المدارس الخاصة التابعة للآباء اليسوعيين، بدءاً من مدرسة محمد الخامس الابتدائية إلى ثانوية بولوغين. هذه النشأة "الكاثوليكية الاجتماعية" منحت فرصة الاحتكاك بالواقع الجزائري، ليكتشف الوجه الآخر لنظام الاحتلال الفرنسي بالجزائر. فقد عاش بسبب هذا الاكتشاف وقد بلغ سن الرشد صدمتين منبهتين: - الأولى: صدمة القانون ا لخاص بالجزائر الصادرة في سبتمبر 1947.. هذا القانون جعل الطالب بيار "يكتشف اللامساواة السياسية، والكذب المؤسساتي المكرس في القانون" حسب قوله - الثانية: صدمة البؤس الاجتماعي بالأحياء القصديرية في العاصمة. في شتاء 49 / 50 بادرت مؤسسة خيرية هي مؤسسة "الخدمة المدنية الدولية" بفتح ورشته في حي "بيراردي" (بوسبيلة) القصديري بحسين داي. فكان بيار من بين طلبة كلية الطب الذين تطوعوا لمساعدة بؤساء هذا الحي. ويعلق الدكتور شولي على هذا الاكتشاف المفاجئ للوجه الآخر من الواقع الاستعماري، وتأثره به قائلا: "لقد أخرجني من جنة المستوطنين الذين كانوا يرون الجزائرين يوميا دون أن يعرفوهم؟! فقد بدأ منذ ذلك الحين يدرك أن هذا البؤس السحيق لا يمكن أن يعالج ببرامج اجتماعية، وأعمال تطوعية عابرة. لأنه باختصار ظاهرة طبيعية وليدة نظام الاستغلال الذي لا يمكن تجاوزه بدون تغيير سياسي عميق". هذا الوجه البغيض للظاهرة الاستعمارية جعل الطالب الإنساني "يشعر بالحاجة إلى الالتزام، والتحرك لعمل شيء ما" حسب قوله. في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي، بدأ يحتك فعلا بطائفة من الشباب الجزائري، أخذت بيده شيئا فشيئا إلى طريق الالتزام السليم في جزائر ما قبل ثورة التحرير. كانت البداية - في شتاء 51 / 52 - من خلال لقاءات مفتوحة، بين ممثلي تنظيمات شبانية من أعراق وديانات مختلفة، وكان الطالب شولي يشارك في تلك اللقاءات عن "الجمعية الكاثوليكية للطلبة"، رفقة شباب جزائري ينتمي بدرجات متفاوتة إلى التيارات الوطنية والإصلاحية والشيوعية.. من هؤلاء الشباب نذكر على سبيل المثال: - من الكشافة الإسلامية، الشهيدان عمر الآغا ومحمد دراريني والمرحوم صالح الوانشي؛ - من طلبة حركة الانتصار، بالعيد عبد السلام والأمين خان؛ من طلبة حزب البيان، الحسن بورويبة والعياشي ياكر؛ من الطلبة الشيوعيين، محمود كرابة وأنري مايو. (*) حاليا الكونفدرالية الفرنسية للعمال الديموقراطيين.
لا تضامن مع جمهورية لا تحترم قوانينها! تمخضت اللقاءات الدورية بين رفاق الطالب شولي وزملائهم من الشباب الجزائري بعد قرابة السنة، عن تأسيس فضاء مشترك للرأي الحر باسم "جمعية الشبيبة الجزائرية للعمل الاجتماعي" (AJAAS) التي كانت تنظم ملتقيات تعالج مواضيع آنية حساسة مثل: الجوع، البطالة، التمدرس، الظاهرة الاستعمارية، الخوف في الجزائر... ضمن هذا الفضاء الحر، من الطبيعي أن يكون هناك تأثير متبادل، وفي هذا الصدد يقول طالب الطب، أنه تأثر بصفة خاصة بالشهيدين عمر الآغا القائد الكشفي ومحمد العيشاوي الصحافي المناضل: "لقد ساهم أمثال هؤلاء في إخراجي من الفقاعة الاستعمارية، وتحولي تدريجيا من النشاط الاجتماعي إلى الموقف السياسي".. هذا الموقف تبلور أكثر خلال سنة 1953، بإدراك حقيقة المشكلة الاستعمارية في الجزائر، وارتباطها الوثيق بالوجود الاستعماري ذاته.. وهكذا كان الطلاق: "لم أعد أشعر بالتضامن مع جمهورية لا تحترم القوانين التي تسنها"! شهدت نفس السنة حدثين أتاحا للطلب الإنساني أن يتجه بتضامنه نحو "القضية الجزائرية" وقضية التحرر الوطني في المغرب العربي عامة. - الأول، مبادرة المؤتمر الوطني الجزائري الصادرة عن حركة انتصار الحريات الديموقراطية.. ويقول في هذا الصدد: لقد اقتنعت بأرضية المبادرة، حتى أنني فكرت في الانضمام إلى حركة الانتصار.. غير أن أزمة الحركة حالت دون ذلك". - الثاني، عزل السلطان محمد بن يوسف في 20 أوت 53. فقد شارك الطلبة الوطنيين صيامهم، تضامنا مع السلطان المخلوع. كان الطالب شولي يرى في مشروع حزب الشعب - حركة الانتصار "المشروع الوحيد الذي يتيح لجميع الجزائريين المكانة المناسبة حسب كل طائفة منهم".. وللمشاركة في الدعوة إلى مثل هذه الأطروحات، ساهم - مع الأستاذ أندري مندوز خاصة - في تأسيس مجلة "الوعي المغاربي" التي صدر العدد الأول منها في مارس 1954. وهي مجلة فصلية، تضمن عددها الثالث - في أكتوبر من نفس السنة - افتتاحية للأستاذ مندوز بعنوان مثير: "النجدة ياسادة! فالجزائر هادئة!".. وهو إنذار واضح بالانفجار الوشيك. مثل هذه المواقف الشاهدة، تؤكد أن هذا الطالب الإنساني كان عشية فاتح نوفمبر 1954، في شبه قطيعة مع مجتمعه الأصلي: مجتمع المستوطنين الأوروبيين. فقد كان في تلك اللحظة الفاصلة يدرك تمام الإدراك، بأن الأغلبية الساحقة من مجتمعه لا يمكن أن تقاسمه القناعات التي انتهى إليها، والتي تشكل في مجملها حكما لا رجعة فيه على نظام الاحتلال الفرنسي بالجزائر. فقد عاشت هذه الأغلبية حسب قوله: "في ظل السيطرة الاقتصادية والسياسية، وليس من المعقول أن تتخلى عن ذلك فجأة، لأن في ذلك نوعا من الانتحار". وبعبارة أخرى لم يكن الدكتور شولي واهما في تلك اللحظة الفاصلة، ذلك أن فرص التفاهم بين الوطنيين وأغلبية المستوطنين كانت تبدو منعدمة منذ الوهلة الأولى، "لأن التناقض القائم آنذاك، لم تعد تجدي معه الحلول الوسطى".
الالتزام.. هذا الاختيار الأصعب.. مساء فاتح نوفمبر 1954 قابل الدكتور شولي الصحفي محمد العيشاوي - العائد من إيغيل ايمولا حيث قام برقن وسحب البيان رقم 1 لجبهة التحرير الوطني - فاستفسره عن حوادث الليلة البارحة. فقال له "العمليات جدية، وهي ليست من صنع المصاليين ولا المركزيين". ويقول بعد الاطلاع على بيان فاتح نوفمبر: "الإختيار الذي تطرحه جبهة التحرير على الأقلية الأوروبية أرضاني تماما.. ومنذ ذلك اليوم، اخترت طريق الجزائر المستقلة، والتضامن مع الذين رفعوا راية الكفاح".. بدأ في التعبير عن تضامنه مبكرا، بدليل توقيعه في 7 نوفمبر على لائحة نشرت ب"الجزائر الجمهورية" تدعو إلى الحوار، لأنه "لا العنف ولا القمع يحل المشكل الجزائرية". بعد فترة من التردد وانتظار تبين الخيط الأبيض من الأسود في أمر الثورة ومن يقف وراءها، ذهب رفقة صديقيه "بيار روش" وبيار بوبي" (المحامي) (*) إلى الأستاذ مندوز ليقولوا له صراحة "لا يمكن أن نظل ماسكين العصا من الوسط إلى ما لا نهاية، وعلينا أن نختار أحد الحلول الثلاثة: 1- الالتزام التام مع الجزائريين؛ 2- محاولة التأثير على المستوطنين، كي يقبلوا تغييرا جذريا للنظام القائم؛ 3- مساندة استقلال الجزائر مع الاحتفاظ بالجنسية، والبقاء في إطار سياسة التعاون، أو العودة إلى فرنسا. كان شولي ضمن نواة صلبة - قليلة - اختارت الحل الأول، وما يمكن أن يترتب عليه من استقلال، وعيش في ظله كعامة الجزائريين. لذا كان هاجسه الأول خلال الأشهر الأولى من عمر الثورة لا يختلف عن عامة الجزائريين: هل المسألة جدية هذه المرة؟ وإلى متى يمكن أن تستمر؟ في21 سبتمبر 1955، بعد أن توطدت علاقته بمناضلين بارزين أمثال دراريني ومهري والوانشي، كان له أول لقاء برمضان عبان منشط قيادة الثورة في العاصمة، بوادي كنيس بمنزل أحمد بودة (أو جاره لخضر رباح) بحضور الوانشي. بادره قائلا: "نحن جزائريون، لذا نحن ملتزمون ببيان فاتح نوفمبر!". كاد عبان ألا يصدق ما سمع أول وهلة ثم تدارك سائلا: "هل يمكن للنظام أن يعتمد عليكم؟"، فكان الجواب نعم بدون تردد. حرص عبان على اختبار عزم أسرة شولي بنفسه، فقام بزيارتها في مقر سكناها بديار المحصول.. وكان الزائر يحمل علبة حلويات لتمويه سلاحه! وهكذا جذبت دوامة الثورة الدكتور شولي وزوجته كلودين ڤيو، ليقوما عن قناعة وطيب خاطر بتنفيذ المهام الخطيرة المسندة إليهما؛ وهي مهام متعددة نذكر منها باختصار: - إيواء ونقل العناصر القيادية بدءاً برمضان عبان، بما في ذلك تهريبه. - عند اشتداد الحصار على العاصمة - إلى مشارف البليدة في 27 فبراير 1957. - نقل مناشير الثورة، ومنها نقل قرارات مؤتمر الصومام في خريف 1956 إلى الولاية الثالثة. - معالجة الجرحى من الثوار، ومن الذين استفادوا من خدمات شولي ورفاقه مجاهد الولاية الرابعة رابح زراري (عز الدين) الذي عولج إثر إصابته الأولى في عيادة الصليب الأحمر (مستشفى آيت إيدير حاليا). - تدريب الطلبة المضربين بعد 19 مايو 1956 على التمريض الميداني.. - الكتابة في صحيفة المجاهد - بدءا من العدد 2 في صائفة 1956 - فضلا عن تخصيص عددين من دورية "الوعي المغاربي" لإعادة نشر مناشير عبان ورفاقه (خريف 55 ومطلع 56). - محاولة ضمان حياد السلك الديني المسيحي ما أمكن. فقد كلف في بداية مارس 1956 مثلا بتنبيه الأسقف دوفال، بعد ملاحظة مخابرات الثورة - في الولاية الثالثة خاصة - تردد جنود جيش الاحتلال على مراكز الآباء البيض. اعتقل الدكتور شولي مرتين: - الأولى في 7 نوفمبر 1956، رفقة شقيقته آن ماري (السيدة الوانشي لاحقا)، بعد العثور على اسمها وعنوانها في كناشة أحد أعضاء الوفد الخارجي لجبهة التحرير الذي أسر في حادثة القرصنة الجوية الشهيرة في 22 أكتوبر الماضي. - الثانية يوم نقل عبان إلى مشارف البليدة - في 27 / 2 / 57 - ما جعل زوجته كلودين تتولى المهمة بدله، وقد حبس هذه المرة نحو ثلاثة أشهر، ليفرج عنه بعد محاكمته، مع طرده إلى فرنسا... (*) اغتالته المنظمة الإرهابية (O.A.S.) في يناير 1961 بمكتبه في العاصمة. إعداد محمد عباس عزائم.. أقوى من الخيبة! في 18 ديسمبر 1957 ناقش بيار شولي بفرنسا رسالة الدكتوراه في الطب، ليلتحق بعد يومين بتونس التي كانت أسرته قد استقرت بها منذ الخريف. بعد ثلاثة أيام قابل رمضان عبان هناك، فعينه في لجنة تحرير المجاهد، فضلا عن عمله بالمستشفى ضمن المصالح الصحية التابعة للجنة التنسيق والتنفيذ. وقبيل سفر عبان إلى لمغرب - بدون رجعة - جلس إليه في مقهى بشارع بورقيبة، فلاحظ بالمناسبة أنه كان مسلحا، وتحمل وزوجته عملية اغتيال عبان بصبر وحكمة، مفضلين الرهان على "الثقة في مستقبل الحراك التاريخي للمجتمع الجزائري" حسب قول كلودين. والملاحظ أن الدكتور شولي ظل يجمع بين الصحة والإعلام إلى غاية استقلال الجزائر. مثلا غداة تشكيل الحكومة المؤقتة وتعيين امحمد يزيد وزيرا للإعلان كلفه بتأسيس مركز وثائق تابع للوزارة، إلى جانب عمله في "المجاهد ومصالح الصحة التي أعيد تنظيمها تحت إشراف الدكتور بن عبيد، بعد أن تولى مهري وزارة الشؤون الاجتماعية، في ظل الحكومة المؤقتة الثانية. وتم بالمناسبة نقل قسم الأمراض الصدرية - مجال تخصص الدكتور شولي - من المزرعة "د" في باجة إلى مركز بن زرجب في حمام ليف. وفي خريف 1960 شارك الزوجان في تركيب شريط "جزائرنا"، وهو شريط إخباري موجه إلى الأممالمتحدة، من إنتاج لجنة السينما والصورة. وتزامن بث الشريط بنويورك مع مظاهرات 11 ديسمبر، فغطت عليه إلى حد ما. عقب ذلك شارك بيار في لجنة مضيقة، لأعداد ملفات مفاوضات إيفيان الأولى (20 مايو - 13 يونيو 1961). وكانت مشاركته في ملفات حساسة مثل: - ملف الصحراء: الحدود التاريخية والثروات الباطنية؛ - الأقلية الأوروبية، التمييز بين المواطنة والجنسية؛ - علاقة الكنيسة بالدولة في الجزائر المستقلة.. وعشية وقف القتال وضع الدكتور شولي بصماته - مع عبد القادر معاشو - في إعداد خطاب الرئيس بن خدة الذي ألقاه مساء 18 مارس 1962. وفي أبريل الموالي خلف على رأس وكالة الأنباء الجزائرية مديرها مسعودي زيتوني الذي كان داخل الجزائر بحثا عن مطبعة لصحيفة المجاهد.. وشاركت كلودين من جهتها عقب وقف القتال في تنظيم عودة اللاجئين، انطلاقا من مركز الكاف على مقربة من الحدود الجزائريةالتونسية. غداة الاستقلال عرف الزوجان شولي - مثل عامة الجزائريين! - نوعا من الخيبة المبكرة، فقد كان يطمحان مثلا إلى عضوية المجلس التأسيسي لكن لم تبادر أية جهة بترشيح أحدهما، أو كليهما لانتخابات 20 سبتمبر 1962، وقد وجدا بعض العزاء لحسن الحظ، في انتخاب والدبيار المناضل النقابي الكسندر شولي. بيد أن هذه الخيبة المبكرة، لم تغل في عزيمة الزوجين، فراح كل في ميدان تخصصه يساهم بفعالية في بناء الجزائر المستقلة: - بيار المتخصص في الأمراض الصدرية عبر المنظومة الصحية التي أصبح من ركائزها؛ - كلودين عبر وزارة الفلاحة أولا، ثم المنظومة الجامعية ومعهد علم الاجتماع على وجه الخصوص، حيث تخرج على يدها، وعمل تحت إشرافها العديد من الطلبة والباحثين، لا سيما، في قسم علم الاجتماع الريفي. حسرة فانون... وقف الدكتور شولي وزوجته كلودين في مذكراتهما عند مرض الدكتور فرانز فانون وأيامه الأخيرة: ظهرت أعراض المرض على الدكتور فرانز فانون في أعياد نهاية سنة 1960، وكشفت الفحوص التي أجراها عن نوع من سرطان الدم (نوع من اللوكيميا). عالج بعض الوقت في الاتحاد السوفياتي. وعند اشتداد المرض، نقل في أكتوبر1961 إلى الولاياتالمتحدة للعلاج بمستشفى "بيتسدا"، على مقربة من واشنطن. كان الدكتور شولي وزوجته في وداعه بمطار تونس، فقال لهما متحسرا "أنتم محظوظون سترون استقلال الجزائر - عكسي أنا".. توفي الفقيد في 6 ديسمبر الموالي، ودفن في 12 منه بالحدود ناحية وشتاتة - عين الكرمة.