يسدل الستار غدا على الحملة الانتخابية بعد 21 يوما من التنافس بين 44 تشكيلة سياسية حول برامج ومقترحات عرضت على الناخبين في جميع ولايات الوطن. وقد حاولت كل تشكيلة سياسية من هذه التشكيلات جاهدة لاستمالة المواطنين للتصويت على قوائمها الانتخابية، وتقاطعت في نقطة واحدة وهي دعوتها للمشاركة بكثافة في الاستحقاق المصيري ل 10 جوان و لو بورقة بيضاء. اشتد التنافس بين مختلف التشكيلات السياسية التي دخلت المعترك الانتخابي في هذه الأيام الأخيرة من عمر الحملة، وقد قدم كل حزب من الأحزاب المتسابقة نحو قصر زيغوت يوسف مقترحات ووعود للمواطنين بحل مشاكل الأكثر تعقيدا و على رأسها البطالة والسكن. بالرغم من «اجتهاد» الأحزاب المتنافسة للظفر بمقاعد تحت قبة البرلمان من خلال ما عرضته من برامج، إلا أنها أبقت طيلة حملتها الانتخابية على نفس مضامين المقترحات بالنسبة لأغلب التشكيلات، وقد اتسمت بالسطحية في الغالب و لم ترق إلى مستوى تطلعات المواطنين الذين يطالبون بحلول ملموسة و قابلة للتجسيد بدل الاستمرار في تقديم وعود جوفاء لا تسمن و لا تغني من جوع. كان ينتظر بعد اعتماد أحزاب جديدة أن تأتي بالجديد، ولا تكون برامجها مستنسخة من الأحزاب القديمة، والتي تعتبر أنها سبب المآسي التي تعيشها البلد، و تقدم التنوع في البرامج و الأفكار لتجسيد التغيير الذي رفعت شعاره. لكن الملاحظ أن مقترحاتها كلها تقريبا متشابهة، والحلول التي تقترحها غير ملموسة، في الوقت الذي ينتظر فيه المواطنون أن تأتي بأفكار تساهم في تحقيق التغيير المنشود، من خلال عرض مقترحات مدروسة لواقع معاش، وتقديم حلول واقعية قابلة للتجسيد، وليس مجرد أفكار «طوباوية»، تحلق بالناخبين في خيال بعيد، وتعيدهم إلى الواقع بمجرد انتهاء الحملة. المتتبع للحملة الانتخابية منذ انطلاقها في 15 افريل الماضي، يلاحظ أنها تميزت في بدايتها بالفتور، والانتقادات اللاذعة للأحزاب القائمة وخاصة ذات الأغلبية في البرلمان، وكذا المشاركة في الحكم، ويعد ذلك خطة تكتيكية استخدمتها التشكيلات السياسية، لجلب المواطنين إلى الاستماع لمقترحاتها وتقديمها كبديل، لمعالجة أهم المشاكل الاجتماعية المطروحة والمتمثلة في البطالة والسكن ونقص التنمية المحلية.