كما كان محتملا، أحرز فريق وفاق سطيف لقب الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم لهذا الموسم عن جدارة وقبل نهاية البطولة بجولة أخيرة، وهذا بعد الانتصار السهل على فريق شباب قسنطينة ب 4 أهداف مقابل هدفين، وانهزام الملاحق المباشر فريق إتحاد العاصمة خارج الديار أمام أولمبي الشلف بهدف مقابل صفر، وهما النتيجتان اللتان جعلتا فريق النسر الأسود يتقدم ب 4 نقاط عن الاتحاد الذي سيواجهه في الجولة الأخيرة. ويعتبر هذا الانجاز مبهرا لأن رفاق جابو لم يضعوا إحراز اللقب ضمن أهداف النادي عند بداية البطولة بسبب قلة الإمكانيات المادية للفريق ومغادرة العديد من الركائز الى فرق أخرى وعلى رأسها إتحاد العاصمة أمثال لموشية والعيفاوي . وجاء التتويج الخامس بالبطولة من نوعه، كما هو معلوم بعد أسبوعين من تتويج الفريق بكأس الجمهورية الثامنة محطما الرقم القياسي في عدد التتويجات في كأس الجمهورية. وتعتبر هذه الثنائية هي الثانية في مسيرة النادي بعد تلك التي حققها في موسم 67 / 68. وبهذه الثنائية والتتويج المزدوج أثبت الوفاق جدارته وكرّس سيطرته على الكرة وطنيا من خلال النتائج المسجلة في السنوات الأخيرة وطنيا وإقليميا. احتفالات عارمة ومباشرة بعد إعلان الحكم عن نهاية اللقاء، خرجت الجماهير الغفيرة من ملعب 8 ماي 45 باتجاه الشارع الرئيسي للمدينة والمحاذي للملعب باتجاه معلم عين الفوارة الذي أصبح بالفعل رمز الاحتفالات، هاتفين بعدة شعارات تعبر عن بهجتهم بهذا الانجاز، متسببين في عرقلة حركة المرور التي توقفت لبعض الوقت وسط أصوات صاخبة منبعثة من منبهات السيارات وباقي المركبات، وفي ساحة الاستقلال حيث يتواجد المعلم الشهير صعد العديد من أنصار النسر الأسود فوقه وهم يرقصون ويلوحون بأيديهم ووسط جموع غفيرة هاتفين ومطلقين لألعاب نارية في أجواء صاخبة تذكر باحتفالات الكأس قبل أسبوعين. وفي نفس المكان، انتشرت بسرعة فائقة وازدهرت تجارة الرايات والقمصان الحاملة للونين الأبيض والأسود رمز الفريق. وعبر جميع من تحدثت (الشعب ) إليهم في عين المكان عن سعادتهم بهذا التتويج الإضافي بعد تخوف كبير من الغول الجديد، حسبهم، الذي كاد يفسد اللعبة وهو التحكيم الذي يبقى دائما في قفص الاتهام، ومعبرين عن إعجابهم الكبير بالنزاهة التي تحلى بها، حسبهم، لاعبو فريق أولمبي الشلف الذي ألحق بإتحاد العاصمة هزيمة مكّنت الوفاق من التتويج باللقب قبل نهاية الموسم بجولة واحدة، وقد خفت حدة الاحتفالات مع مرور الوقت، لكن منبهات السيارات لم تتوقف عن إحداث الضجيج من حين لآخر في وسط المدينة وباقي أحياء المدينة التي تعتبر كمعاقل لفريق الوفاق. وجدير بالذكر، أن هذا الانجاز جاء في اليوم الذي حل فيه السيد الهاشمي جيار، وزير الشباب والرياضة بسطيف للإشراف على المدرسة الوطنية للألعاب الرياضية بمنطقة الباز في ضواحي مدينة سطيف وهو معلم رياضي ضخم وعصري يعتبر بمثابة قرية رياضية متكاملة، سنعود للكلام عن مرافقها في مراسلة خاصة. ويعتبر انجازها بسطيف مكسبا وتقديرا للدور الكبير لسطيف في المجال الرياضي على مستوى الوطن، وقد تلقى اللاعبون صكوكا عن منحة الكأس المقدرة ب 100 مليون سنتيم. كما تعتزم إدارة عبد الحكيم سرار الاحتفال بطريقتها بهذا الانجاز مع الأنصار المخلصين لفريقهم من خلال حافلة تجوب شوارع وأحياء المدينة حاملة للكأس ودرع البطولة. وحسب الأصداء التي رصدناها في عين المكان ستقام احتفالات شعبية مصغرة في الأحياء بما حققه أشبال المدرب السويسري آلان غيغر في هذا الموسم، وهو المدرب الذي طالب الأنصار بضرورة تجديد العقد معه، نظرا لإثباته جدارته وجلب ثنائية لم تكن في الأحلام عند بداية الموسم، كما ثبت أن ليس المال وحده من يصنع النجاحات والألقاب في كرة القدم رغم أهميته.