قصد ترقية العلاقة بين قطاع التكوين والتعليم المهنيين وعالم الشغل والنشاط الاقتصادي نظم أمس برياض الفتح الصالون الوطني الأول لحاملي شهادات التكوين والتعليم المهنيين المدمجين في سوق العمل، أو الذين أنشأوا مؤسساتهم الخاصة، بمشاركة أزيد من 100 عارض من مختلف ولايات الوطن، في مختلف المجالات منها السياحة والصناعات التقليدية... و تكتسي هذه التظاهرة أهمية بالغة بالنسبة لخريجي مراكز التكوين المهني للحصول على مناصب الشغل في المؤسسات مقاولات لهم، أخذا بتجربة أقرانهم من الشباب الذين استطاعوا الاندماج في سوق العمل، سواء عن طريق التوظيف لدى الشركات، أو بإنشاء مقاولات خاصة. وقد اعتبر وزير التعليم والتكوين المهنيين الهادي خالدي الذي اشرف على افتتاح هذا الصالون أنه يعبر عن رسالة قوية موجهة للشباب، تؤكد لهم بان الدولة لم ولن تتخلى أبدا عن دعم هذه الشريحة، من خلال إتاحتها لفرص التكوين في التخصصات التي تجد لها مقابلا في سوق العمل، والمساعدة التي يتلقوها من مختلف آليات التشغيل لإنشاء مؤسسات خاصة، ويصبحوا بدورهم مساهمين في خلق مناصب عمل لغيرهم. كما تمثل هذه التظاهرة جسرا للتواصل بين خريجي مراكز التكوين المهني، وأصحاب المقاولات من الشباب الحاملين لشهادات التكوين المهني، و الذين تمكنوا من تحويل أفكارهم إلى مشاريع، وقد أولى المسؤول الأول على القطاع من خلال زيارته لكل أجنحة العرض تقريبا، حيث استمع لانشغالات العارضين، وقدم تشجيعه للذين تمكنوا من تحقيق أحلامهم وطموحاتهم، واعتبرهم قدوة، وبأن لا مستحيل عندما تكون الإرادة قوية. من خلال تغطية «الشعب» لفعاليات هذا الصالون اقتربت من بعض المشاركين فيه، لرصد انطباعاتهم حول التظاهرة، وما تمثله هذه الأخيرة للمؤسسات والشباب المتخرج من المراكز التكوينية، وكانت لنا هذه التصريحات... وقد أكد مدير الموارد البشرية بمؤسسة «امنهيد» الخاصة جمال بشير، على أهمية تطوير وترقية المهن في جميع المجالات خاصة في مجال البناء، البيئة والري، التي تنشط فيها هذه الشركة، والتي تستقبل سنويا 50 شابا يتراوح أعمارهم ما بين 18 و24 سنة لتقدم لهم تكوينا تطبيقيا، لتدعيم التكوين النظري الذي يتلقوه في المراكز والمعاهد التكوينية. وبعد انقضاء مدة التكوين قال المتحدث تقوم المؤسسة بتوظيف عدد من الشباب الذين تتوفر لديهم المعايير المطلوبة، مشيرا إلى ان الشباب المتكون في «امنهيد» يتلقون أجرا يتجاوز 12 ألف دج في السداسي الأخير من التكوين. الشاب قدري رشدي: «التكوين هو المخرج للشباب ولا شيء مستحيل» ومن العارضين قدري رشدي صاحب ورشة تأثيث منزلي بتبسة، والذي يعد مثالا حيا عن الشباب الذي تمكن من تجاوز الصعاب، وإنشاء منصب عمل ذاتي، بوسائله الخاصة ويشغل حاليا 4 عاملات ويكون فتاتين في الخياطة والتأثيث. ومن خلال حديثنا معه وجه نداء للشباب وأراد ان ينشره عبر جريدة «الشعب» قائلا: «التكوين هو المخرج للشباب ولا شيء مستحيل»، رافضا فكرة الهروب و«الحرڤة» التي لا يجنون منها سوى الموت. وتجدر الإشارة إلى أن فعاليات الصالون تتواصل على مدى 4 أيام تتخللها تقديم مداخلات، تتناول عد مواضيع تتعلق بمرافقة الشباب على خلق المقاولة، كيفية تسيير المؤسسات المصغرة، وكيفية تحويل الأفكار إلى مشاريع.