يعرف قطاع الصحة بولاية مستغانم نقصا كبيرا، من حيث قلة الأطقم الطبية ومشكل التناوب وسوء استقبال المرضى، نقص سيارات الإسعاف، والتعطيل المتكرر لأجهزة السكانير وتصفية الدم وغيرها، إضافة إلى ضعف التغطية الصحية بالمناطق النائية، ممّا دفع المواطن الاستنجاد بالقطاع الخاص وتحمل المصاريف الباهظة. بالرغم من تسليم ثلاث مؤسسات استشفائية بكل من بلديات بوقيرات، عشعاشة وماسرى، تصل قدرات استيعاب كل منها إلى 60 سريرا، والتي تم تدشينها سنة 2016 وهي مجهزة بأحدث الوسائل الطبية، من شأنها تخفيف الضغط على مستشفى عاصمة الولاية شغيفارا، وضمان تغطية صحية للمواطنين الذين عانوا الأمرين غياب المرافق الصحية وصعوبة التنقل للولاية، لكنها تبقى هياكل بدون روح لعدم توفر الأطقم الطبية. وفي هذا الصدد، أكد الوالي عيسى بولحية على النقص الفادح في الموارد البشرية على مستوى القطاع الصحي، خلال لقاء جمعه عشية أمس بمدير الصحة وكل من المفتش ورؤساء المصالح والمكاتب بالمديرية لمناقشة وإعادة النظر في الخريطة الصحية، حيث صرح الوالي أنه سيقوم بتوجيه طلب لوزير الصحة بتوفير مناصب مالية مطلع سنة 2021 لهذه المرافق الصحية المهمة، إضافة إلى توفير سكنات وظيفية للأطباء الأخصائيين وخاصة الموظفين بمستشفى عين تادلس، والأطباء الذين سيتم توظيفهم بالمستشفيات الثلاث. تمّت خلال اللقاء مناقشة ملف الصحة الجوارية ونقص الأطباء بقاعات العلاج بحيث شدد الوالي على مدير الصحة بالإسراع في تدعيم التغطية الصحية بالمناطق الريفية خاصة بالدواوير وفتح قاعات العلاج، علما أن مستغانم تتوفر على 157 قاعة علاج و27 عيادة متعددة الخدمات، داعيا إلى ضرورة توفير المناوبة بالعيادات المتعددة الخدمات في بعض البلديات لتوفير عناء تنقل المرضى ليلا إلى عاصمة الولاية. أما بخصوص المشاريع قيد الإنجاز بقطاع الصحة وأهمها مشروع مستشفى 240 سرير الذي يعد نقطة سوداء بالولاية، الذي انطلقت الأشغال به منذ سنة 2007 وهومجهز بأحدث التجهيزات لم تفتح بعد، أكد الوالي على متابعته شخصيا إلى حين فتحه تدريجيا في القريب العاجل. وشدّد المسؤول الأول على ضرورة النهوض بالقطاع والتحلي بروح المسؤولية، وحسن استقبال المرضى بعد الشكاوى المقدمة من قبل المواطنين الذين ذاقوا ذرعا من سوء المعاملة والتسيير، كما أثنى على مجهودات الجيش الأبيض من أطباء وممرضين مجندين لمواجهة وباء كوفيد 19 وتضحياتهم طيلة الفترة الأخيرة.