أكّد مدير دار الثقافة لتيبازة، الدكتور أحمد عروة بالقليعة، على أنّ النشاط الثقافي على مستوى الدار لم يتوقف خلال فترة انتشار وباء كورونا على الإطلاق، وتواصلت النشاطات بأوجه مختلفة كانت أبرزها تلك التي ارتبطت بالفضاء الافتراضي خلال فترة الحجر الصحي، بحيث شهدت صفحة المؤسسة أعلى نسبة مشاركة لم تشهدها من ذي قبل. أشار بوجمعة بن عميروش في حديثه عن تعامل مؤسسته مع المستجدات التي أفرزها انتشار وباء كورونا، الى أنّه تمّ التحول مباشرة الى التعامل مع الجمهور العريض بالطريقة الافتراضية عن طريق وسائط التواصل الاجتماعي، ومن أبرزها موقع فايسبوك الذي يشهد رواجا مميّزا، وذلك عقب منع التجمعات والتظاهرات بمختلف أنواعها خلال شهر مارس الماضي، وتمّ التركيز حينها على محورين رئيسيين، يتعلق أولاهما بالبث المباشر لمقتطفات من التظاهرات الثقافية المقامة بدار الثقافة خلال مواعيد سابقة عبر صفحة المؤسسة بموقع فايسبوك تزامنا والفترة السنوية القارة لإقامة التظاهرة المعنية، في حين يعنى المحور الثاني بدعوة دكاترة ومختصين في المجال الى دار الثقافة لتسجيل مداخلات متخصصة وعرضها بصفحة المؤسسة تجنبا للقاء المباشر مع الجمهور الذي كسبته الدار على مدار عقد من الزمن. وللتأكيد على استمرارية نشاط دار الثقافة الدكتور احمد عروة، فقد أشار مديرها بوجمعة بن عميروش الى تسطير برنامج ترفيهي ثري خلال فترة تمديد الحجر الصحي بداية من الثالثة مساء، وهو البرنامج الذي نشطته فرق مسرحية محلية على مستوى عدّة عدّة أحياء آهلة بالسكان بكل من القليعة وفوكة وبوسماعيل وتيبازة، وذلك بالتنسيق مع السلطات المحلية المدنية والمصالح الأمنية، الأمر الذي اتاح لدار الثقافة كسب المزيد من الجمهور من مختلف فئات المجتمع. وقد سمحت هذه النشاطات بمعية تلك التي تمّ عرضها بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك بتضاعف عدد متتبعي النشاطات بنسبة فاقت 300 %..ومن ثمّ فقد تقرّر اعتماد تقنية البث المباشر لمختلف النشاطات التي تقام بالدار من الآن فصاعدا تمكينا للشرائح الواسعة من المجتمع من المتابعة من جهة، بحيث لا تسع قاعة العرض للجمهور احيانا واستجابة لرغبات المتتبعين من داخل وخارج ولاية تيبازة وحتى من خارج الوطن أحيانا، بحيث تلقت صفحة المؤسسة بفايسبوك تهاني وتشجيعات معنوية من جمعيات وأقطاب ثقافية من خارج الوطن، ما يترجم الصدى العميق الذي بلغه النشاط الثقافي بدار الثقافة خلال الفترة الأخيرة. وممّا ساعد في بروز هذا التناغم والتواصل المباشر بين المؤسسة والجمهور، مواظبة الدار على تقاليد ومواعيد ثقافية متميّزة وقارة على مدار السنة على غرار ايام الموسيقى الأندلسية وأيام اغنية الشعبي وأيام موسيقى العيساوة وأيام المسرح بأوجهها المتميّزة على مدار الفصول الأربعة للسنة، وكذا أيام الموسيقى الشبابية التي تستقطب كلّ سنة فرقا محلية متألقة، إضافة الى مواعيد ثقافية أخرى ومن ثمّ فقد زاد ارتباط الجمهور بالدار من خلال الاستمتاع والمشاركة والترفيه، وإذا كانت دار الثقافة قد تخلّفت هذه السنة عن الاحتفال باليوم الوطني للفنان على غير عادتها فقد أقدم القائمون عليها على تكريم الفنان حمزة فغولي بمقر سكناه ببلدية تيبازة بذات المناسبة، الأمر الذي اعتبرته هذا الأخيرة لفتة مميزة لا تنسى باعتبارها الأولى من نوعها منذ 35 سنة قضاها بالمنطقة، كما واصلت الدار اقامة التظاهرات الثقافية حضوريا منذ شهر سبتمبر الماضي حين تمّ الترخيص بذلك من طرف الجهات المعنية، وتمّ تنظيم المعرض المحلي للفنون التشكيلية وإحياء تظاهرات المولد النبوي الشريف ومظاهرات 11 ديسمبر 1960، إضافة الى افتتاح الموسم الجديد للنادي الأدبي. أما عن الفترة المقبلة، فقد أعرب مدير الدار بوجمعة بن عميروش عن أمله في رفع الوباء عن البلاد للتمكن من العودة السريعة للبرنامج السنوي القار للمؤسسة الثقافية، بحيث يرتقب بأن تفتتح النشاطات باحتفالية غرّة السنة الأمازيغية من خلال إقامة معرض للتقاليد والطبوع والأكلات الشعبية الأمازيغية، واستضافة فرق فنية من مختلف جهات الوطن المعنية بالانتشار الواسع للثقافة الأمازيغية.