تمكنت قوات الأمن، ليلة أول أمس من إبطال مفعول قنبلتين تقليديتين، زرعتا على الطريق الوطني رقم 12 الرابط بين تيزي وزو وبومرداس، حسبما لاحظناه بعين المكان. عايشت «الشعب» لحظات خوف وفزع، مستعملي الطريق الوطني رقم 12، والذين كانوا متوجهين إلى بومرداس والعاصمة، حيث كانت متواجدة بالمكان الذي أرادت الجماعات الإرهابية تحويله إلى مسرح لجريمة شنعاء عندما زرعت على طريق شندر بالناصرية، قنبلتين تقليديتين، في خطوة واضحة منها لإلحاق الأذى والضرر بمواطنين أبرياء. كانت الساعة تشير إلى الثامنة والنصف مساء عندما وصلنا إلى شندر، بالناصرية قادمين من ولاية تيزي وزو بإتجاه العاصمة، تفأجئنا رفقة جميع مستعملي الطريق بإزدحام شديد في حركة المرور، سرعان ما توقفت السيارات نهائيا عن السير، قيل لنا أن حادث مرور خطير قد وقع، وهو ما تسبب في غلق الطريق، وفي تلك الأثناء كنا نلاحظ نزول العديد من المسافرين من سياراتهم بغرض إستطلاع الوضع، ليتم إخبارنا من أحد المواطنين بأنه تم إكتشاف قنبلة على بعد أمتار قليلة من توقفنا..دفعنا فضولنا الصحفي إلى إستطلاع الوضع، لذا قمنا بالتقرب من الحاجز الأمني، لنستفسر الأمر، رفض عون الأمن الذي كان على أهبة الاستعداد الإفصاح لنا عما يجري بالضبط، أو حتى تأكيد أو نفي خبر وجود قنبلة، ولكن بمجرد سماعنا تحذيرات من أفراد الجيش الوطني، وقوات الأمن تطالبنا بالرجوع إلى الخلف، وتأمر أصحاب السيارات بفتح نوافذ عرباتهم حتى تأكدنا أنه بالفعل يوجد قنبلة بالمكان، وتحاول الفرق المختصة تفكيكها. لم نكن قد إبتعدنا عن المكان سوى ب100 متر حتى سمعنا دوي إنفجار عنيف، تنفسنا الصعداء، لانتهاء الأمور بخير، ولكن عدم فتح الطريق بعد تفكيك القنبلة، ضاعف من قلق المواطنين، خاصة العائلات التي كانت رفقة أبناءها، وبعد ربع ساعة من تفجير القنبلة الأولى، سمعنا دوي إنفجار الثانية، وعقارب الساعة كانت تشير إلى التاسعة وخمسة دقائق ليلا. ما لاحظناه بعين المكان، الحرص الشديد، من قبل أعوان الأمن، والفرق المختصة في تفكيك القنابل وحتى أفراد الجيش الشعبي الوطني، على تأمين المواطنين، كما أبانت تلك القوات على إحترافية عالية في تعاملها مع مثل هذا الوضع، وهو ما يعكس مستوى تطور التكوين في مختلف المؤسسات الأمنية والعسكرية. وإستنادا إلى مصادر مؤكدة، تلقت مصالح الأمن بلاغا من مواطنين، لاحظوا حركة غير عادية بالمنطقة، ليتنقلوا على إثرها إلى عين المكان. وأضافت ذات المصادر أنها ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها الجماعات الإرهابية مستعملي هذا الطريق سواء المدنيين، أو العسكريين، حيث زرعت في أكثر من مرة قنابل تقليدية، خلفت البعض منها خسائر في الأرواح والممتلكات، آخرها السنة الماضية، حيث إستهدف على بعد 600 متر من هذا المكان دورية لشرطة ذهب ضحيتها 4 أعوان. وتزامنت محاولة الإعتداء بالناصرية، مع الهجوم الإرهابي الجبان الذي إستهدف مقر القيادة الجهوية الرابعة للدرك الوطني بولاية ورقلة، وهي محاولات فاشلة من فلول الإرهاب، وردا يائسا منها، بعد أن تلقت ضربات موجعة أضعفت تنظيمها وقضت على الكثير من رؤسها.