تعتبر العطلة الصيفية حق مقدس ولا يمكن التنازل عنه مهما كانت الظروف عند الطبقة الشغيلة ولا سيما في الدول التي تولى اهتماما للعامل ويتطلب التخطيط لقضاء العطلة وقتا مسبقا ويحسب له الف حساب ضمن التسيير المالي للأسر على عكس الاسر الجزائرية التي يقضي معظم عمالها عطلهم داخل البيوت أو تبرمج اعمال صيفية كالطلاء واعادة ترميم البيوت أو الازفة أو الختان إلى غيرها من المناسبات وللوقوف على اماكن وظروف قضاء العائلات التيارتية عطلهم السنوية اتصلنا بالعديد من أرباب العائلات لمعرفة ثقافتهم بالعطلة وكيفية قضائها وكانت لنا جولة للعديد من البلديات فبعاصمة الولاية تيارت استفسرنا بعض الأشخاص ولا سيما الشباب فما عدا المسبح شبه الأولمبي الذي يفتح ابوابه كل صائفة للشباب والأطفال للسباحة والذي يشهد اكتظاظا كبيرا بسبب الطلب المتزايد لكونه لا يتسع للجميع حيث يستقبل المسبح عددا محددا من الأطفال زيادة على الحديقة العمومية بطريق وهران والتي لا تستقطب عددا كبيرا من الزوار لكون بعدها عن الوسط الحضري زيادة على المشاكل التي تتعرض لها الفتيات اثناء تواجدهن هناك فما عدا ذلك فان أغلب العائلات التيارتية أو التي تملك امكانيات مادية كبيرة تكون وجهتها شواطئ البحر ولا سيما شواطئ ولاية مستغانم لكونها الاقرب مسافة إلى تيارت غير ان الشباب ولا سيما البطال وهو الأغلبية فان معظمهم يقضون الصيف في المقاهي مساء والسمر ليلا حيث يبرمجون الليل للسمر حتى بزوغ الفجر والنهار يغصون في النوم وقال لنا سمير ذو 24 سنة انه لا يعرف من ساعات النهار سوى الثلث لكونه يستيقظ إلا بعد الزوال أما الأقل سنا من سمير فقد وجدنا الكثير منهم بوادي تنحدر مياهه من الشلال المائي المعروف بسحره على بعد 3 كيلومتر من تيارت غير ان هذا المكان ليس محروسا يشكل خطرا على الأطفال ولا سيما الذين يقصدون الشلال دون مرافقة، أما الأسر الفرندية فانها تقضي العطلة في زيارات الأقارب غير ان أطفالهم يقصدون السدود التي ابتلعت الكثير من الشبان في الأعوام الماضية ورغم ان فرندة بها مسبح شبه أولمبي غير ان كثرة الشباب بها حال دون استفادة الجميع من مزاياه بسبب غلاء تذكرته التي تصل إلى 100 دج وهي قيمة لا يستطع الجميع الحصول عليها واصبح مقصد الشباب هو المجمعين المائيين بحطاب أحمد وبالقرب من واد لتات الشهير وقد اقترحت بعض الجمعيات في المواسم الماضية الاستثمار في المجمعين لكون وفرة المياه بهما ووجودهما بالقرب من الغابة حيث تم اقتراح كراء المكان للخواص أو التكفل بهما من طرف البلديات أو وزارة السياحة وذلك بنصب خيم وتوفير الحراسة أما البقية فان شواطئ مستغانمووهران هي وجهة الشباب أما بلديات الجهة الجنوبية لولاية تيارت فان بعض اطفالها يتجهون إلى الحقول الزراعية لجمع ما يسمى بالعشور حيث يجنون قناطير معتبرة من الحبوب من عند الفلاحين ليعيدوا بيعها ثم يشترون بثمنها مستلزمات الدخول المدرسي أما بدوائر قصر الشلالة ومهدية وحمادية فان العائلات تقضي عطلها في الأعراس والختان والزيارات اما الشباب فان المقاهي هي الملاذ الوحيد لهم نهارا والشوارع والتسابق على لعبة الدومينو مما اصبح يزعج السكان داخل الأحياء ولا سيما العمال الذين يتجنبون السهر لكونهم ينهضون مبكرا وبهذه العينة القليلة لولاية بها 42 بلدية يبقى سكان ولاية تيارت خارج معيار قضاء العطلة السنوية مما خلق ضغطا داخل المقاهي وعلى ضفاف الوديان.