أكد نائب ممثل جبهة البوليساريو في السويد والنرويج حدي الكنتاوي، أمس، أن مهمة المبعوث الأممي الجديد الى الصحراء الغربية ستكون صعبة بالنظر لاتساع هوة الخلاف بين طرفي النزاع على الصحراء الغربية، لاسيما مع الوضع الجديد في المنطقة عقب عودة الكفاح المسلح منذ 13 نوفمبر الماضي. مع إعلان الطرف الصحراوي عن اقتراح الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس للدبلوماسي ستيفان دي ميستورا مبعوثا جديدا الى الصحراء الغربية، ترى البوليساريو ان الوضع الراهن يتطلب جهودا أكبر لتسوية النزاع وفق المخطط الأممي المتفق عليه في عهد المبعوث جيمس بيكر القاضي بتنظيم استفتاء تقرير المصير وهو ما أكده الدبلوماسي الصحراوي حدي الكنتاوي وما دون ذلك هو إضاعة للوقت لا غير. وفي هذا الشأن، اوضح الدبلوماسي في اتصال مع «الشعب» ان موقف البوليساريو بخصوص اقتراح اسم ستيفان دي ميستورا هو ما تمّ الإعلان عنه، لكن في اعتقادي ان المبعوث الاممي لم يعد قضية مهمة في حد ذاتها للطرف الصحراوي لكن الأهم من ذلك هو ما الذي سيقدمه في ظرف غير عادي تمر به القضية منذ عودة الحرب في 13 نوفمبر الماضي عقب خرق الاحتلال المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار بعد هجومه على مدنيين صحراويين في ثغرة الكركرات. وتساءل الدبلوماسي الصحراوي عن جدوى التسريع في تعيين مبعوث أممي بعد تأخر دام عامين إذا لم يكن دفع قطار التسوية في الصحراء الغربية. ومع استمرار الحرب تبدو المفاوضات بين طرفي النزاع في الصحراء الغربية أكثر تعقيدا من ذي قبل حسب نائب ممثل البوليساريو في السويد والنرويج، وأوعز ذلك إلى أن الوضع الراهن اليوم للقضية هو ليس نفسه قبل 13 نوفمبر، حيث أننا أمام معطيات جديدة تتطلب قرارات أكثر حزما وليس محاولة اعادة القضية الى مربعها الأول بوقف إطلاق النار الذي لم ولن يكون مقبولا من طرف البوليساريو لأن ذلك قرار يدعمه الشعب الصحراوي. واعتبر الدبلوماسي الصحراوي، أن الحل الصائب هو ضغط مجلس الأمن على دولة الاحتلال المغربي، منوّها الى اهمية مقترح الاتحاد الافريقي الأخير الذي اتخذ خلال القمة الأخيرة لمجلس السلم والأمن الافريقي بتحدثه عن احترام الحدود الموروثة غداة الاستعمار واحترام الدولة الصحراوية ولابد أن تكون المحادثات بين الدولتين الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية العضوين في الاتحاد الأفريقي. لكن ما يحاول الاحتلال ومن خلفه فرنسا هو اعادة القضية الى ما قبل 13 نوفمبر وهذا أصبح من المستحيلات حسب الدبلوماسي الصحراوي، لأن خارطة طريق جديدة وضعها الاتحاد الافريقي وهو شريك مهم للأمم المتحدة ويتعلق الأمر بالقرار رقم 690، وبالتالي نحن اليوم أمام عودة القضية إلى الواجهة عبر الكفاح المسلح الذي رأت البوليساريو انه الخيار الوحيد لكسر حالة الجمود الرهيبة واسهمامها في اضعاف معنويات الشعب الصحراوي طيلة اكثر من ثلاث عقود. ومع امكانية دعوة الأممالمتحدة طرفي النزاع الى وقف اطلاق النار شدّد الدبلوماسي حدي الكنتاوي بأن الصحراويين لا يلدغون من الجحر مرتين ولن يرتكبوا خطأ التوقيع على وقف اطلاق النار مرة اخرى قبل خيار تنظيم استفتاء تقرير المصير. قائلا، «انه ما دون هذا الخيار هو اطالة امد الصراع وتأجيل التنمية والاستقرار في المنطقة المغاربية التي ستدفع ثمنه غاليا».