تنوّعت الصورة والعنوان واحد، هكذا بدت شعارات المترشحين للانتخابات التشريعية المقرّرة في 12 جوان الدّاخل، سواء كانوا من التشكيلات السياسية أو من الأحرار، فالعنوان الأكبر الذي يجمعهم على اختلاف انتماءاتهم وأطيافهم وإيديولوجياتهم وفوارقهم العمرية هو «التّغيير»، وإحداث القطيعة مع ممارسات سابقة للمضي نحو تشكيل برلمان جديد، برلمان يتشكل من شباب جامعي، ولا يمتّ بصلة للعهدات السابقة التي عرفتها الغرفة السفلى له، برلمان التّغيير، على الأقلّ هكذا بدت عليه شعارات المترشحين المقبلين على خوض المغامرة الانتخابية. «التّغيير» يغزو قوائم الأحزاب والمستقلّين انتهت كل القوائم المستقلّة والحزبية المشاركة في تشريعيات جوان 2021، من إعداد قوائمها التّي تزيّنت بشعارات مختلفة، ونحن على بُعد مسافة سويعات قليلة عن انطلاق الحملة الانتخابية غدا الاثنين، القارئ لها يُجزم أنّها شعارات مرتبطة ولو ضمنيا بشعار السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، التي أعلنت عن عبارتين تمثلان تشريعيات جوان الداخل تحت عنوان «تريد التغيير..أبصم» المكتوب باللغتين العربية والأمازيغية، وشعار ثاني جاء على شكل «فجر التغيير»، حيث تدعو الناخبين للمشاركة القوية في الاستحقاقات من أجل المضي نحو التغيير في إطار بناء «الجزائر الجديدة». «المواطن شريك في صنع القرار»، «كلّنا من أجل الوطن»، «حتى يكون الشباب صانعا للقرار»، «أبناء الجزائر»، «من أجل التغيير الفعلي والمفيد»، «نحو تشبيب الأداء السياسي»، «نحو التغيير الآمن»...هي عيّنة من الشعارات الانتخابية التي رفعتها الأحزاب والأحرار، للانطلاق نحو سباق برلمان 2021 2026، شعارات ستُرفع في الحملات الانتخابية التي ينظمّها آلاف المقبلين على خوض غمار امتحان سياسي، عبر لافتات يجوب أصحابها بها الشوارع وتتزيّن مقرّات حملاتهم الانتخابية بها، كما ستعلّق على الجدران، على حاملات الإشهار وغيرها من الأماكن التي اعتدنا رؤيتها في كل مكان. شعارات مستوحاة من أسماء الأحزاب بدورها، اختارت التشكيلات السياسية شعارات تمثلها خلال الاستحقاقات البرلمانية القادمة، وكلّ حزب حسب توجهه ورؤيته، حيت لاحظ المراقبون أن بعض الشعارات مستوحاة من أسماء الأحزاب، ورفعت جبهة العدالة والتنمية شعار «السلطة للشعب»، بينما كان جيل جديد المعارض الشرس للنظام السابق والمقاطع لكل المواعيد الانتخابية خلال فترة حكمه على موعد مع شعار «فرصة للتغيير»، أمّا حركة الإصلاح الوطني فكتبت قوائمها وزيّنت يافطاتها بشعار «إصلاح الجزائر الجديدة..نبنيها جميعا ونحميها جميعا»، أما التحالف الوطني الجمهوري فرفع عبارة «التجديد الجمهوري»، بينما حملت قوائم مترشحي جبهة المستقبل شعار «انتخب المستقبل». حزب الكرامة عنون قوائمه تحت شعار «نحو التّغيير الآمن»، في حين اختار حزب جبهة التحرير الوطني الذي يعاني من نفور شعبي إزاء تلطّخ كوادره السابقين بقضايا فساد وتورّطهم مع النظام السابق، شعار التجديد خلال الانتخابات المقبلة تحت عنوان «نتجدّد ولا نتبدّد»، ويخوض التجمع الوطني الديمقراطي غمار التشريعيات بتبنيه شعار «من أجل التغيير الفعلي والمفيد»، أما حزب طلائع الحريات المشارك لأول مرة في استحقاقات برلمانية منذ نشأته فشعاره هو» في التّشريعيات نبني الحرّيات». وعود أكبر من حجم نائب حملت شعارات القوائم المستقلة في طيّاتها وعودا بالذهاب نحو التغيير وتحقيق عدالة اجتماعية، منها شعار «نحو العدالة الاجتماعية»، «نحن أبناء الامة جميعا»، «التّغيير»، «معا نستطيع تسليم المشعل»، «الجزائر لنا»، وهي عبارات تم تداولها لاستقطاب الناخبين، وتهدف حسب ما تشير إليه عبارات تضمنتها القوائم المنتشرة عبر الفضاء الأزرق الافتراضي إلى أن «خلق التنمية المجتمعية والاقتصادية، والسّهر على رفع انشغالات المواطنين من أجل الوصول لهدف العدالة الاجتماعية بالتحدي، بالكفاءة والنزاهة». ويلحظ المراقبون لغالبية شعارات المترشحين اتّجاهها الكبير صوب قضايا تخص تحقيق العدالة الإجتماعية، في حين ظهرت بعض الشعارات أكبر من وعود نائب برلماني، الامر الذي سخر منه مغرّدون، حيث شرع المترشحون بتوزيع وعود براقة من تحسين المستوى المعيشي للجزائري ومحاربة الفقر والبطالة وتوفير السكن، حسب ما وصلتنا من أصداء من داخل الولايات.