بعد قرابة العام والنصف من التوقف بسبب جائحة كورونا، استأنفت السباحة الوطنية منافساتها المحلية من بوابة البطولة الوطنية الصيفية المفتوحة، في ظلّ غياب كل من نادي المجمع البترولي «لأسباب مالية» والسباحين الدوليين المحترفين في الخارج بالمسبح الكبير (50 متر) للمركب الأولمبي «محمد بوضياف» (الجزائر العاصمة). وتعدّ هذه المنافسة محطة مؤهلة لبطولة العالم بالحوض الصغير (25 م)، المقرّرة في ديسمبر 2021 بأبوظبي (الإمارات العربية المتحدة) وبطولة العالم بالحوض الكبير (50 م) المبرمجة شهر مايو 2022 بمدينة فوكويوكا (اليابان). وأكد رئيس الاتحادية الجزائرية للسباحة، محمد حكيم بوغادو، في حديثه مع «وأج» أن هيئته عملت على توفير جميع الإمكانيات لعودة عجلة المنافسات الرسمية إلى الدوران، خاصة في ظلّ الحذر المطلوب لتفادي الإصابات بفيروس كورونا. «بعد فترة سبات طويلة سببتها الجائحة، كنا ملزمين بالعودة إلى المنافسة والانطلاق مجددا لتقييم رياضيينا. المنافسة مسجلة ضمن رزنامة الاتحاد الدولي للسباحة كمحطة مؤهلة لبطولتي العالم. قمنا بوضع الإمكانيات اللازمة لتطبيق البروتوكول الصحي لمجابهة تفشي فيروس كورونا وتحقيق النتائج المرجوة من السباحين في ظل موسم استثنائي»، صرح بوغادو. واقتصرت مشاركة السباحين الدوليين على بعض العناصر المحلية، على غرار أنيس جاب الله (اتحاد الجزائر)، الذي توّج بذهبية نهائي 1500 متر سباحة حرة (17 د 05 ثا 15 ج)، والذي قال عنها: سيرت سباقي بهدوء من أجل تفادي الإرهاق تسحبا لبقية البطولة. أحاول استرجاع معالمي وأجواء البطولات، حيث قضيت فترة 6 أشهر بعيدا عن المنافسات الرسمية». وأضاف السباح المختص في المسافات الطويلة: «تذبذب الرحلات الجوية بسبب جائحة كورونا حرمني من خوص الملتقيات المؤهلة لأولمبياد طوكيو في أوروبا. وبالتالي سأسعى إلى انتزاع بطاقة التأهل إلى بطولتي العالم بالإماراتواليابان خلال هذه البطولة الوطنية». من جانبها، سيطرت زميلته، خنساء بلقاسمي على نهائي 200 متر على الصدر بواقع (2 د 41 ثا 64 ج)، وبفارق كبير عن ملاحقاتها، رانيا وراس (2 د 46 ثا 15 ج) واسمهان العربي يوسف (2 د 46 ثا 78 ج)، على التوالي. ومن الناحية الفنية أثّر غياب سباحي المنتخب الوطني الأول الناشطين في البطولات الخارجية، وكذا عناصر نادي المجمع البترولي، الذي يشكلون أيضا نواة مختلف المنتخبات الوطنية على المستوى الفني العام للبطولة الصيفية، حسب مدير المنتخبات الوطنية بالاتحادية، لمين بن عبد الرحمان. وفي هذا الصدد أوضح بن عبد الرحمان: «لا ننتظر مردودا قويا خلال هذه البطولة التي تعرف مشاركة 219 سباح بعد إقصاء بعض العناصر المصابة بفيروس كورونا وخاصة غياب عناصر المجمع البترولي الذين يشكلون 90 بالمائة من الفرق الوطنية اضافة لعدم تواجد سباحي المنتخب الذين يحضرون في الخارج». وأضاف التقني: «هذه البطولة جاءت في ظروف خاصة للغاية، فالتحضيرات لم تكن جيدة بسبب اضطراب التدريبات للجميع فمثلا فئة الأصاغر استأنفت التدريبات منذ 15 يوما فقط. كما يجب التنويه أنها المرة الأولى التي نبدأ فيها الموسم الرياضي بمنافسة داخل الحوض الكبير». وشهد اليوم الافتتاحي لبطولة الجزائر الصيفية، التفاتة من الهيئة الفيدرالية إلى عائلة سباحة المنتخب الوطني ونادي اتحاد الجزائر، منال حبوب (17 سنة)، التي وافتها المنية في 20 يونيو الفارط إثر تعرضها لوعكة صحية بمسبح 5 جويلية الأولمبي. و ووقف الجميع دقيقة صمت وترحم على روح الفقيدة، التي كانت ستجتاز امتحانات شهادة البكالوريا، وذلك بحضور والديها وجميع زملائها في أندية السباحة.