وضعت حيز الخدمة منضدة الذهب بمنطقة إن أفلهله بولاية جانت، في إطار نشاط الاستغلال المنجمي الحرفي للذهب بأقصى جنوب الوطن، وذلك خلال مراسم أشرف عليها، أمس الجمعة، رئيس مشروع الاستغلال المنجمي الحرفي للذهب بوزارة الطاقة والمناجم، سمير بوزار السعيدي. أكد بوزار، الذي كان مرفوقا في هذه الزيارة بالرئيس المدير العام لشركة استغلال مناجم الذهب (إينور)، طراد خوجة خميسي، وممثل الوكالة الوطنية للنشاطات المنجمية، "أن هذه العملية تأتي في إطار التدابير الفعلية والميدانية التي أقرتها الحكومة لإعادة بعث مشروع الاستغلال المنجمي الحرفي للذهب". ويأتي إعادة بعث هذا المشروع بآليات ناجعة تكفل مرافقة سلسة وجادة للمؤسسات المصغرة الناشطة في هذا المجال الحرفي، بما يضمن الاستغلال الأمثل للقدرات المنجمية التي تحوزها هذه المنطقة وبموارد وطاقات بشرية محلية تسهم في تطوير وتنمية الاقتصاد الوطني تجسيدا لاستراتيجية الحكومة في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة والمستقبلية. وأبرز المسؤول في السياق ذاته، أهمية هذه المنضدة في إعطاء قيمة مضافة للحركة الاقتصادية والتنموية لهذه المنطقة الحدودية، والتي ستشرع –المنضدة- بدءا من اليوم في استقبال شحنات خامات الذهب المستخرجة من قبل مؤسسات التنقيب الحرفية المرخص لها. ودعا في هذا الصدد، إلى ضرورة تأطير حرفيي هذا النشاط المنجمي بشكل منظم وتأهيلهم بالخبرة والتكوين اللازم، مع الحرص على التقيد بشروط ممارسة التنقيب الحرفي وفق ما ينص عليه دفتر الشروط. من جهته، كشف الرئيس المدير العام لإينور، أن الشركة وقعت عقدا تجاريا مع 26 مؤسسة مصغرة نشطة في التنقيب الحرفي المنجمي بولاية جانت لشراء خامات الذهب المستخرجة في إطار هذا النشاط الحرفي. ولدى معاينته مدى جاهزية هذه المنشأة الجديدة، تلقى الوفد تفاصيل وشروحات وافية حول أداء المنضدة والمراحل الوظيفية التي تؤديها انطلاقا من مرحلة استلام الشحنة ووزنها ثم تحويلها إلى آلة الكسر والطحن لتفتيت الحجارة إلى أجزاء صغيرة متجانسة لا يتعدى حجمها 10 ملم ومن ثم أخذ عينة وإخضاعها للتحليل المخبري لتثمين قيمة الذهب الخام المركز الذي تحتويه الشحنة بشكل دقيق. وتتوفر منضدة إن أفلهله، التي تتربع على مساحة إجمالية قوامها 15625 متر مربع وساهمت في استحداث 40 منصب عمل مباشر لأبناء المنطقة، على مختلف الوسائل والآلات اللازمة التي يتطلبها نشاط هذه المنشأة، بالإضافة إلى توفرها على جناح للإدارة ومخبر للتحليل والاختبار الكيميائي، فضلا عن قاعدة حياة بها مطبخ و14 غرفة لإيواء عمال المؤسسة. وكان الوفد قبل ذلك، استهل زيارته بعقد لقاء مع بعض شباب المنطقة وأصحاب مؤسسات مصغرة نشطة في التنقيب الحرفي المنجمي بمقر ولاية جانت للاستماع لمختلف الانشغالات المطروحة فيما يتعلق بهذا النشاط الحرفي وإعطاء توضيحات وافية حول هذا المجال.