جدّد الرئيس الصحراوي، الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، استعداد الطرف الصحراوي للحوار من أجل التوصل لحل لقضية الصحراء الغربية. نقلت مواقع صحراوية عن الرئيس الصحراوي في مؤتمر صحفي عقده، أمس الأول، بحضور الصحافة الصحراوية والدولية، "إننا نتطلع للسلام العادل والدائم، ولكن في نفس الوقت مستعدون للتضحية بكل غال ونفيس من أجل فرض احترام إرادة شعبنا، وتمكينه من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال". ودعا غالي إلى "التخلي عن الأساليب القديمة في التعاطي مع القضية الصحراوية، والقرارات الدولية ذات الصلة". وأوضح، أنه "تماشيا مع الوضعية الجديدة، لا بد من أن يتحمل مجلس الأمن الدولي مسؤوليته الكاملة، لأن المشكل سببه تقاعس مجلس الأمن الدولي والأمانة العامة للأمم المتحدة عن تحمل مسؤولياتهما، وهو ما تسبب في الوضع الحالي، ولا بد أن يأخذ مجلس الأمن الدولي الريادة في هذا الصدد، ويحدد أسباب العرقلة والطرف المعرقل، والضمان الفعلي للحل العادل". الحرب لم تكن خيارا وقال غالي، إنّ الحرب "ليست خيارا بالنسبة للشعب الصحراوي الذي لم يعتدي أبدا على جار، ولكن فرضت عليه، وهو يخوضها في إطار حق الدفاع عن النفس، وفي إطار القانون الدولي"، مضيفا "إننا حركة تحرير ودولة تدافع عن حق شعبها في الوجود والحرية والاستقلال وسنواصل خوض الحرب حتى تزول الأسباب التي أدت إلى قيامها، وليس هناك تناقض بين التفاوض ومواصلة الكفاح المسلح". وربط الرئيس الصحراوي نهاية الحرب بزوال الاحتلال المغربي، وبتعاطي المجتمع الدولي معها وذكر أن، وقف إطلاق النار الموقع عليه بين الطرفين، "يأتي ضمن خطة أممية-أفريقية متكاملة صادق عليها مجلس الأمن، لكنه " تم اختزال المسار في وقف إطلاق النار فقط، وتحولت بعثة (المينورسو) من بعثة لتنظيم الاستفتاء، إلى مجرد مراقبين لوقف إطلاق النار". و« في النهاية تحول وقف طلاق النار إلى أداة بيد الاحتلال المغربي لتكريس الأمر الواقع وفرضه، وبدلا من أن يكون عاملا في تسهيل تنظيم الاستفتاء، أصبح عاملا في تأجيل الحل العادل"، يضيف الرئيس غالي. وأعتبر أن انهيار وقف إطلاق النار، يوم 13 نوفمبر 2020، "كان نتيجة منطقية لغطرسة الاحتلال وتقاعس مجلس الأمن الدولي". وتابع في السياق، "لقد حذرنا من ذلك مرارا وتكرارا خاصة، منذ أوت 2016، مع خرق المغرب الأول لمعبر (الكركرات)، ولكن لا أحد أخذ الموضوع بالجدية التي يستحق، بل بالعكس تم الإمعان في تحييد المسار عن سكته، وبالتالي إعطاء إشارات سيئة للمغرب شجعته على المضي قدما في تحدي الجميع، وهو ما أدى إلى نسف وقف إطلاق النار جهارا نهارا، يوم 13 نوفمبر الماضي". جدول زمني لمهمة دي ميستورا هذا وطالب الرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي، مجلس الأمن الدولي بتحديد جدول زمني لمهمة المبعوث الأممي الجديد للصحراء الغربية ستيفان دي ميستورا، وتقديم ضمانات من أجل تنظيم استفتاء تقرير المصير. وأوضح غالي خلال مؤتمر صحفي، عقده بحضور الصحافة الصحراوية والاسبانية بمناسبة "الذكرى ال46 للوحدة الوطنية"، أن، تعيين مبعوث شخصي للصحراء الغربية "ليس غاية في حد ذاته". وشدد على أنه "يجب التأكيد من جديد أن تعيين المبعوث الشخصي للأمين العام ستيفان دي ميستورا، والذي أخذنا علما به، لا يجب أن يكون هدفا في حد ذاته، بل إن الهدف كان وسيبقى هو استكمال تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في أفريقيا، وإنجاز الأممالمتحدة لمأموريتها، وفقا للاتفاق الوحيد الموقع بين الطرفين، والقاضي بتطبيق مخطط التسوية الأممي الإفريقي، وتنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي". ويعد هذا أول لقاء لإبراهيم غالي مع الصحافة الأجنبية منذ تعافيه من إصابته بكوفيد-19 في أفريل وعلاجه في اسبانيا ثم في الجزائر. وعيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في السادس من أكتوبر، الإيطالي السويدي ستيفان دي ميستورا (74 عاماً) مبعوثاً خاصاً للصحراء الغربية، بعد رفض 12 مرشحاً منذ شغور المنصب في ماي 2019. وخلف المبعوث الجديد، الرئيس الألماني الأسبق هورست كوهلر الذي استقال في ماي 2019 بعدما أحيا محادثات بين المغرب وجبهة بوليساريو، لكنها لم تفضِ إلى أي نتيجة ملموسة.