سمحت الجولة السياحية التي يقوم بها الوفد السياحي الروسي، الخميس، إلى عاصمة الطاسيلي ناجر ولاية جانت باستكشاف القدرات السياحية وزخم الموروث الثقافي الذي تشتهر به هذه المنطقة من أقصى جنوب شرق البلاد. استهل الوفد الذي يضم متعاملين في قطاع السياحة من ممثلي الوكالات السياحية ووسائل إعلام متخصصة، جولته السياحية الإستكشافية للولاية بزيارة عرق «تيهوادين» والتخييم فيه والذي يعد أحد أبرز الوجهات السياحية المفضلة لما يحتوي عليه من نقوش صخرية ومعالم جنائزية وأدوات صخرية منتشرة بهذا الموقع الأثري والتي تروي جانبا من حياة الإنسان البدائي بالمنطقة. كما اطلع على أبرز المقومات السياحية والبيئية التي تزخر بها أقاليم الحظيرة الثقافية الطاسيلي ناجر على غرار القرى السياحية ب «أفرا» و»تاست» ذات الجبال الصخرية الشاهقة، مرورا بمواقع الجذب السياحي ب «ديدر» و «تيكوباوين» (70 كلم شرق جانت) والتي تشكل متحفا مفتوحا على الهواء الطلق يجمع بين تشكيلات جيولوجية وكهوف صخرية وبركانية ونقوش ورسومات تعود إلى ما قبل التاريخ. وأبدى الوفد السياحي الروسي إعجابه بحجم القدرات السياحية والثراء الثقافي والتنوع البيولوجي الممتد عبر إقليم حظيرة الطاسيلي، المصنفة سنة 1982 ضمن التراث العالمي للمنظمة الأممية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، مما جعلهم يوثقون مجريات الرحلة الإستكشافية ومساراتها في أفق اعتمادها في إطار التبادلات السياحية وترقية الإستثمار بين البلدين. كما أبدى أيضا إعجابه الكبير بالصناعة التقليدية والحرف التي يمتهنها ساكنة المنطقة سيما المرأة الحرفية التارقية، وذلك خلال إطلاعه على جانب من منتوجات الصناعة الحرفية الجلدية والحلي والصناعات السعفية والنسيج بمعرض دار الصناعة التقليدية بحي زلواز. وفي هذا السياق، أكد مدير السياحة والصناعة التقليدية بولاية جانت ألمين حمادي ل»وأج» الذي رافق الوفد السياحي الروسي أن هذه الجولة السياحية الإستكشافية التي تزامنت مع انطلاق موسم السياحة الصحراوية تشكل «سانحة للترويج للسياحة الجزائرية في الخارج والتعريف بمقوماتها وإبراز البعد الثقافي والحضاري الذي تزخر به، مما يؤهلها أن تكون مقصدا لهواة السياحة المغامراتية».