أكّد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد، أنّ الجزائر تبذل جهودا كبيرة من أجل التقليص من وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة والأطفال دون سن الخامسة، مشيرا إلى أنّ الحفاظ على صحة الأم والطفل تعد من بين أهم الأولويات والأهداف المسطرة من قبل الحكومة. قال وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات خلال مداخلته في أشغال اليوم الإعلامي حول "التنمية المستدامة والطفل"، بالمركز الدولي المؤتمرات عبد اللطيف رحال، إنّ التقدم المسجّل فيما يخص العناية بصحة الأطفال لا ينفي وجود بعض النقائص، مضيفا أنه سيتم معالجتها والتكفل بها لضمان انخفاض معدل الوفيات لدى الأمهات وحديثي الولادة. وأبرز بن بوزيد أهمية البرامج الصحية التي تهدف مباشرة إلى تحسين صحة الطفل من أجل دعمه خلال مراحل حياته المختلفة، مؤكّدا أن التغطية الصحية الشاملة تعتبر الهدف الجوهري الذي ينبغي أن يسمح لجميع المواطنين بالاستفادة من رعاية صحية مناسبة وذات جودة، بغض النظر عن الفوارق الجغرافية. وكشف عن نتائج المسح الخاص بصحة الأطفال، والتي أظهرت تقدّما ملحوظا فيما يتعلق بانخفاض معدل وفيات الأطفال وتراجع سوء التغذية لدى الأطفال، خاصة نقص الوزن، وتحسين المتابعة ما قبل الولادة والتكفل بالولادة ومتابعة ما بعد الولادة، موضّحا أنّ المسح العنقودي متعدّد المؤشرات يعد النسخة السادسة عالميا والخامسة من نوعها في الجزائر. وأفاد في ذات السياق، أنّ المسح العنقودي يعكس الجهود التي تبذلها الجزائر للحصول على بيانات مؤكّدة وموثوقة، قابلة للمقارنة على المستوى الدولي، كما يبرز بشكل خاص، رغبتها في تحسين صحة ورفاهية مواطنيها من خلال توفير بيانات متوافقة لأغراض التخطيط والمتابعة والتقييم على جميع المستويات، مضيفا أنّه يركّز بشكل خاص على النساء في سن الإنجاب من 15 إلى 49 سنة، وكذا الأطفال دون سن 18، مع اهتمام أكبر بفئة الأقل من خمس سنوات، لاسيما فيما يخص الصحة. وحسب وزير الصحة، فإنّ النتائج المتوصل إليها تسمح بالمتابعة لتحقيق الهدف الثالث من التنمية المستدامة، والمتمثل في ضمان حياة صحية وتعزيز الرفاهية للجميع في جميع مراحل حياتهم، وكذا بلوغ الأهداف المسطرة، التي تندرج ضمن الإستراتيجيات الأولوية خاصة من أجل التقليص من وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة والأطفال دون سن الخامسة. ودعا وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات إلى العمل معا، وتضافر الجهود من أجل الحفاظ على مرونة المنظومة الصحية التي أثبتت، على حد قوله، جدارتها خلال جائحة "كوفيد-19"، وأن يبقى المريض في قلب هذه المنظومة الصحية.