تعرف عجلة التنمية المحلية بدائرة واسيف الواقعة جنوب ولاية تيزي وزو، تأخّرا فادحا عبر بلدياتها الثلاث، حيث استفادت من حوالي 60 مشروعا ذو منفعة عامة بقيمة 200 مليون دينار، إلا أنها بقيت في أدراج المسؤولين لعديد السنوات دون أن تتجسد على أرض الواقع ما تسبّب في تراجع الوضع المعيشي بالمنطقة. المشاكل التي تتخبّط فيها دائرة واسيف والتي أثرت سلبا على حياة السكان، استدعت خرجة ميدانية أشرف عليها والي الولاية جيلالي دومي، من أجل الوقوف على هذه العراقيل التي جمّدت عدة مشاريع تنموية كان من شأنها أن تغير من يوميات السكان هناك، وأن تسرّع من عجلة التنمية فيها. والي تيزي وزو وخلال زيارته الميدانية الى بلديات واسيف الثلاثة ايت تودرت، واسيف وايت بومهدي، طالب رؤساء البلديات المذكورة بضرورة الإسراع في الإفراج عن هذه المشاريع أو تحويل أموالها لمشاريع تنموية أخرى تخدم المنفعة العامة. وقد أعطى رؤساء البلديات صلاحية استغلال الميزانيات الخاصة بالمشاريع المجمّدة والمستحيلة التجسيد، لصالح مشاريع تنموية أخرى تخدم السكان، بدل الإبقاء عليها عالقة في مشاريع متوقفة منذ سنوات، خاصة إذا ما تعلقت المسألة بانعدام الأوعية العقارية أو بمشكلة انزلاق وانجراف الترابة التي تشهدها المنطقة، ورهنت إنجاز واستكمال عديد المشاريع خاصة السكنية منها. وخلال الزيارة المذكورة تمّ الكشف عن عدة مشاريع تنموية لصالح البلديات المعنية، والمتمثلة أساسا في إنجاز مدرسة ابتدائية وقاعة علاج في بلدية ايت تودرت، قصد تحسين الخدمات الصحية في المنطقة ورفع الضغط على المؤسسات التعليمية فيها، الى جانب تهيئة وتوسيع المدرسة الابتدائية «الشهيد عمروش أعراب»، التي ستدعّم بثلاثة قاعات إضافية وأشغال تهيئة وترميم. كما ستشهد بلدية واسيف ترميما لقاعة تغيير الملابس في الملعب البلدي، الى جانب العمل على مواجهة الانزلاق الأرضي الذي يهدّد حي 187 مسكن بوسط البلدية منذ سنوات، وإنجاز محطة تصفية للمياه المستعملة. كما وعد الوالي بالعمل على رفع التجميد على مشروع المستشفى الموجه لدائرة واسيف، أما قرية تمغراس التي تعد من بين اكبر قرى دائرة واسيف من حيث المساحة والتعداد السكاني، فقد استفادت بدورها من مشروع لتجديد شبكة المياه الصالحة للشرب، لتواجد القديمة في حالة اهتراء كبيرة، حيث تسرّب أكثر من 60 بالمائة من المياه الموزعة عبرها وستتكفل مؤسسة عمومية بانجاز المشروع، حيث أطلقت المناقصة الخاصة به، كما تدعّمت بمشروع آخر خاص بتهيئة وتزفيت الطرقات والمسالك الفرعية والرئيسية. أما فيما يتعلق بالميزانية المالية المقدرة ب 200 مليون دينار، الخاصة بالمشاريع العالقة والمجمدة في بلديات واسيف، فقد شدّد الوالي على ضرورة استغلالها في القريب العاجل، من خلال الاستفادة منها في انجاز مشاريع تنموية مغايرة لخدمة الصالح العام، أو تحويلها الى بلديات أخرى لا تواجه معارضة أو عراقيل تبقيها حبيسة الأدراج. وخصّ بالذكر المشاريع السكنية بمختلف صيغها، مشيرا إلى ضرورة إشراك المجتمع المدني، الجمعيات ولجان القرى والأحياء في العملية التنموية ودفع عجلتها للأمام تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية.