رحبت قوى سودانية أخرى ومجلس السيادة، مبادرة الحوار التي أطلقتها الأممالمتحدة. وبينما رفض المبادرة تجمع المهنيين السودانيين والحزب الشيوعي، واستنفرت السلطات في العاصمة الخرطوم قواتها تحسبا لمظاهرات جديدة تطالب بمدنية الدولة. طالب تجمع المهنيين، في بيان، أمس الأحد، الوصول إلى سلطة مدنية خالصة، بحسب البيان. وانتقد تجمع المهنيين، تحركات فولكر بيرتس رئيس بعثة الأممالمتحدة للمساعدة في الانتقال بالسودان، ووصف التجمع هذه التحركات بأنها مثيرة للجدل ومغايرة للمهام الموكلة للبعثة التي يقودها». وكان رئيس البعثة الأممية أعلن، في بيان، عن إطلاق منظمته عملية سياسية جديدة بهدف «استعادة مسار التحول الذي يحقق تطلعات الشعب السوداني»، موضحا أن الأممالمتحدة ستدعو للمشاركة في مبادرة الحوار كل أصحاب المصلحة الرئيسيين من المدنيين والعسكريين، بما في ذلك الحركات المسلحة والأحزاب السياسية، والمجتمع المدني والمجموعات النسائية ولجان المقاومة. في بيان لاحق، دعت الأممالمتحدة إلى مؤتمر صحفي يعقد، اليوم الأثنين، بحضور بيرتس لإعلان الانطلاق الرسمي لمشاورات مبادرة الحوار. من ناحية أخرى، رحب تجمع قوى تحرير السودان، الذي يتزعمه الطاهر حجر، عضو مجلس السيادة، بمبادرة الأممالمتحدة بإطلاق حوار سوداني، وقال التجمع إن المبادرة أتت في «توقيت عصيب يحتاج إلى اختراق حقيقي يساعد السودانيين على استعادة المسار الديمقراطي». كما أيّد الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل المبادرة الأممية، وطالب القوى السياسية السودانية بالاستفادة من فرصة الحوار. ورحب عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير إبراهيم الشيخ بجهود البعثة الأممية، وقال إن هذه الخطوة مطلوبة بوجه عاجل، مضيفا أنه «يمكن للوساطة الأممية أن تضع القطار في مساره الصحيح، قبل أن يتفاقم الظرف العصيب وتفرض عقوبات على السودان». وقال الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر، إنه يرحب بأي دعوة للحوار، داعيا مختلف المكونات للإسهام بفاعلية لتجاوز الأزمات. على الصعيد الدولي، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الرباعية التي تضم السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة، رحبت بمبادرة الأممالمتحدة وحثت الوزارة جميع الفاعلين على اغتنام الفرصة لاستعادة انتقال البلاد إلى ديمقراطية مدنية بما يتماشى مع الإعلان الدستوري. موقف الترحيب صدر أيضا من جامعة الدول العربية، إذ عبّرت الجامعة عن «استعدادها للتعاون الكامل مع الأممالمتحدة بغية المساعدة في التوصل إلى توافقات». وقالت الخارجية المصرية، إن «تفعيل حوار بين الأطراف السودانية من شأنه حل وتجاوز الأزمة الحالية، والحيلولة دون الانزلاق إلى دائرة الفوضى». من ناحية أخرى، أغلقت السلطات السودانية، أمس الأحد، طرقا وجسورا في العاصمة الخرطوم قبيل ساعات من انطلاق مظاهرات للمطالبة بحكم مدني كامل في السودان.