صدر للشاعر عبد الرحمان عزوق مجموعة شعرية عنونها ب«انياذة نوميديا" وعبر 168صفحة من الحجم المتوسّط، جاءت القصائد دون عناوين مفتاحية توغل القارئ إلى مضامين النصوص، لأن صاحبها اختار الأرقام كحدّ بين قصيدة وأخرى، وصدر الديوان الشعري عن دار أمل للطباعة والنشر والتوزيع. اختار الشاعر عبد الرحمان عزوق الغوص في القصيدة التاريخية معرجا على نوميديا التي أراد أن يكللها بإلياذة تشبه إلياذة هوميروس، أو إلياذة شاعر الثورة مفدي زكريا، حيث توجّه في إهداءه هذه القصائد إلى النوميديين الأحرار في كل مكان بقوله: كلما أبصرت شهما... بطلا، قلت نميدي... فإذا كان سواه.. قلت خانتني عيوني من جديد. أوضح الشاعر عزوق في مقدمة المجموعة بأن نوميديا تصدت لموجات الغزو الأجنبي على مدى التاريخ، فقاومت الغزو الروماني والبيزنطي بمختلف أشكال هذا الغزو الأجنبي ومظاهره، رافضة بشدة كل محاولات السيطرة والهيمنة والسيطرة والاعتداءات الأثيمة وهو ما أشار له في قوله: وأنا اخترت مساري... اقبل القوم احوازا لصوتك كل آن، آه سيفاكس لولا، عزة الأمة تسمو، فوق وقتي المستعار لم يصبها هزل فيما مضى أمة تختال في عزتها ماليسفاكس في المجد بهذا القطر ثان أشار عزوق في مقدمة مجموعته إلى أن النوميديين الأحرار لم ينخدعوا بمختلف الثياب الفضفاضة التي حاول الغزاة أن يغلفوا بها سيطرتهم وغزوهم، بل خبرت الأمة النوميدية أساليب هيمنة الاجنبي عليها ووسائله، كونها من أكثر الأمم التي تعرضت لأطماع الاجنبي والتي شكلت مثار فخر واعتزاز أجيال وأجيال، والتي لن تستكمل كتابة تاريخها بغير استلهام المعاني والدروس التي أفرزتها تلك المعارك الضاربة والحروب الطويلة. حاول عزوق في المقطع رقم 6 الصفحة 17 مغازلة الرجل النوميدي واستفزازه بقوله : يا نميدي أيها الساكن ما بين سؤالي وجوابي لم تمت فينا قضايا تتعدى كل جيل في الشمال لم يمت فيه هوانا عمه مجد بلادي والنميدي لم يزل سر الجواب والجلا أن داعبته نسمات من شمال. فضل الشاعر البقاء بين متون حضارة نوميديا وما لحقها من نكسات، حيث أكد أن أبناء نوميديا لم يحاربوا تحت أية راية للغزاة، مهما كانت ألوانهم وأوطانهم وطبيعتهم والستار الذي يتخفون وراءه. وأشار عزوق أن خريطة دولة نوميديا قريبة جدا من خريطة الجزائر حاليا، حيث كتب كلمة نوميديا بعدة كتابات مختلفة للضرورة الشعرية من جهة، وباعتبارها كلمة أجنبية لا تخضع لقواعد اللغة العربية، من جهة أخرى بما فيها كل الكلمات الأجنبية الواردة في هذه القصيدة. للتذكير الشاعر عزوق من مواليد بجاية يكتب إلى جانب الشعر القصة والرواية بالفصحى والعامية، أشرف على ثلاثين كتابا شبه مدرسي، له تسعة دواوين شعرية ومجموعة قصصية مطبوعة، اشتغل بالتعليم وآخر منصب تقلّده مفتش التربية والتكوين، وحاليا هو رئيس فرع اتحاد الكتاب الجزائريين بتيبازة وعضوا بالجاحظية.