قال رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون إنه يسعى لجمع مئات المليارات من الدولارات لزيادة احتياطيات صندوق النقد الدولي من أجل توفير إنقاذ مالي للدول المتضررة من الأزمة المالية العالمية بينما يواصل جولة خليجية. وأكد براون في العاصمة السعودية الرياض أمس الأحد حيث التقى ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز، رغبة بلاده في جذب استثمارات من صناديق الثروة السيادية في دول المنطقة بدل طلب مساعدات من المنطقة للحكومة البريطانية. وشكل تلقي بنك باركليز ثاني أكبر بنك في بريطانيا- مبلغا يصل 8,11 مليار دولار من ثلاث مجموعات استثمارية من منطقة الشرق الأوسط مصدرها قطر وأبو ظبي قضية مثيرة للجدل في بريطانيا. وبراون -الذي قاد جهود دعم صندوق تابع لصندوق النقد الدولي تبلغ احتياطياته 250 مليار دولار هدفه منع انتشار الأزمة الاقتصادية العالمية- لم يحدد المبلغ الإضافي الذي يحتاجه الصندوق من الدول الغنية بموارد النفط في الشرق الوسط. ولكنه أوضح أن الدول المصدرة للنفط التي حققت عائدات تجاوزت تريليون دولار من ارتفاع أسعار النفط في السنوات الأخيرة، في موقف يمكنها المساهمة في دعم الصندوق. وكان براون قد انتقد بشدة قرار منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) خفض إنتاجها اعتبارا من بداية هذا الشهر بواقع 5,1 مليون برميل يوميا لدعم أسعار النفط، وقد رأت المنظمة الخفض ضروريا لتشجيع المزيد من الاستثمارات. وأكد أن بلاده كانت دائما اقتصادا مفتوحا واستفادت من انفتاحها على التجارة والاستثمارات مما أدى إلى توفير وحماية فرص عمل كثيرة، مرحبا بأي استثمارات من الصناديق السيادية في بلاده، وزير الأعمال البريطاني بيتر ماندلسون يدعو أوروبا إلى الترحيب بصناديق الثروة السيادية البالغة حجمها نحو ثلاثة تريليونات دولار. قبل قمة واشنطن وتأتي جولة رئيس الوزراء البريطاني حيث يزور السعودية وقطر والإمارات قبل عقد قمة لزعماء دول العالم في واشنطن منتصف الشهر الجاري، وسيكون دعم موارد صندوق النقد لتفادي انتشار الأزمة المالية العالمية ضمن جدول أعماله. ووافق صندوق النقد على منح قروض لآيسلندا والمجر وأوكرانيا بقيمة إجمالية تبلغ 30 مليار دولار، في وقت قالت باكستان إنها قد تطلب من الصندوق خمسة مليارات دولار. وحصلت السعودية العضو في أوبك على 3,33 مليار دولار من صادرات النفط بينما تنتج المنظمة نحو 40 % من النفط الخام العالمي ويملك أعضاؤها 519 مليار دولار، وتملك منطقة اليورو أقل من نصف هذا المبلغ حيث يتوفر لديها 213 مليارا، ولا تزال العديد من الدول ومنها الولاياتالمتحدة متخوفة من قبول استثمارات من صناديق حكومية في الشرق الوسط وآسيا، وتتركز المخاوف على تدخل هذه الصناديق في شركات القطاع الخاص. ودعا وزير الأعمال البريطاني بيتر ماندلسون الذي يرافق براون في جولته الخليجية، أوروبا إلى الترحيب بصناديق الثروة السيادية، وتتباين الآراء بشأن استقبال استثمارات هذه الصناديق حيث يخشى البعض تزايد نفوذها بينما يراها آخرون ضرورية لدعم اقتصادات متضررة من الأزمة المالية العالمية، وتشير التقديرات إلى أن موجودات الصناديق السيادية تبلغ نحو ثلاثة تريليونات دولار. من جهته اعتبر الرئيس الفنزولي هوغو شافيز دعوات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وبراون المطالبة بزيادة دعم الدول الناشئة لصندوق النقد الدولي أمرا غير أخلاقي، وقال يعني ذلك أن دولا مثل الصين ودول النفط، واجهنا تهديدات وغزوا وأعمال تخريب وانقلابات، علينا المساهمة بموارد كي يواصلوا هم مساعدة أغنياء العالم. يا لفساد الأخلاق! . وانتقد شافيز تصريحات مدير صندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس كان والتي تضمنت أن الأزمة المالية العالمية ستؤثر على الدول النامية، وقال على هذا السيد أن يلتزم الصمت... ماذا على صندوق النقد الدولي أن يقول للعالم سوى إنه يتحمل المسؤولية ويرحل.