أعاد الفنان التشكيلي طاهر ومان نشر رسالة سبق وأن وجهها إلى وزارة الثقافة والفنون، يطلب فيها من الوصاية إنقاذ 55 لوحة فنية من التلف والإهمال وارتفاع تكاليف الحجز بمستودعات الخطوط الجوية القطرية، بعد أن تنصّلت دوائر الوزارة من مسؤولياتها الأدبية تجاه لوحات فنية لفنانين جزائريين، منهم من غادر الدنيا وقلبه معلق على مصير أعمال ابداعية وضع فيها زبدة افكاره وسحر ريشته وألوانه. أكد الأستاذ والفنان طاهر ومان في تصريح ل»الشعب» بعد نشره لرسالة على صفحته الافتراضية، بأن خلفيات القضية تعود إلى سنة 2008 بعد مشاركة بعثة ثقافية من 17 فنانا يمثلون خيرة الفنانين التشكيليين الجزائريين بالمهرجان العربي الأول للرسومات الصغيرة بمدينة جدة السعودية، الذي كانت تشرف عليه مجموعة روشان للفنون الجميلة تحت رعاية وزارة الثقافة السعودية وعن طريق منسق الجزائر ممثلا في شخصه. أوضح الطاهر ومان وأنه طبقا لبنود المشاركة، «رخصت لنا وزارة الثقافة بإخراج اللوحات طبقا لمواصفات التظاهرة وشروط المشاركة، فيما تكفّل الديوان الوطني لحقوق المؤلف بتأطير اللوحات، وتحصلنا على رخصة الخروج للأعمال الفنية من المديرية العامة للجمارك الجزائرية، وتحملت الجهة المنظمة بنقل الأعمال الفنية ذهابا وإيابا». يعود الطاهر ومان بذاكرته إلى تلك الفترة ليقول، إنه فور عودتهم من السعودية ورجوع لوحاتهم من المعرض إلى التراب الوطني بتاريخ 29 أوت 2009، تقدّموا بطلب إلى المدير العام للجمارك الجزائرية قصد إعفائهم من الرسوم الناجمة عن اقتناء ثلاثين لوحة من جملة ال85 التي تمّ التصريح بها عند الإرسال، حيث لم يجدوا في ذلك مانعا وقام ذات المسؤول بتلبية طلباتهم وأمر بالإخراج الفوري للأعمال الفنية من مستودع الخطوط القطرية». وأشار ومان أنه «وطبقا للتقاليد المعمول بها اشترطت عليهم مصالح الجمارك سحب لوحاتهم بواسطة وكيل عبور معتمد، ليقوموا بعد ذلك بإبلاغ المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف بتحمّل هذه النفقات، التي لم تكن تتجاوز ثلاثون ألف دينار حسبه، إضافة إلى كونهم بعثة ثقافية شرفت الجزائر في ملتقى دولي، حيث وجدوا منه كل التفاهم والترحيب ملبيا طلبهم بعد تعيينه لوكيل عبور، وهنا بدأت القضية كما أضاف «تأخذ منعرجا آخر من التسيب والإهمال وبعد حوالي أربعة أشهر أخل الوكيل المعتمد بالتزاماته، الأمر الذي دفعهم بسحب الوثائق منه والتوجّه مرة ثانية إلى المدير الجديد للديوان الوطني لحقوق المؤلف، الذي تنصل من مسؤولياته تجاههم رافضا تقديم المساعدة، ومنذ ذلك التاريخ واللوحات الفنية تفترش الأرض بمستودع الخطوط القطرية معرضة للتلف وتكاليف المستودع تتضاعف يوميا.