اختتم، أمس، تربص المنتخب الوطني لكرة اليد رجال، الذي جرى بالمركز الأولمبي للمنتخبات الوطنية بالعاصمة المصرية القاهرة في الفترة الممتدة من 11 إلى 17 أفريل، والذي يدخل في إطار الاستعدادات الخاصة بالألعاب المتوسطية بوهران صيف 2022، والتي ستليها مباشرة الطبعة 25 للبطولة الأفريقية بمصر. يعتبر هذا المعسكر الأول الذي أقامه الفريق الوطني بقيادة المدرب رابح غربي، الذي استلم المهام على العارضة الفنية منذ شهر فيفري الماضي، حيث كان بمثابة فرصة ممتازة وقيمة من أجل تقييم مستوى كل اللاعبين سواء الذين ينشطون في الخارج أو المحليين بما أنه تزامن مع فترة تواريخ الاتحاد الدولي، الأمر الذي سمح لكل المنتخبات بالاستفادة من خدمات لاعبيها بما فيها الجزائر، حيث سجلنا تواجد عدد من كبير من الأسماء التي دعمت التشكيلة الحالية بالنظر لمشاركتها المنتظمة مع فرقها خاصة في أوروبا، على غرار أيوب عبدي الذي بلغ أدوارا متقدمة مع تولوز في المنافسة الأوروبية، وشارك في كل اللقاءات باستثناء الفترة التي كان يعاني من الإصابة، نفس الأمر بالنسبة لبركوس الذي يشارك مع إيستر كلما كان جاهزا بما أنه عانى كثيرا من شبح الإصابات، غضبان خليفة يعتبر من أفضل الحراس في أوروبا مع ناديه بوخارست، حاج صدوق مصطفى رفقة نادي بفادي فينترتور السويسري خاض تجربة جيدة في القارة العجوز، فيما تغيب كعباش وداود بسبب الإصابة، ومن جهته رحيم عبد القادر الذي حضر التربص إلا أنه لم يلعب لأنه شعر بآلام، وخشي من تفاقم الوضع. كما تخلل الموعد التحضيري لقاءين وديين الأول يوم 14 والثاني في 16 أفريل ضد المنتخب المصري، وفاز هذا الأخير في كلا المناسبتين الأولى بنتيجة 20 مقابل 33، والثانية بفارق كبير 35 مقابل 17، الأمر الذي يؤكد التراجع الرهيب لمستوى المنتخب الوطني في الفترة الحالية بما أنه لم يتمكن من الصمود أو إنهاء المواجهتين الوديتين بفارق متقارب في عدد الأهداف، ومن جهة أخرى حتى أداء فوق البساط لم يكن متوازنا بما أن الفراعنة يملكون مجموعة متكاملة، ولعبت مباريات على الصعيد العالمي في السنوات الأخيرة، كما أنهم أصحاب آخر تتويج أفريقي بتونس سنة 2020، الأمر الذي جعل الأمور صعبة أمام التشكيلة الوطنية بالرغم من وجود أسماء تلعب بانتظام في أوروبا. بينما كانت الكرة الصغيرة الجزائرية تعاني من عدة مشاكل على مستوى الاتحادية، وما زاد الأمور تعقيدا التوقف الطويل للبطولة الوطنية بسبب الجائحة الصحية، وفي المقابل المدرب السابق الان بورت لم يكن يأتي كثيرا للجزائر من أجل استغلال الفرصة وإدخال التعداد في معسكرات مغلقة تتماشى مع إجراءات البروتوكول الصحي المفروض، للحفاظ على مستوى اللاعبين وتفادي التراجع من الناحية البدنية، كما لم يتمكن زملاء غضبان من برمجة تربصات في المستوى العالي باستثناء واحد فقط، والاكتفاء بلعب لقاءات بطولة العالم التي جرت مصر جانفي 2021 والفوز بلقاء واحد، والتي تلتها فيما بعد دورة ألمانيا المؤهلة للأولمبياد في مارس من ذات السنة ليغيب بعدها الفريق عن الساحة، ما جعل أغلب الكوادر تطالب بضرورة إيجاد حل مناسب لتفادي تضييع وقت أطول. العودة إلى السكة في أقرب وقت النتيجة واضحة من خلال التربص الذي كان بمصر على مدار أسبوع كامل، والأهم من ذلك لعب لقاءين بمثابة المعيار للمدرب من أجل الشروع في ترتيب أوراقه، والوقوف على كل النقاط السلبية للعمل عليها مستقبلا خلال التربصات القادمة بعدما كان أول معسكر بالجزائر في مارس الماضي استغله غربي للتقرب من التعداد، والحديث معهم حول التحديات التي تنتظرهم، وحاليا الجميع أصبح على دراية بما يجب فعله لأنه لم يبق هناك الكثير من الوقت الذي يفصلنا عن أول منافسة رسمية للمنتخب، والأمر يتعلق بالطبعة 19 للألعاب المتوسطية بوهران من 25 جوان إلى 6 جويلية، وكلنا نعرف مستوى المنتخبات التي ستشارك على غرار إيطاليا، فرنسا، اسبانيا، تركيا، مصر، تونس هذه الأخيرة تمكنت من الفوز وديا أمام البرازيل بنتيجة 30 مقابل 31، ما يؤكد أن منتخبنا أمام مهمة صعبة لاستعادة بريقه بين المنتخبات الأفريقية التي تطوّرت كثيرا في السنوات القليلة الأخيرة، لأن كرة اليد الجزائرية دخلت في دوامة بعد آخر تتويج للجزائر بالكأس السابعة أمام نسور قرطاج بقاعة حرشة سنة 2014، وبدأ التراجع يظهر من خلال الانهزام في كل اللقاءات ضمن بطولة العالم بقطر 2015، وتواصل التراجع إلى غاية سنة 2020 عندما عاد الفريق لمنصة التتويج من خلال تحقيق المركز الثالث، لكن الأمور يجب أن تأخذ مسارا من العمل المتواصل للعودة للسكة الصحيحة، خاصة أن البطولة الأفريقية القادمة ستكون بمصر من 9 إلى 19 جويلية 2022، وهي محطة مؤهّلة لبطولة العالم بكل من السويد وبولندا 2023، وبعدها البطولة الأفريقية 2024 والمؤهلة لأولمبياد باريس من نفس السنة.