برزت في السنوات الأخيرة مجموعة من فرق الراب بعدة ولايات من الوطن، تمكنت من كسب جمهور لابأس به في وقت قصير. هذا النوع الموسيقي الذي كان إلى وقت ليس ببعيد يقتصر تواجده على المدن الكبرى. أول أغنية راب في الجزائر كانت سنة 1985، أداها حميدو بعنوان «جولة في الليل» على طريقة الراب الأمريكي، فتحت المجال فيما بعد لظهور فرق أخرى بالعاصمة في نهاية الثمانينات، مثل حما بويز وانتيك، لكن نشاطهم توقف بسبب نقص ثقة المنتجين. وازدادت شعبية هذا النوع الموسيقي الغربي في نهاية التسعينيات، وظهرت فرق أخرى في كل من وهران وعنابة وقامت الإذاعة والتلفزيون انذاك ببث العديد من كليبات فرق راب واستضافة أعضائها، نجحت فرق فيما بعد وتوقفت أخرى لأسباب مختلفة. ومن أبرز الفرق التي ظهرت منذ التسعينات: دوبل كانون، أم بي أس، حما بويز، أس أو أس، رضا سيتي 16، أولاد الباهية، تاليسمان، أم 16، توكس، كلو سيتي، أس أم كونكسيو،... علي سينيان عضو فرقة ''راب بلاك 16'': نجاح مغني الراب مرتبط بمستواه الثقافي والعلمي أكد علي سينيان عضو فرقة «راب بلاك 16»، أن «الراب احببناه منذ الطفولة، كنا نستمع ونستمتع بأغاني لطفي دوبل كانو، توباك، ايمينام وفيفتي سان..». وذكر أن الفرقة تتكون من ثلاثة أعضاء «أنا وكريم بلغواطي وزكريا بن مبارك، وكلنا أبناء حي حيدرة، ومؤخرا استقر كريم ببوزريعة وزكريا موجود حاليا بكندا وسيعود العام المقبل، ادرس في الثانوية وكريم في الجامعة وزكرياء متربص» . وعن تأسيس الفرقة، أوضح «اتقنت الكثير من الآلات المستعملة في الراب كالديجي والميكساج، وفي يوم من أيام 2011 سجلت لحن راب واقترحته على الصديقين كريم وزكريا، استمعوا جيدا للحن وغنوا مقطعا من الكلمات على ايقاع ذلك اللحن فنال اعجابنا، ومن ثمة اقترح زكريا أن نؤسس فرقة راب تجمعنا وسميناها راب بلاك 16»، مشيرا إلى أن «الكلمات نقوم بكتابتها نحن الثلاثة، وبعدها نقسم الأدوار ليكون هناك تناسق بين الكلمات والموسيقى، أما الميكساج والمونتاج يتم في عين طاية عند المركب أحمد كيدير وبعض معاونيه الذين يتوفرون على ستوديو». وأردف علي سينيان يقول «لحد الآن لدينا ثلاث أغاني ونحضر لثلاث أغاني أخرى، سننتهي منها في الثلاثي الأول من العام القادم، ثم ننطلق بعدها في التحضير لست أغاني نجمعها كلها في ألبوم ليخرج للسوق قبل نهاية صيف 2013. وهي تعالج المشاكل الاجتماعية ماعدا ثلاث أغاني واحدة عن الحب والثانية عن فرقتنا والثالثة عن نادينا المفضل اتحاد العاصمة». مضيفا «حتى الآن لم نشارك في تظاهرات محلية أو وطنية لكننا شاركنا في حفلات خاصة تقام بحيدرة». وفي تفسيره لميل بعض الشباب لهذا النوع الموسيقى، قال «الراب له شعبية في أوساط الشباب لأنه يعالج مشاكلهم الاجتماعية ويومياتهم، وأغلب المعجبين ومغنيي الراب نجدهم ينتمون للأحياء الشعبية، وعلى سبيل المثال نحن نكتب كلمات لمواقف نعيشها يوميا تحمل رسائل موجهة أولا للشباب للإقلاع عن الآفات الاجتماعية وتوجيهه نحو سلك سلوك حسن، وثانيا هي موجهة للأولياء والمواطنين والمسؤولين حتى يخدموا البلد، ويعطوا أهمية لشريحة الشباب لتحسين ظروفهم». واسترسل يقول «نؤدي أغانينا باللغات الثلاث العربية، الإنجليزية والفرنسية، وفي بعض الأحيان نستعملهم في أغنية واحدة، ونميل كثيرا كأغلب فرق الراب في الجزائر إلى الراب الأمريكي لأن الفرنسي تجده مزج بين الراب والأرنبي». وحول توفيقه بين الدراسة والغناء أكد أن «الدراسة بالنسبة لي هي الهدف الأول والأسمى، وسأعطي كل ما لدي لتحقيق النجاح ومواصلة طلب العلم. أما الراب فلن أتخلى عنه ولا أظن أن اهتمامي بالراب سيؤثر على دراستي، كما أن من يريد النجاح في الراب عليه أن يبلغ مستوى عال في الدراسة، حتى تكون الكلمات متميزة ويطرح المغني افكارا جيدة بطريقة معمقة ومستمدة من واقعنا، عكس الذين انقطعوا عن الدراسة».