يعاني المواطنون في بلدية عين آزال الواقعة جنوب ولاية سطيف من مشاكل كثيرة مع النقل الجماعي في الخط الرابط بين مركز البلدية ومركز الولاية على امتداد خمسين كيلومترا (50كلم)، والذي يربط بين العديد من البلديات (عين آزال، بئر حدادة، قلال، مزلوق)، حيث يشهد هذا الخط اكتظاظا من حيث عدد المسافرين، واضطرابا كبيرا في الأيام التي تصادف العطل الأسبوعية خاصة يومي الجمعة والسبت بسبب انشغال أصحاب حافلات النقل بتنظيم رحلات سياحية مع الجمعيات والنوادي والخواص، تاركين المواطنين وراءهم في مواجهة صعوبات كبيرة مع النقل. يضطر الكثير من المسافرين للوقوف ساعات طويلة في انتظار إيجاد وسيلة تنقل، خصوصا مع مشكلة نقص سيارات الأجرة وارتفاع سعرها (150 دج)، الذي طالب المواطنون مرارا بتخفيضه بسبب ارتفاعه مقارنة بخطوط أخرى في ذات الولاية، وهو ما يجعل المواطن يلجأ للتعامل مع الناقلين غير الشرعيين أو «الفرود»، كما يصطلح عليه محليا. تشتد معاناة المواطنين خصوصا فئة الطلبة الجامعيين أيام بداية الأسبوع ونهايته، كون المدينة لا تستفيد من خدمة النقل الجامعي رغم المساعي والنداءات المتكررة لهذه الفئة، مما يجعلهم تحت رحمة أصحاب حافلات النقل، الذين صاروا يعاملون المواطنين معاملة سيئة، ويفرضون عليهم شروطهم دون احترام قوانين وضوابط المهنة دون حسيب ولا رقيب. فالكثير من المواطنين يجدون أنفسهم مرغمين على التنقل وقوفا وبشكل يومي داخل حافلات هذا الخط لأن المقاعد صارت تحجز مسبقا لأشخاص معينين لهم الأولوية والمعاملة الخاصة، باعتبارهم مسافرين دائمين مع أصحاب الحافلات، وأحيانا يتم حجز أماكن مخصصة لهم بدءاً بمحطة الانطلاق حتى وإن كانوا يركبون من بلديات أخرى، بينما يبقى المسافر العادي هو الضحية في غفلة تامة من مديرية النقل. المواطنون طالبوا بتخصيص حافلات إضافية لهذا الخط للقضاء على أزمة النقل التي يعيشونها، والتي تحولت إلى هاجس حقيقي بالنسبة للموظفين والطلبة وغيرهم من المسافرين، في حين يبقى إنجاز طريق مزدوج للربط بين عين آزال وقلال (الطريق الوطني 78) هو المطلب الأول الذي طال انتظاره لدى سكان المنطقة ككل، فرغم المساعي والنداءات المتكررة طوال سنوات مازال هذا المطلب لم يتجسد وتحول إلى حلم حقيقي لسكان المنطقة، كون الطريق يشهد اختناقا مروريا كثيفا واستعمالا كبيرا، ومما عمق معاناة المواطنين هو انتشار الممهلات أيضا على طول هذا الطريق، وعددها الذي فاق 38 ممهلا فقط في شطره المذكور الذي يربط بين بلدية قلال وبلدية عين آزال (حوالي 31 كلم)، ناهيك عن الشطر الآخر المزدوج الذي يتقاسمه مع الطريق الوطني 28، وشهد هو الآخر نقاط اختناق وانتشارا للممهلات. المواطنون أطلقوا صرخاتهم وطالبوا الجهات المحلية بوضع حد لمعاناتهم، على الأقل بإيجاد حلول ظرفية تخفف من معاناتهم مع حافلات النقل، وتبقى مشكلة غياب محطة مسافرين في مدينة عين آزال مطلبا آخر تعرقل تجسيده لسنوات، فمدينة عين آزال التي تعد إحدى أقدم وأعرق بلديات الولاية لا تملك لحد الآن محطة مسافرين تليق بها، فرغم تسجيلها سنة 2011م ما زال هذا المشروع حبرا على ورق، وما زال المواطنون يعانون صيفا وشتاء في المساحة التي تستعمل الآن كمحطة مسافرين وسط المدينة، والتي تنعدم فيها كل شروط الراحة، ولا يجد فيها المسافر أية خدمة.