كشفت سفيرة الولاياتالمتحدة الأميركية بالجزائر إليزابيث مور أوبين، عن رغبة أمريكا العميقة في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين وتوسيع العلاقات التجارية المتبادلة، مؤكدة أن مجهودات تبذل من أجل مضاعفة حجم التجارة والاستثمار والشراكة التجارية الجزائرية - الأمريكية مرتين أو ثلاث مرات. قالت السفيرة الأمريكية خلال مداخلتها في إطار فعاليات الطبعة 53 من معرض الجزائر الدولي بقصر المعارض الصنوبر البحري، إن الإعلانات والاتفاقيات الخمس عشرة التي أبرمت بهذه المناسبة، تشهد على الالتزام التجاري الأمريكي تجاه الجزائر، مؤكدة أن سنة 2022 هي الوقت المناسب لتأمين مكانة الجزائر كوجهة تجارية واستثمارية مفضلة في إطار تعليمات الرئيس عبد المجيد تبون، مضيفة أيضا أن الجزائر تتمتع بفرصة فريدة لتضع نفسها على أنها السوق المفضل في شمال إفريقيا. أوضحت إليزابيث، أن الأولوية القصوى تكمن في تصدير المزيد من المنتجات الزراعية الجزائرية إلى الأسواق الأمريكية، رغم أنها عملية صارمة ودقيقة ولكن الفوائد المحتملة هائلة على الطرفين، بمجرد استكمال العملية في اطار محادثات تيفا. مضيفة، أن معرض الجزائر الدولي يعد أحد أهم الأحداث من نوعه في إفريقيا وسيكون فرصة ممتازة للشركات الأمريكية للقاء شركاء جزائريين محتملين. في ذات السياق، أشارت إلى تواجد شركات زراعية أمريكية في الجزائر، من بينها مجمع أطلس التي تزرع أكثر من 11000 هكتار من الأراضي في الصحراء الكبرى وشركات متخصصة في الرعاية الصحية كمؤسسة «جي هيلتكار» التي توفر أجهزة لفحص السرطان، بالإضافة إلى رواد عالميين في الهندسة والتكنولوجيا، نذكر منهم هانيويل وديل وبالو ألتو نتوركس التي تساعد في جلب التكنولوجيا الأمريكية المتطورة إلى الجزائر. ودعت المؤسسات الجزائرية إلى اغتنام فرصة تنظيم هذه التظاهرة الهامة لزيارة ما يقارب 40 شركة أمريكية في الجناح الأمريكي قبل نهاية المعرض، في عدة مجالات، من بينها الشركات التي تعمل على الترويج للمنتجات الاستهلاكية وأخرى تمارس الأعمال التجارية في مجال الطيران والدفاع ك «لوكهيد مارتن» والطاقة الكهربائية مثل «جي غاز باور» و»ميسيوبشي باور آيرو»، «جلاستونبري» و»كونيتيكت». وبخصوص التعاون الجزائري- الأمريكي في مجال المحروقات، أوضحت إليزابيث أن أفضل الشركات الأمريكية التابعة لهذا القطاع تتواجد في الجزائر، بما في ذلك هاليبرتون وأوكسيدنتال بتروليوم، قائلة إن الاستثمار في مجال المحروقات يعد عنصرا هاما في الاقتصاد الجزائري، نظرا للإمكانات المتاحة، مبرزة مساعي أمريكا في الاستمرار بخلق فرص عمل في الجزائر والمساهمة في المعرفة وأفضل الممارسات ونقل التكنولوجيا لضمان نمو اقتصادي طويل المدى. وتابعت، بأن الشركات الأمريكية تسعى إلى تقديم حلول عالية الجودة لمواجهة بعض أصعب التحديات التي تقف في وجه العالم، كتطوير أدوية جديدة لمكافحة السرطان وأمراض القلب وإنشاء خيارات الطاقة المتجددة لتكملة الطاقة التقليدية وتقليل انبعاث الكربون، باعتبار أن الشركات الأمريكية في طليعة الابتكار والتغيير الإيجابي. وذكرت بالأرقام المسجلة وفق آخر إحصائيات صندوق النقد الدولي والتي تشير إلى أن الولاياتالمتحدة تمثل 6.2 مليار دولار من رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر التراكمي للجزائر، ما يقارب 28٪ من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر، زيادة على أن الولاياتالمتحدة تمثل أكبر مستثمر أجنبي مباشر في الجزائر، بفضل تواجد أكثر من 100 مؤسسة أمريكية. وعبرت عن استعداد الولاياتالمتحدةالأمريكية لدعم ومساندة الحكومة الجزائرية في تحقيق الرؤية الاقتصادية الجديدة التي أطلق عليها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون «عام الاقتصاد» في جزائر جديدة، كاشفة عن إعادة تقييم الأولويات والعلاقات بعد المرحلة الانتقالية من الوباء من خلال استئناف شركات السفر واستكشاف الأسواق بمنظور جديد، مؤكدة أن الشركات الأمريكية حريصة على القيام باستثمارات ودخول السوق في كل قطاع في الجزائر. بالنسبة لمعرض الجزائر الدولي، ترى السفيرة الأمريكية أنه فرصة هامة لاستقطاب الشركات الأمريكية التي تعرض حلولا متقدمة في إدارة الموارد المائية وتوجد أربع شركات في هذا المجال في المعرض لإنشاء مشاريع مشتركة جديدة في الجزائر، مشيرة إلى أن الشركات الأمريكية تنتظر بفارغ الصبر أن تصدر الجزائر قوانين مهمة، بما في ذلك تلك المتعلقة بقانون المحروقات الذي نشر قبل عامين وقانون الاستثمار الجديد. اتفاقية لتكوين خريجي الصيدلة وتحضيرهم لسوق الشغل من جهتها أكدت المديرة العامة لشركة جانسن الجزائر، دوريا أوغليس، أن إمضاء الاتفاقية مع كلية الصيدلة لولاية الجزائر يهدف للمساهمة في تكوين خريجي الصيدلة وتحضيرهم لسوق العمل، باعتبار أن مجال الصيدلة تقني ويتطلب تربصات ميدانية وتزويد الطلبة بالمهارات العملية الدقيقة والخبرات اللازمة لمزاولة نشاطهم غدا. وستسمح هذه الاتفاقية التي حددت مدتها بثلاث سنوات، بحسب مديرة شركة جونسون الجزائر، بضمان استعداد خريجي كلية الصيدلة بشكل أفضل لاكتساب مزيد من المعارف وكذا مساعدة الجامعة في الماستر المتخصص والشؤون التنظيمية والدراسة الصيدلة الاقتصادية، مشيرة إلى أن هذا المجال يحتاج إلى وقت طويل من البحث والتطور واستثمارات هامة. وأفادت بأن شركة جونسون أند جونسون، تسعى إلى اتباع السياسة المنتهجة من قبل الحكومة الجزائرية، التي تهدف إلى تطوير الإنتاج الصيدلاني وتخفيض فاتورة الاستيراد، معتبرة الاتفاقية فرصة لتكوين أكبر عدد من الطلبة في مجال صناعة الأدوية المبتكرة من أجل الاعتماد عليهم في المستقبل. إنشاء أول مستشفى خاص في الجزائر بشراكة أمريكية كشف رئيس مجمع سواكري عبد النور، عن توقيع اتفاقية مع شبكة الخدمات الصحية العالمية الأمريكية لإنشاء أول مستشفى خاص في الجزائر وبالتحديد بولاية البليدة (مفتاح) ويحتوي على 280 سرير وعدة تخصصات ومعدات وتقنيات عصرية موجهة للتكفل بالمرضى، مؤكدا أنه من المرتقب أن يدخل حيز الخدمة في آفاق 2025. وأضاف سواكري، أن هذه المنشأة الصحية الجديدة تتكون من مستشفى ومدرسة شبه طبية ومن شأنها أن تساهم في توفير تكاليف التحويلات الطبية من الجزائر إلى الخارج. كما أعلنت الشركة العالمية الرائدة في مجال الغازات الصناعية «إير بروداكت» عن الافتتاح الرسمي لمكتب جديد بالجزائر العاصمة، بعد أن أثبتت قيمة مشاركتها في أسواق الغاز الصناعي بالجزائر من خلال شراكات مختلفة في السوق الجزائرية لمدة 45 عاما.