أطلقت وزارة السياحة والصناعة التقليدية، بوابة "المسارات السياحية للجزائر"، وأنهت إعداد استراتيجية تسويق وترقية "وجهة الجزائر"، بالتعاون مع المنظمة العالمية للسياحية ويجري العمل على ضبط الدليل الخاص بترقية الاستثمار في القطاع. أشرف الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان، أمس، على الاطلاق الرسمي للبوابة، التي ترصد 377 مسار موضوعاتي وتحصي 1123 موقع سياحي في الجزائر، مع قابليتها للتوسيع بشكل أكثر. وقال بن عبد الرحمان: "إن المنصة تمثل خطوة هامة في تجسيد مخطط عمل الحكومة في شقه المتعلق بالتحول الرقمي للإدارات العمومية وعصرنة المرافق العامة"، لافتا إلى أن القطاع السياحي يحتل مكانة هامة في هذا التحول. وأوضح في السياق، أن رقمنة مختلف القطاعات، وترقية الجزائر كوجهة سياحية، يدخل ضمن الالتزامات 54 لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وتحديدا الالتزامين 19 و25. وأضاف: "عكفت الحكومة على تنفيذه بحزم وإصرار، من خلال التصنيف الاستراتيجي للطلب في مجال السياحة الوطنية والدولية لتحديد أنماط السياحة الواجب تسليط الضوء عليها، إضافة إلى وضع "خطة وجهة الجزائر". وأفاد الوزير الأول، بأن الأرضية الرقمية التي تحمل اسم "البوابة الإلكترونية الخاصة بالمسارات السياحية الموضوعاتية (ألجيريا تور)"، ستفتح آفاقا واسعة لإنعاش القطاع، "حيث تختصر الطريق أمام السياح الأجانب وتمكنهم من قصد الأماكن التي تتوافق واهتماماتهم وقدراتهم المالية واللوجيستية". ويدخل إطلاق هذه البوابة، بحسب الوزير الأول، أيضا في إطار برنامج رقمنة قطاع السياحة والصناعة التقليدية والذي يقضي برقمنة كافة النشاطات والهياكل التابعة للقطاع بإنشاء 26 منصة إلكترونية وحلولا رقمية، وتصميم 58 موقعا إلكترونيا محليا، بالإضافة إلى وضع نظام المعلومات الجغرافي لتسيير المناطق والمواقع والهياكل السياحية حيز التنفيذ، والذي تم إنشاؤه بالتعاون مع الوكالة الفضائية الجزائرية. كما أكد بن عبد الرحمان، أن بوابة مسارات الجزائر السياحية جزء من مقاربة شاملة لترقية القطاع السياحي وتحديدا تطوير السياحة الداخلية. وتقوم المقاربة على تشجيع أقطاب الامتياز السياحي، وحصر وتحديد الوجهات، ثم إعداد استراتيجية تسويقية تروج للمنتجات السياحية. كل هذا ضمن بعد اقتصادي محفز للاستثمار السياحي متطابق مع القانون الجديد للاستثمار، الموجود على مستوى البرلمان، "فإلى جانب ابتعاده كليا عن الخلفية الإدارية، يضمن استقرارا تشريعيا يمتد إلى 10 سنوات على الأقل، ويحفظ حق الدولة والمستثمر، تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية". وترصد الأرضية الرقمية، المنجزة في إطار التعاون بين وزارة السياحة والصناعة التقليدية والمنظمة العالمية للسياحة، مسارات عدة تخص الجوانب الثقافية والتاريخية والدينية والتقنية التي تزخر بها الجزائر. وتعمل ب3 لغات هي: العربية والإنجليزية والفرنسية، وتوفر خاصية تحديد المواقع والبحث عن المسار أو الموقع الذي يريده السائح الجزائري (في إطار السياحة الداخلية) أو الأجنبي. أولى اللبنات من جانبه، اعتبر وزير السياحة والصناعة التقليدية، ياسين حمادي، إطلاق الأرضية "أولى لبنات رقمنة القطاع وأول خطوات تجسيد التعاون مع المنظمة العالمية للسياحة". واشتغلت الوزارة مع المنظمة، على 3 مشاريع رئيسية، فإلى جانب الأرضية تم إعداد دليل خاص بالطبخ الجزائر، كما سلمت، أمس، وبشكل رسمي الوثيقة الخاصة باستراتيجية تسويق وترقية وجهة الجزائر. في المقابل، أكد الوزير أن الدليل الخاص بالاستثمار السياحي في الجزائر، وصل إلى آخر الرتوشات، وسيتم إطلاقه في قادم الأيام بالتزامن مع اعتماد النص الجديد لقانون الاستثمار. وشدد على أنه يكرس حرية الاستثمار، من خلال اعتماد الشفافية والمساواة أمام كافة المتعاملين، ويقدم تسهيلات وتحفيزات غير مسبوقة للاستثمار الأجنبي في المجال السياحي. من جانبه أكد الأمين العام للمنظمة العالمية للسياحة، زوراب بولوليكاشفيلي، التزام هيئته على تنفيذ هذه المشاريع مع الجزائر. واعتبر أن ما يجري حاليا "يكشف إلى أي مدى يمكن جعل الجزائر وجهة سياحية عالمية"، مفيدا بأن القطاع السياحي الجزائري مفتوح الآفاق أمام المستثمرين الأجانب "وستساعد المنظمة العالمية للسياحة على إقناعهم بالوجهة مح الجزائر، في ظل التحفيزات التي يقدمها قانون الاستثمار الجديد". وأعلن عن عودته إلى الجزائر في غضون شهرين من أجل إطلاق الدليل الخاص بالاستثمار في القطاع السياحي، واقترح إنشاء مركز تكوين لإنجاح استراتيجية التسويق وترقية الوجهة الجزائرية.