أعرب رئيس مفوّضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي، عن صدمته من «المعاملة العنيفة والمهينة» للمهاجرين الأفارقة من قبل قوات الأمن المغربية، يوم الجمعة الماضية، خلال محاولتهم العبور نحو جيب مليلة الإسباني، مطالبا بإجراء تحقيق فوري. قال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي، وفق ما جاء في بيان نشر على الموقع الالكتروني للاتحاد الافريقي: «أعبّر عن صدمتي العميقة وقلقي إزاء المعاملة العنيفة والمهينة التي تعرض لها المهاجرون الأفارقة، الذين حاولوا عبور الحدود الدولية من المغرب إلى إسبانيا، والعنف الذي أعقب ذلك، والذي أدى إلى مقتل 23 شخصا وإصابة عدد آخر». وأضاف فقي، قائلا: «أدعو لفتح تحقيق فوري، وأذكّر جميع الدول بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الذي يضمن معاملة جميع المهاجرين بكرامة، وإعطاء الأولوية لسلامتهم وحقوقهم الإنسانية، مع الابتعاد عن استخدام القوة المفرطة». وكانت السلطات المغربية، قد أعلنت عن ارتفاع حصيلة المهاجرين الأفارقة الذين لقوا مصرعهم على يد الدرك الملكي المغربي، عقب محاولاتهم العبور إلى جيب مليلية الإسباني، إلى 23، وسط ارتفاع أصوات المطالبة بإجراء تحقيق «معمّق وعاجل» في الفاجعة، لتحديد ظروف وملابسات المأساة. ونقلت صحيفة «إلموندو» الإسبانية، مشاهد «مروعة» عن الحادث من قبل أقرب مستشفى للمنطقة الحدودية، كاشفة بأن 37 جثة نقلت إلى مشرحة المستشفى، وهو الرقم الذي يناقض الحصيلة المغربية، ما يؤكد بأن سلطات المخزن تحاول التعتيم على حقيقة عدد الضحايا. الهجرة النّظامية هي الحل من جهتها، دعت مفوّضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة إلى إعطاء الأولوية لسلامة المهاجرين واللاجئين في جميع الظروف. وتوقّفت المنظّمتان في بلاغ مشترك على عدد الوفيات خلال محاولة عبور حوالي ألفي مهاجر من جنوب الصحراء للسياح الحدودي لمليلية، معبرتين عن أسفهما للضحايا الذين تم تسجيلهم. وقال البلاغ «إن هذه الأحداث تعزّز أكثر من أي وقت مضى أهمية إيجاد حلول دائمة للنازحين»، مع ضرورة النظر في مسارات الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية. ودعت المفوّضية والمنظمة الدولية للهجرة المجتمع الدولي إلى توسيع نطاق الوصول إلى بدائل الهجرة الآمنة لتجنب محاولات العبور الخطيرة هذه، وخطر تكرار مثل هذه المآسي. وبعد هذا الحادث المأساوي، شدّدت المنظمتان على ضرورة تطبيق مبدأ «المسؤولية المشتركة» في شؤون الهجرة.