أكد وزير التهيئة العمرانية والبيئة والمدينة «عمارة بن يونس» في تصريح صحافي أن الجزائر تقدم مجهودات يومية وسنوية من أجل الحيلولة دون وقوع الكوارث البحرية التي تقع بشمال المتوسط، لما لها من أثر بالغ على المحيط والحياة، كان هذا على هامش المناورة البحرية لاحتواء الكوارث وحوادث التلوث البحري المنظمة تحت اسم «سيمي بول 12» عماد غازي. المناورات الاستعراضية تحاكي انفجارا ضخما في أحد ناقلات النفط بعرض سواحل أرزيو، بمشاركة 5 بلدان منضوية تحت لواء مجموعة 5 + 5 منها مالطا وايطاليا وفرنسا وإسبانيا إلى جانب القوات البحرية الجزائرية والهيئات التابعة لمنظومة «تل بحر» العسكرية المدنية المعتمدة في حالة الكوارث، ويهدف التمرين الافتراضي لجس مدى جاهزية الوحدات المختلفة وحماية السواحل من خطر التدخل في ظل كل المعطيات السابقة، فيما تولت القيادة الجهوية لحرس السواحل إنقاذ مفترضا لطاقم الناقلة النفطية المنكوبة العملاقة المنكوبة، في حين أسندت مهمة التنسيق البري على السواحل لمديرية الحماية المدنية، وكانت وهران أول أمس قد احتضنت فعاليات الملتقى الدولي الأول حول مخاطر التلوث البحري بمشاركة السلطات العسكرية والمدنية لولاية وممثلين عن وزارة البيئة وتهيئة الإقليم والمدينة المشرفة على برنامج «تل بحر» لحماية السواحل بالتنسيق مع القيادة العسكرية للبحرية وحرس السواحل التابعين للجيش الشعبي الوطني بوهران على رأسهم قائد الواجهة البحرية الغربية، وتخلل الملتقى مداخلات قيمة لمختصين أوروبيين في برنامج حماية أعالي البحار والسواحل من التلوث البحري الناجم عن ناقلات البترول الأجنبية من سوائل المحروقات مباشرة في البحر دون احترام المعاهدات والمعايير الدولية، وكشف مدير هيئة أوروبية أن الجزائر تشهد تدفقا ما معدله 150 ألف طن سنويا من البترول والمواد السامة، في الوقت الذي رصدت الأقمار الصناعية المخصصة لمراقبة البحار في إطار ما يعرف ببرنامج «ماركواست» الأوروبي أن الجزائر 234 مخالفة اقترفتها بواخر أجنبية وناقلات نفط عملاقة، مسجلة بذلك أعلى النسب، فيما سجلت ذات الهيئة 170 مخالفة بسواحل تونس و50 مخالفة بالمغرب، هذا وكشف مديرها، فريديريك هيببيرت أن البحر الأبيض المتوسط يحصي 500 ميناء على كامل ضفاف المتوسط تعبره 400 مليون طن سنويا من والى مختلف البلدان، وخلص إلى حتمية تكثيف الجهود لإرغام الناقلات العملاقة على احترام شروط السلامة البيئية المعتمدة.